أوضح وزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي أن الهدف من التعليم ليس الحصول على شهادة، وإنما إكساب الطالب مهارات ومقومات الحياة ليكون قادرا على المنافسة مستقبلا، مشيرا إلى أهمية التحول الرقمي والتنمية المستدامة في علاج الكثير من مشكلات التعليم في المستقبل.
جاء ذلك في كلمة الوزير خلال احتفالية مشروع الشراكة بين المدارس والجامعات بمدرسة "الشهيد أحمد محمود مصطفى أبو العينين" بإدارة القاهرة الجديدة، اليوم /الأحد/، بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في القاهرة، بهدف تفعيل وحدات الجودة داخل جميع المدارس وبناء مجتمعات المعرفة بين الأقران.
وقال الدكتور رضا حجازي "إن رؤية مصر 2030 ورؤية وزارة التربية والتعليم تستهدف طالبا قادرا على التنافسية وأن ما نشاهده اليوم يعد ترجمة لهذه الرؤية وتحقيقها بأقل الإمكانات في ظل التحديات التي تواجه المنظومة التعليمية" مشيرا إلى أن تفعيل الشراكة بين طلاب المدارس والمعلم الباحث والجامعات والمجتمع المدني يثري العملية التعليمية وبحقق الأهداف المنشودة في تطوير المنظومة التعليمية.
وأشار الوزير إلى أن أحد ركائز الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم 2024 - 2029 هي الشراكة بين الوزارة والجامعات والمجتمع المدني، موضحا أن هذا المشروع يحقق أحد أهداف الخطة الاستراتيجية للوزارة وهو التعلم للحياة والتعلم للمستقبل، مؤكدًا أن الهدف من التعليم ليس الحصول على شهادة فقط، ولكن لابد من الحصول بجانبها على مقومات الحياة، والعديد من المهارات التى يجب أن يمتلكها الطالب.
وأوضح أننا نستهدف المعلم المثقف والمعلم المبتكر والمعلم الإنسان الذي يترك الأثر في الطلاب وتقويمهم ويعطيهم دافعية للتعلم، مشيرًا إلى أن وجود تلاحم وتبادل للحوار بين طلاب الجامعة الأمريكية وطلاب المدارس يثري الخبرات التي نستهدف أن يحصل عليها أبنائنا الطلاب.
ونوه الوزير بأهمية التحول الرقمي وتفعيله داخل المدرسة من خلال توظيف التكنولوجيا في عملية التعليم والتعلم وإدارة المدارس أيضا والذي بدوره سيساعد في علاج الكثير من مشكلات التعليم في المستقبل، وكذا أهمية التنمية المهنية المستدامة للمعلمين والتدريب على رأس العمل، مؤكدا أهمية الأنشطة المدرسية في ضوء ظروف واحتياجات كل مدرسة حيث تسهم الأنشطة المدرسية في تكوين شخصية الطالب.
و أشار الدكتور رضا حجازي إلى أهمية بناء العلاقات بين أولياء الأمور والمدرسة، وعقد اللقاءات بينهم، فضلًا عن الاهتمام بحملات التوعية والشراكات مع الإعلام حول جهود الوزارة، وكذا أهمية العلاقة بين المدرسة والمجتمع المحلي.
وأوضح الوزير أنه سيعقد اجتماعا مع اتحاد طلاب مصر لاستعراض ثمار هذه التجربة وتبادل الحوار حولها بهدف توسيع نطاق المشروع بمختلف مدارس الجمهورية.
وأعرب وزير التربية والتعليم - في ختام كلمته -عن سعادته بهذا اللقاء، مؤكدًا أن الطلاب قدموا رسالة قوية خلال المشروع بحبهم لمدرستهم وتطويرها وأنهم ترجمة حقيقية للتطوير حيث أن التطوير الحقيقي للتعليم يبدأ من المدرسة.
واستعرضت مدير معهد الشرق الأوسط للتعليم العالي بالجامعة الأمريكية الدكتورة ملك زعلوك، تاريخ المشروع وهو الشراكة بين المدارس والجامعات والذي مر بعدد من المحطات في التخطيط، حيث بدأ المشروع باتفاقات رسمية بين وزارتي التربية والتعليم والتعليم الفني والتعليم العالي، مضيفة أنه تم تمويل هذا المشروع الضخم من الاتحاد الأوروبي عام 2017، والذي قام بتطوير 43 مدرسة للتنمية المهنية التربوية في عدد من الإدارات على مستوى القاهرة والإسكندرية.
وتابعت أن هذا المشروع أكد على تفعيل وحدات الجودة داخل جميع المدارس، وبناء مجتمعات المعرفة بين الأقران، والقيام ببحوث الفعل والتأكيد على العمل التعاوني بين الممارسين وأساتذة الجامعات، والتكامل بين المواد الدراسية، والاهتمام بالتنمية المهنية والتنمية المستدامة والتكنولوجيا، بالإضافة إلى تطبيق الأساليب الفعالة في التعليم والتعلم، وقد أسفرت هذه المبادرة عن نتائج مهمة وهي وجود أكثر من 100 مجتمع تعلم بالمدارس المشاركة، لتكون هذه المجتمعات معنية بالتعلم بين الأقران بالمدارس والجامعات، وتفعيل وحدات التدريب داخل المدارس، إلى جانب ممارسة التخطيط والتأمل واكتساب مهارات جديدة للعقل والقيم والمعتقدات.
