الثلاثاء 2 يوليو 2024

الطلاب: الكلية والمستشفى «بيتنا التانى»

23-2-2017 | 11:05

تقرير : أحمد جمعة

في قسم ٤ (وحدة السكتة الدماغية)، وقفت الدكتورة شيماء رمضان ، بين مجموعة من طلابها أمام مريض، تناظر الحالة وتخبرهم بمدى استجابته للعلاج، والطرق الطبية الدقيقة لعلاجه، والأساليب الصحيحة لإنقاذ حياته حال تدهورها، بعد تخرجهم واستدعائهم للعمل رسمياً مع أقرانهم بمستشفيات قصر العيني.

تقول الطبيبة شيماء وهيّ تتوسط طلابها: “إحنا هنا النهارده في تدريب عملي مع طلاب الفرقة الرابعة بكلية التمريض لدراسة الحالات الحرجة، وهوّ بمثابة تدريب عملي معهم بعد شهور من الدراسة النظرية، حيث يتم توزيعهم على الرعايات بقصر العيني ومنها قسم ٤ المتواجدين فيه الآن؛ للتعرف على المكان ونوعية الحالات، وتوعيتهم بحيث لما يشتغلوا يكون عندهم وعي كامل بتفاصيل المكان نفسه، وهذا يسهل كثيرًا عندما يبدأون العمل بشكل رسمي ضمن طاقم التمريض المتواجد في المستشفيات”.

تضُيف المدرس المساعد في كلية التمريض، أنه بداية من الأسبوع المقبل سيعاملون مع الحالات مباشرة، لتأهيلهم لما بعد التخرج بحيث تكون لديهم القدرة على مناظرة الحالة وتوفير العناية اللازمة لها، ومتابعة الإجراءات الطبية اللازمة خاصة في تلك الأقسام التي لها طبيعة خاصة .

تأهيل طلاب كلية التمريض يأتي ضرورة لمساعدة الأطقم الطبية في ممارسة عملهم، وهم يكونون الأقرب إلى المريض طوال الوقت، إذ تقول “رمضان” إن الطالب لابد أن يقضي ٤ سنوات دراسة، والعام الخامس “امتياز”، عقب ذكل يحصل على تصريح العمل وكارنيه مزاولة المهنة، ثم التكليف وتوزيعهم على مستشفيات جامعة القاهرة، مشيرة إلى أنهم يحصلون على تدريب مكثف ودراسة لتخصصات مثل “أساسيات التمريض والتمريض الباطني الجراحي، تمريض الأطفال، تمريض النساء والولادة، وتمريض الحالات الحرجة، الصحة النفسية، والصحة العامة”.

من بين الطلبة التي اصطفت إلى جوار السرير الذي يرقد عليه المريض بقسم السكتة الدماغية، وقف الطالب سامح صالح بالفرقة الرابعة يستمع إلى توجيهات الطبيبة شيماء، يقول: “ التدريب مفيد جدًا لأن أغلب اللي خدناه الفترة الماضية كان نظري ولا يمكننا من مناظرة المرضى، حالياً بإمكاننا التعامل مع المريض، ودرسنا ذلك في تدريب الطوارئ، و التدريب تطبيق للنظري وإزاي أعرف أتعامل مع المريض”.

أمام مبنى كلية طب قصر العيني، وقف ٣ أطباء في سنة الامتياز يتناقشون في التدريب الذي يتلقوه. الشكوى جاءت عامة من الثلاثي أن “التدريب عبارة عن مشاوير نخلص فيها ورق، ونجيب أكياس دم، ونبعت الاشاعات للأقسام، وبنسبة ضئيلة يـأتي التدريب العلمي والتواجد بجوار النائب قبيل مناظرة المرضى”.

يقول محمود صبري بسنة الامتياز: “ بالنسبة للتدريب، أثناء في الدراسة بتكون على المانيكان في الكلية، وانتقلنا إلى مرضى حقيقيين في مستشفيات قصر العيني، لكن هذا لا يُفيد طالب الطب بشكل كامل، إذ يتم إرساله لإحضار أكياس دم أو إرسال أشعة مريض، ولا يلتزم بالحضور إلى جانب الاستاذ أو النائب لكي يكتسب مهارات جديدة، وينتقل من خبراته”.

