قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن المبادرة المصرية لتسوية الحرب في غزة، هي مبادرة شاملة تتكون من ثلاث مراحل رئاسية، كل مرحلة فيها تهدف إلى تفكيك عناصر الأزمة، وليس فقط الإفراج عن المحتجزين والأسرى، مشيراً إلى أن المرحلة الأخيرة هي مرحلة طويلة المدى.
وأضاف في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، أن هناك تميزاً في المبادرة المصرية بالفعل، وهناك تصميم على إنجاحها بصرف النظر عن بعض التحفظات المطروحة من قبل بعض الفصائل الفلسطينية خصوصاً حركة فتح.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية، أن مصر تسعى إلى حسم الأمر عن طريق إعادة صياغة بعض البنود ومحاولات تقريب وجهات النظر في هذا الإطار.
وتابع: "المحتجزين الإسرائيليين ليست هي ورقة الضغط الوحيدة التي تمتلكها المقاومة"، مضيفاً أن حماس تريد البقاء في المعادلة لأطول وقت ممكن، وبالتالي ستمسك بالمحتجزين لديها، وبالتالي موضوع تسليمهم لن يتم بسهولة.
وحول الموقف الأمريكي، أشار فهمي، إلى أن الموقف الأمريكي مرواغ لا أساس له من الإنصاف والعدالة، ولكن بطبيعة الحال هي طرف شريك فيما يجري بتواطؤ عن طريق القرارات التي تصدر من مجلس الأمن، وأيضاً قد قدمت صفقة سلاح اليوم تحت ظروف استثنائية، متابعاً: "المعطيات تفيد بأن الأزمة ممتدة ولن تتوقف بسهولة".
وقال:"الجهد المصري جهد مقدر، فالمبادرة تمتلك حلا شاملا ومقاربة شاملة، في مواجهة ما يمكن أن يطرح".
واختتم قائلاً:"هناك تجاوب بطبيعة الحال مع ما يجري، ونحن أمام تطورات مفصلية، وبالتأكيد الطرح المصري شامل ومهم ويمكن البناء عليه، بصرف النظر عن بعض التحفظات".
وكانت المبادرة المصرية عرضت خلال الأيام الماضية، حيث طرحت مصر إطارًا لمقترح لمحاولة تقريب وجهات النظر بين كل الأطراف المعنية، سعيا وراء حقن الدماء الفلسطينية، ووقف العدوان على قطاع غزة، وإعادة السلام والاستقرار للمنطقة، وتمت صياغة هذا الإطار بعد استماع مصر لوجهات نظر كل الأطراف المعنية بهذا الإطار، ويتضمن المقترح 3 مراحل متتالية ومرتبطة معا، وتنتهي إلى وقف إطلاق النار، وفقا لما أوضحه ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، موضحا أن مصر تؤكد أنها لم تتلق حتى الآن أي ردود على الإطار المقترح من أي طرف من الأطراف المعنية.
وأكدت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس الماضي، أن أولوية المقاومة في قطاع غزة هي "وقف العدوان على شعبنا، ولا تتقدم على ذلك أي أولوية".
وتابعت:"لا صفقة في الحرب، ولا صفقات تبادل يمكن أن نقبل بها قبل وقف العدوان على شعبنا بشكل كامل".
ومنذ السابع من أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها 21.672 شهيد، فضلاً عن إصابة ما يزيد على 56 ألف شخص، فيما تتصاعد ي تل أبيب، احتجاجات عائلات المحتجزين، مطالبين بمنح الأولوية لإعادة المحتجزين أحياء والعودة إلى طريق المفاوضة مع المقاومة لتأمين الإفراج عنهم.