السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

«دا سيلفا» ينهي عامه الرئاسي الأول في البرازيل ببعض النجاحات

  • 29-12-2023 | 20:48

دا سيلفا

طباعة

 ينهي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، عامه الرئاسي الاوّل في البرازيل التي تشهد انقساماً عميقاً، بتحقيق بعض النجاحات التي تُحسب لعهده، أبرزها الحدّ من إزالة الغابات في الأمازون، غير أنّه لا يزال يواجه تحديات ومشاكل كثيرة.

وإثر فوزه بفارق ضئيل على سلفه اليميني المتطرف، جايير بولسونارو، لم تنطلق ولاية لولا الثالثة في أجواء هادئة، بعد توليه الرئاسة سابقا لولايتين بين 2003 و2010.

فبعد أسبوع من تنصيب الرئيس اليساري، شنّ آلاف من أنصار بولسونارو هجوماً على مراكز السلطة في برازيليا في الثامن من يناير.

وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة برازيليا، أندريه روزا، "أمام لولا تحديات أكثر مما عرف خلال ولايتيه السابقتين"، مضيفاً انه "لم ينعم بفترة سماح في الاشهر الأولى وهو يواجه برلماناً معادياً".

إلا أنّ هذا الوضع لم يردع حكومته عن إطلاق برامج اجتماعية مهمة، وسط مؤشرات اقتصادية أفضل من المتوقع.

وأظهر استطلاع نشره معهد "داتافولها" المرجعي في منتصف ديسمبر أنّ لولا يحظى بـ38 بالمئة من الآراء المؤيدة.

وأتت هذه النسبة أقل مما كانت في ديسمبر 2003 والتي بلغت حينها 42 بالمئة، بعد عام من بدء ولايته الأولى، لكنها أفضل من نسبة الآراء المؤيدة لبولسونارو بعد عام من ولايته أي قبل أربع سنوات والتي كانت 30 بالمئة.

وقال لولا - خلال جلسة مجلس الوزراء الأخيرة للعام 2023 - "نصل إلى نهاية العام ونحن في وضع جيّد لا بل استثنائي، مقارنة بما كان عليه وضع البلاد عند وصولنا" إلى السلطة.

غير أن بعض الاقتصاديين يعتبرون أنّ الحكومة قد تعاني لتحقيق التوازن في المالية العامة خلال العام المقبل، خصوصاً وأنّ توقعات النمو للعام 2024 لا تبدو إيجابية.

وانخفضت إزالة الغابات في منطقة الأمازون إلى النصف بين يناير ونوفمبر مقارنة بالأشهر الـ11 الأولى من العام 2022.

وترى سويلي أروجو، من مرصد المناخ، وهو تجمّع من المنظمات غير الحكومية البرازيلية، أنّ هذا الانخفاض يرجع إلى عدة أسباب بينها "تكثيف عمليات المراقبة التي تقوم بها إيباما"، وهي هيئة عامة ترأستها أروجو من 2016 إلى 2019 وخُفّضت ميزانيتها وطاقم عملها في عهد بولسونارو.

وأعطت الحكومة أيضاً تراخيص لثماني محميات محلية جديدة يعتبرها العلماء بمثابة روادع أساسية ضد إزالة الغابات.

وفي وقت تحسّن الوضع في أكبر غابة استوائية بالعالم، شهد تدهوراً في سيرادو، وهي منطقة سافانا غنية جداً بالتنوع البيولوجي وتقع في جنوب الأمازون.

ومن الجوانب السلبية أيضاً أن حكومة لولا تتعرض لانتقادات حادة بسبب مشاريع التنقيب عن النفط المحاذية لمصب نهر الأمازون.

كما أن الإعلان عن نية البرازيل الانضمام إلى تكتل "أوبك بلس" للدول المصدرة للنفط، في خضم انعقاد مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، لم يلق ترحيباً.
ويقول سولي أروجو "ثمة تناقض في أن تكون رائداً في مجال المناخ وتنضم في الوقت نفسه إلى اوبك+".

وقام لولا برحلات كثيرة خلال السنة الاولى من ولايته الثالثة، منها زيارتان رسميتان إلى الولايات المتحدة والصين، والمشاركة في قمة بريكس في جنوب افريقيا وفي قمة مجموعة السبع في اليابان، وذلك لتأكيد "عودة" البرازيل إلى الساحة الدولية.

وقال أندريه روزا "من بين المسائل التي برزت خلال العام الأول في ولاية لولا، تحسن العلاقات الدبلوماسية التي تدهورت خلال عهد بولسونارو".

وعلى الصعيد الاقتصادي، تمكن لولا بعد مواجهة استمرت عدة أشهر، من حمل البنك المركزي على إقرار أربعة تخفيضات متتالية لنسبة الفائدة الرئيسيى، بفضل السيطرة على التضخم.

وتتوقّع الحكومة نمواً بنسبة 3 بالمئة في عام 2023، بعد أرقام تجاوزت التوقعات في الأرباع الثلاثة الأولى من السنة، فضلاً عن تسجيل البطالة أدنى مستوياتها منذ 2015.

ومع نهاية السنة الأولى من ولاية لولا، أقر البرلمان خطة إصلاح واسعة النطاق للنظام الضريبي، كان يطالب بها رجال الأعمال والأوساط التجارية منذ أكثر من ثلاثين عاما.

ولاقت خطة الإصلاح ترحيباً من وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيف الائتماني، غذ رفعت العلامة السيادية للبرازيل خلال الأسبوع الفائت من -BB إلى BB، بعد إجراء مماثل قامت به وكالة فيتش في يوليو.

ويتوقع الخبراء أن يركّز لولا بصورة أكبر خلال العام 2024 على السياسة الداخلية، مع اقتراب الانتخابات البلدية في أكتوبر.
وسيتعيّن عليه مواجهة تحدي انعدام الأمن، بعد عام شهد سلسلة هجمات على مدارس وموجة عنف في ولايتي ريو دي جانيرو وباهيا.

الاكثر قراءة