هذا الجزء بالنسبة لمحمود صبري لا يعفيه من التأكيد على أن قصر العيني هيّ إحدى الكليات الرائدة في مجال الطب في مصر، يقول “ الدراسة كانت ممتعة، والاختلاف الوحيد في قصر العيني إننا في السنة السادسة بناخد بناخد جراحة وباطنة بخلاف باقي الكليات المصرية. الكلية مش بتأكل الوقت، وهنا التعليم أنضف وهذا يظهر عند مقارنة طالب خريج قصر العيني أو أي جامعة مصرية أخرى”.

بسؤال صبري حول الاختلاف بين قيادات الجامعة والكلية في التواصل مع الطلاب، أشار إلى أن الكلية تسير على وتيرة واحدة وتعد من أفضل الأماكن في التعامل مع الطلاب، ويضيف “ العميد حسين خيري كان محبوب جدًا من الطلبة وله شعبية، لكن لا استطيع أن أقول إن رحيله آثر على تعامل الإدارة مع الطلبة. ليس التغيير الكبير أو الملاحظ لأننا نعمل في منظومة متكاملة”.

الطالب محمد صالح، يذكر الفرق بين الدراسة بين قصر العيني وغيرها من الكليات الطبية في مصر قائيلًا : “ميزة قصر العيني أنه بإمكانك مناظرة مرضى من جميع محافظات الجمهورية، في كافة التخصصات، من أبسطها إلى أعقدها، حتى لغة المريض ذاته تجدها في قصر العيني، كما نتعامل مع الأساتذة والنواب والتعليم يكون بشكل مكثف وأفضل”.

يُضيف: “إدارة الكلية حالياً بدأت التدريب العملي مع الطلبة من السنة الأولى وتعاملت مع طلبة شاهدوا ما تعلمناه في سنة الامتياز، وياريت يستمروا”. في حين يقول زميله أحمد عاطف: “استفدنا من تدريب الطوارئ، لكن هذا التدريب لا يكون بنفس المستوى في باقي التخصصات، هناك أساتذة (الأمراض الروماتيزمية) ومدرسين مبتشفهمش غير وأنت بتسلم، لو عاوز تتعلم هترخم لغاية ما تتعلم”.

يأمل عاطف أن تهتم إدارة الكلية بالتدريب العلمي الذي بحسبه أساس تعليم الطالب، والذي يؤهله لتشخيص الحالات مبكرًا: “من أول سنة رابعة يهتموا بالكلينيكال ويكون مسؤول أساتذة وأستاذ مساعد لديهم خبرات”.

في ذات الإطار، يُعمق الطالب محمود إبراهيم، في تفاصيل الحياة داخل طب قصر العيني، كونه كان واحدًا من رؤساء اتحاد الطلاب داخلها. يقول “استدفنا كثيرًا من قصر العيني وهذا يظهر بوضوع عند العمل في الخارج، وفيه فرق عن دكاترة كليات الطب الثانية، وهذا لا يعفي من أن هناك مشاكل في الشرح عند بعض الاساتذة وليس عليهم إقبال والمشكلة ممكن تتحل عن طريق دورات لأعضاء هيئات التدرس، والملاحظ أن الدكتور فتحي خضير بدأ يطور من مناهج أولى وتانية”.

“٧ سنين الكلية بتكون أكتر من بيتك”.. هذا ما يؤكد عليه الطالب محمود إبراهيم، مضيفًا: “نتعلق بالمكان، لأنه بيفرق عن زمايلنا في باقي الكليات فمثلا اليوم الدراسي بيخلص ٧ مساءً ، واليوم بالكامل بيكون في قصر العيني، و الدكتور فتحي بدأ يطور المناهج ويزيل الحشو من المناهج”.