يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه الممنهج على قطاع غزة، بتكثيف قصفه الجوي والمدفعي لمناطق عدة في القطاع، حيث بات السكان "منهكين" مع دخوله لليوم الـ85.
وكان الدخان يتصاعد فوق خانيونس كبرى مدن جنوب قطاع غزة، بعدما استهدفتها ضربات إسرائيلية بما يسمى "الحزام الناري" خلال الليل.
وفي مدينة رفح، كان السكان وبينهم العديد من النازحين، يبحثون عن ملجأ للاحتماء من القصف الإسرائيلي المتواصل، الذي لا يفرق بين رجل وامرأة وطفل.
وأكد مراسل صحفي تواصل القصف المدفعي على رفح وخان يونس خلال الليل.
وفي حصيلة غير نهائية، ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة برا وبحرا وجوا منذ السابع من أكتوبر الماضي، إلى أكثر من 21 ألف شهيد، ونحو 56 ألف مصاب، إضافة إلى آلاف المفقودين، 70% منهم أطفال ونساء.
وقالت أم لؤي أبو خاطر (49 عاما) التي نزحت إلى مخيم مؤقت للاجئين في رفح: "كفانا من هذه الحرب! نحن منهكون تماما. ننزح باستمرار من مكان إلى آخر وسط البرد".
وتابعت "الناس يستعدون للاحتفال بالسنة الجديدة، فيما نحن نتنظر الصواريخ، القنابل تتساقط علينا باستمرار ليل نهار".
ويسود وضع إنساني كارثي في القطاع المحاصر الذي يناهز عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، اضطر 85% منهم إلى الفرار من منازلهم وفق الأمم المتحدة.
وقال أحمد الباز (33 عاما) الذي نزح أيضا إلى رفح "2023 هي أسوأ سنة في حياتي. كانت سنة دمار وخراب. عشنا مأساة لم يعرفها حتى أجدادنا".
وأضاف "نريد فقط أن تنتهي الحرب وأن نبدأ السنة الجديدة في منازلنا مع وقف إطلاق نار".
وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش دعوته إلى "وقف إطلاق نار إنساني فوري" فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من تزايد خطر تفشي الأمراض المعدية بين سكان القطاع.
وقال رئيس العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الجمعة عبر منصة "إكس" إن "السكان المصابين بصدمة والمنهكين" يتكدسون على "قطعة أرض تزداد صغرا".
وكتب المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في بيان أن "كمية المساعدات المقدمة، الضرورية والعاجلة، لا تزال محدودة وتواجه عقبات لوجستية عدة".