وأوضحت ملك زعلوك أن هناك نواتج أخرى تم تسجيلها من دراسات الحالة التي قامت الفرق بتكوينها على رأسها الابتكار في شكل استراتيجيات التعلم، وإنتاج مواد تعليمية متكاملة بين العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتنمية المستدامة والمواطنة، وتم إنشاء معامل تكنولوجية داخل الكليات من أجل إكساب المعلمين مهارات بحثية بما ينعكس على تحسين مستوى التحصيل لدى الطلاب في هذه المدارس تحديدًا، فضلًا عن ارتفاع نسب الحضور بالمدارس، وتحسن ملحوظ في طبيعة العلاقات بين الطلاب والمعلمين.
وأشارت إلى أنه بالنسبة للمحطة الثانية من المشروع فقد بدأت في عام 2020، حيث تم مد اتفاقية الشراكة لمدة 3 سنوات بين معهد الشرق الأوسط بالجامعة الأمريكية بالقاهرة وإدارة القاهرة الجديدة، وكان الهدف من هذه المرحلة هو تمكين المعلمين من دمج المواد الدراسية في إطار المناهج الحديثة، واستخدام المهارات الحياتية في تخطيط الدروس ومن أهمها التفكير النقدي والإبداع، وحل المشكلات، والمشاركة، واحترام الآخر، واحترام التنوع، والتواصل، وإدارة الذات، والتعاون، وصناعة القرار، مضيفة أن هذه المرحلة اهتمت بالقيم الاجتماعية والثقافية في المدارس وكذلك إجراء بحوث الفعل لحل مشكلات الأداء في الصف الدراسي والمدرسة حيث تميزت هذه المرحلة بتعميم مبادرة الشراكة بين المدارس والجامعات على المستوى الوطني وذلك من خلال بعض السياسات من المجلس الأعلى للجامعات.
وأضافت الدكتورة ملك زعلوك أن المرحلة الثالثة جاءت مع اهتمام الوزارة بالتنمية المستدامة، والحياة المدرسية، والأنشطة الطلابية وتخصيص أيام للنشاط الطلابي، سواء الرياضي أو الثقافي، والأداء الفعال لدى المعلمين تحت قيادة وزير التربية والتعليم الدكتور رضا حجازي، مشيرة إلى أن الشراكة بين المدارس والجامعات تحولت إلى شكل مبتكر وجديد، فضلا عن التركيز على تمكين المعلمين، وتمكين الطلاب من تطوير مدارسهم ومشاركتهم في التخطيط والتطوير.
وأوضحت أن دورات التعلم المجتمعي تضمنت موضوعات مثل المواطنة، والتنمية المستدامة، والقراءة الرقمية أثناء العام الدراسي، حيث شارك طلاب من الجامعة مع طلاب المدارس في أنشطة متنوعة حول القيم، وحقوق الطفل، وشروط المواطنة، والمواطنة البيئية، وأشكال الانتماء، وخطط تطوير المدرسة، والتطوع، وحملات النظافة داخل المدرسة، وتعلم الأقران، والقيادة وخصائصها، وأهداف التنمية المستدامة، والذكاء الاصطناعي، والوعي الإعلامي، والتفاعل الوجداني والاجتماعي.
من جانبها أشادت مدير إدارة القاهرة الجديدة إيمان عطية، بنجاح مشروع الشراكة في إدارة القاهرة الجديدة وبجهود فريق العمل بالإدارة من متابعين ومعلمين وطلاب لحرصهم جميعًا على نجاح هذا المشروع الذي تم تعميمه بجميع مدارس الإدارة وتنفيذ خطة التطوير كاملة وتيسير العمل بها بما يتناسب مع إمكانيات كل مدرسة.
وخلال اللقاء، استعرض الطالب فارس أحمد بالصف الثاني الثانوي بمدرسة عبد الوهاب مطاوع وأمين عام اتحاد الطلاب بادارة القاهرة الجديدة، المشروع وأهداف ومراحل تنفيذه في المدارس والمبادئ التي تم غرسها في الطلاب وهو مبدأ الاستدامة، والمواطنة والقيادة، وورش العمل في الجامعة الأمريكية خلال الإجازة الصيفية، ومدى استفادتهم منها في تنفيذ العديد من البرامج والأنشطة الثقافية داخل المدارس وتقييمها والالتزام بلوائح التعامل بداخلها، بالإضافة إلى وضع خطط تطوير لهذه الأنشطة الثقافية والبرامج ومدى توظيفها بالذكاء الاصطناعي مما كان له أثره في توطيد العلاقة بين الطلاب والمعلمين.
وفي نهاية الاحتفال، كرم الوزير مجموعة الطلاب المشاركين من اتحاد الطلاب، كما كرم المعلمين المشاركين في الاحتفالية وفريق الجامعة الأمريكية المشارك.