الجمعة 5 يوليو 2024

الطلاق الشفهي

23-2-2017 | 13:43

بقلم : إيمان الدربي

حكايتي عن بهية المصرية التي يهدم بيتها ويشرد أطفالها في لحظة عندما يرمي عليها زوجها يمين الطلاق.. وتصبح مسئولة عن أطفال تحارب من أجل نفقتهم، وتحارب من أجل إعاشتهم خاصة وأن طليقها قد ينساها وأولادها ويتزوج بأخرى ويعيش حياة جديدة - وتزداد الطين بلة - عندما تكون هذه المرأة فقيرة وغير متعلمة وبلا عزوة أو سند .

وما أريد أن أتحدث عنه أن الكثير من الأئمة أثاروا قضية الإشهاد على الطلاق, فقديما أثار الإمام محمد عبده وهو عالم أزهري مستنير قضية الطلاق بالمحكمة وبرر الاحتياج لإلغاء الطلاق الشفهي بانتشار الفساد وضعف العقول وعدم المبالاة من بعض الرجال, وأكد أن الاستشهاد شرط في صحة الطلاق كما هو شرط في صحة الزواج, واستشهد بصورة الطلاق عندما جاء في آخرها "وأشهدوا ذوي عدل منكم ."

ليس هذا هو رأي الإمام محمد عبده فقط وإنما الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر السابق كان يؤكد على أهمية الإشهاد على الطلاق وتوثيقه ولكن قوبل رأيه باعتراض شديد من علماء مجمع البحوث الإسلامية وقتها مؤكدين على أن هذا يخالف الحرية الشخصية للمرأة والرجل .

الشيخ محمد الغزالي أيضا طالب بإلغاء الطلاق الشفهي في كتابه قضايا المرأة بين التقاليد الوافدة والراكدة .

والشيخ العراقي شيخ الأزهر الأسبق طالب أن يكون الطلاق بحضور شاهدين وبوثيقة رسمية وأنه حلف الزوج "عمال على بطال" في تعاملاته لا يلتفت إليه .

والسؤال الذي أطرحه عن هذا العقد – عقد الزواج – الذي ثبت بشهود أليس من المنطقي أن ينتهي بشهود أيضا؟

ولكن هيئة كبار العلماء بالأزهر قررت وقوع الطلاق الشفوي المستوفي أركانه وشروطه والصادر عن الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق وهو ما استقر عليه الناس منذ عهد النبي عليه الصلاة والسلام وحتي يومنا هذا دون اشتراط إشهاد أو توثيق .

وعلى المطلق أن يبادر في توثيق هذا الطلاق حفاظا على حقوق المطلقة وأبنائها, ومن حق ولي الأمر شرعا أن يتخذ ما يلزم من إجراءات لسن تشريع يكفل توقيع عقوبة تعزيزية رادعة على من امتنع عن التوثيق لأن في ذلك إضرارا بالمرأة وبحقوقها .

وما أريد أن أتحدث عنه أهمية إصدار هذا التشريع ووضع هذه العقوبة الرادعة لكل من امتنع عن توثيق الطلاق حماية لزوجات يعشن مع أزواجهن في الحرام بعد وقوع العديد من أيمان الطلاق .

وأيضا محاولة توعية الرجال في كل فرصة بأهمية كلمة الطلاق التي يهتز لها عرش الرحمن وما يترتب عليها من ضياع أسرة وانهيار أطفال قد يصبحون نواة لأطفال شوارع وليتذكروا قوله تعالي "فأمسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف وأشهدوا ذوي عدل منكم وأقيموا الشهادة لله ."