تباين أداء الأسهم الآسيوية في الجلسة الأخيرة من العام، بعد أن حققت الأسهم الأمريكية مكاسب ومع قيام المستثمرين باقتناص الصفقات في الصين.
وتراجعت الأسهم الأسترالية مع التأثر بانخفاض أسعار خام الحديد، في حين ارتفعت الأسهم في اليابان، مما أبقى مؤشر "توبكس" القياسي على المسار الصحيح لتحقيق أفضل مكسب سنوي له منذ عقد.
وقفزت الأسهم الكورية، مدعومة بنشوة الذكاء الاصطناعي التي دفعت مؤشر "ناسداك 100" إلى تحقيق أفضل عام له منذ عام 1999. وتشير العقود الآجلة الصينية إلى مكاسب مبكرة مع عودة المستثمرين إلى سوقها المتدهورة.
وتسير الأسهم الآسيوية على الطريق الصحيح لتحقيق أفضل عام لها منذ عام 2020 مع عودة المستثمرين إلى الأسواق الناشئة، وسط إشارات على أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة العام المقبل.
ومع ذلك، فقد كان أداؤها أقل من نظرائها في العالم، متأثرة بالمخاوف بشأن الضائقة الاقتصادية في الصين، وعودة تضخم أسعار الغذاء مع إصابة الجفاف لمحاصيل الأرز، وبدء المستثمرين في تحديد مراكزهم قبل الانتخابات في العام الجديد.
وقال بريان باريش، كبير مسؤولي الاستثمار في "كامبيار إنفيستورز": "ليس صعباً تصور أشياء جديدة تثير قلق الأسواق، مثل الانتخابات، ومتطلبات تمويل السندات الكبيرة للحكومة الأميركية، و/أو أي فكرة عن عودة التضخم من جديد".
وأضاف: "لا تبدو المخاطر أو المكافآت على المدى القصير كبيرة جداً. لكن في الوقت الحالي، ليس هناك الكثير من الأخبار وليس هناك الكثير من البائعين".
وفي عالم مهووس بأسعار الفائدة، شهدت سوق الأسهم تحولاً هائلاً هذا العام بعد تعرضها لأسوأ ضغوط بيعية سنوية منذ عام 2008.
ومع تكثيف التجار رهاناتهم، انتهى بنك الاحتياطي الفيدرالي من حملة رفع أسعار الفائدة -وسيبدأ تيسير سياسته النقدية في 2024- كما تتهيأ السندات العالمية لتحقيق أكبر مكاسبها على مدار شهرين على الإطلاق.
وارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في آسيا بعد أن أصبح مؤشر "إس أند بي 500" الرئيسي على بعد بضع نقاط فقط من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 4796.56 نقطة، أمس، موسعاً تقدمه في 2023 إلى 25%.
وحافظت سندات الخزانة على انخفاض أمس بعد عمليات بيع ضعيفة بقيمة 40 مليار دولار لسندات مدتها سبع سنوات.
واستقر الدولار أمس، في حين تراجع الين عن أعلى مستوى سجله في خمسة أشهر مقابل الدولار، حيث واصل محافظ بنك اليابان كازو أويدا تمهيد الطريق لأول زيادة في سعر الفائدة في البلاد منذ عام 2007.
وفي هذه الأثناء، بدأ المستثمرون في العودة إلى الأسهم الصينية، وصيد الصفقات في أسهم الصناعة والطاقة المتجددة المتضررة بعد أن انخفض مؤشر "شنغهاي شنتشن سي إس آي 300" القياسي إلى أدنى مستوى له منذ عام 2019 في وقت سابق من هذا الشهر.
وارتفع مؤشر "ناسداك جولدن دراجون" الصيني، وهو مؤشر للأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة، بنسبة 2.2% يوم الخميس.
وأدت التحذيرات بشأن السوق التي تومض بإشارات ذروة الشراء إلى إثارة المخاوف بشأن التراجع، إذ يقول بعض مراقبي السوق إن المتداولين بالغوا للغاية وبسرعة كبيرة في توقعات تحول الاحتياطي الفيدرالي لتيسير سياسته النقدية.
وقال كوينسي كروسبي، كبير الاستراتيجيين العالميين في "إل بي إل فاينانشيال": "تُظهر السوق علامات الإرهاق وتحتاج بلا شك إلى التعزيز". وأضاف: "لكن طالما ظلت المشاركة واسعة النطاق، فإن المعنويات الصعودية يجب أن تدعم المؤشرات أثناء تعاملها مع السيناريوهات الجيوسياسية والمحلية، والإجماع الإيجابي الشامل في أن عام 2024 سيكون عاماً قوياً بالمثل".
في حين أن تراجع التضخم الأخير يعد أمراً إيجابياً بالنسبة للاحتياطي الفيدرالي، فإن بعض الأرقام الأخرى التي تظهر أن المرونة الاقتصادية يمكن أن تغذي الإنفاق الاستهلاكي، مما يعمل ضد هدف البنك المركزي المتمثل في إبطاء وتيرة النمو. وهذا يشكل مخاطر على سوق السندات مع اقتراب العام الجديد.
وكتب بن إيمونز، رئيس الدخل الثابت في شركة "نيو إدج ويلث" - في مذكرة - "يتم تسعير سوق السندات وفقاً لسيناريو مثالي يقوم فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي بإجراء تخفيضات أسرع وأعمق".
وأضاف: "العوائد لديها مجال للتحرك التكتيكي بين 4% و4.25%، حيث يسمح العام الجديد بسحب المكاسب من على الطاولة وتبدو السندات جاهزة. ونظراً لاستمرارية الاقتصاد، هناك الحماسة بشأن الخوف من تفويت الفرصة.
وفي سياق آخر، مال النفط نحو الارتفاع، مما قلص خسارة يوم الخميس البالغة 3.2% بسبب ارتفاع المخزونات في مركز التخزين الأمريكي الرئيسي في "كوشينغ"، أوكلاهوما، الأمر الذي عوض جزئياً تراجع المخزونات الوطنية ورسم صورة متباينة للطلب.