أظهرت بيانات رسمية، اليوم /الأحد/، تراجع النشاط الصناعي في الصين خلال شهر ديسمبر الجارى ، ليواصل انكماشه للشهر الثالث على التوالي. وبحسب بيانات صادرة عن المكتب الوطني للإحصاءات، فإن مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية في الصين سجل 49 % في ديسمبر الجاري، منخفضا من 49.4 % الشهر الماضي.

وتشير قراءة المؤشر فوق 50 % إلى التوسع، بينما تعكس القراءة أدناه الانكماش. وتظهر البيانات أن المؤشر الفرعي للمؤسسات الكبيرة بلغ 50 % في ديسمبر الجارى، مسجلا انخفاضا قدره 0.5 % عن الشهر الماضي. وبلغ المؤشر الفرعي للإنتاج 50.2 % في ديسمبر، مسجلا انخفاضا قدره 0.5% عن الشهر الماضي.

وأبقت شركات التصنيع على تفاؤلها بشأن استمرار التوسع في السوق مع وصول المؤشر الفرعي لتوقعات الإنتاج والأعمال إلى 55.9 % في ديسمبر، مسجلا ارتفاعا قدره 0.1% عن الشهر الماضي، فضلا عن مواصلة زخم التوسع للشهر السادس على التوالي.

ويشير المكتب الوطني للإحصاءات إلى أنه مع اقتراب عطلة العام الجديد، فإن الشركات تعمل على تعزيز ثقتها في عمليات الإنتاج والأعمال التي تشمل السلع الاستهلاكية، مثل المنتجات الزراعية والأغذية والمشروبات.

وتعقيبا على بيانات مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعات التحويلية، قال تشاو تشينغ خه، كبير الإحصائيين في المكتب الوطني للإحصاءات، إن تعقيدات البيئة الخارجية وشدتها وحالة عدم اليقين تتزايد، مع انخفاض الطلبيات الخارجية ونقص الطلب المحلي مما يشكل تحديات أمام الشركات الصينية.

وكشفت البيانات الصادرة اليوم أيضا أن نشاط الصناعات غير التحويلية توسع بوتيرة أسرع في ديسمبر الجارى ، مع ارتفاع مؤشر مديري المشتريات لهذا القطاع بمقدار 0.2% من نوفمبر الماضى إلى 50.4% .

من جهته قال الرئيس الصيني شي جين بينج، اليوم ، إن الصين ستدعم وتعزز عزز الانتعاش الاقتصادي للبلاد في عام 2024. وأضاف "شى" في خطاب بثه التلفزيون بمناسبة العام الجديد أن الصين ستعمق الإصلاحات لتعزيز الثقة في الاقتصاد.

وقال "إن الصين ستعمل على دعم وتعزيز الاتجاه الإيجابي للانتعاش الاقتصادي وتحقيق تنمية اقتصادية مستقرة وطويلة الأجل". وأضاف الرئيس الصينى "يتعين علينا تعميق الإصلاح والانفتاح بشكل شامل، ومواصلة تعزيز الثقة في التنمية، وتعزيز الحيوية الاقتصادية، وبذل جهود أكبر لتعزيز التعليم، وتعزيز العلوم والتكنولوجيا، وتنمية المواهب".

وأعرب عن قلقه من العراقيل التي تواجه عمليات بعض الشركات والصعوبات التي يواجهها بعض الأشخاص في العمل وفي حياتهم اليومية، وتأثير الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والزلازل في بعض المناطق. وقال "شى" إن الصين ستعزز التنمية عالية الجودة وتوازن بين التنمية والأمن بطريقة جيدة التنسيق.

وكانت الحكومة الصينية قد أعلنت في الأشهر القليلة الماضية عن سلسلة من الإجراءات لدعم التعافي الاقتصادي الضعيف في الصين بعد وباء /كوفيد-19/، والذي يعوقه

تراجع قطاع العقارات ومخاطر الدين المحلي للحكومة وتباطؤ النمو العالمي. ويتوقع محللون أن يصل النمو الاقتصادي في الصين إلى الهدف الرسمي البالغ نحو خمسة فى المائة هذا العام، ومن المتوقع أن تبقي بكين على نفس الهدف العام المقبل.

وفي وقت سابق من الشهر الجارى ، اجتمع كبار القادة الصينيين ووضعوا خططا اقتصادية لعام 2024، وتعهدوا باتخاذ المزيد من الخطوات لدعم التعافي. وتعهد البنك المركزي الصينى بتكثيف تعديلات السياسة لدعم الاقتصاد وتعزيز انتعاش الأسعار، وسط مؤشرات على تزايد الضغوط الانكماشية.