الخميس 21 نوفمبر 2024

الإبداع النسوي على مائدة مهرجان القاهرة الأدبي

  • 23-2-2017 | 13:47

طباعة

متابعة: محمد حميدة

فى محاولة للخروج عن الدوائر الرسمية والنشاطات الكلاسيكية التي تقيمها وزارة الثقافة خلال اللقاءات أو المهرجانات المختلفة التي لا تخرج كثيرا عن المحيط العربي، والتبادل والتواصل الأدبي مع الأجناس الأدبية المختلفة التي لم تكن ضمن قائمة دعوات الوزارة للمهرجانات التي تقيمها بين الحين والآخر افتتح مهرجان القاهرة الأدبي دورته الثالثة بمشاركة نحو 50 كاتبا من حوالي 18 دولة عربية وغربية، حاملا على عاتقه الكتابة النسائية وإلقاء الضوء على دور المرأة الأدبى ليطرح تساؤلا مهما بشأن تصنيف كتابات المرأة كأدب نسوي، الأمر الذى أثار غضب معظم المشاركات من الكاتبات العربيات والغربيات.  

يقول محمد البعلي، مدير المهرجان فى تصريحات خاصة لحواء: تستهدف الدورة الحالية إلقاء الضوء على أدب المرأة بشكل خاص لأنها لم تمثل خلال الدورات السابقة بشكل كاف، كما شاركت لأول مرة كاتبات من الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وسلوفينيا والنرويج وهولندا وبلغاريا والعراق٬ فيما يشارك في المهرجان مجددا أدباء من ألمانيا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا وتركيا والنمسا وسويسرا وسوريا والكويت إضافة لمصر، وشملت محاورالمهرجان إضاءات على زوايا مختلفة لإبداعات النساء ومناقشات حول حضور المرأة في المشهد الإبداعي لدول مختلفة٬ كما شهد المهرجان مجموعة من الفعاليات التي تشمل قراءات لنصوص تتنوع بين الشعر والسرد٬ وكذلك نقاشات حول تيمات أدبية مختلفة، وعدة نقاشات حول الترجمة٬ وحلقة نقاش حول مشروع "Collider Translation" لدعم وتعزيز الترجمة بين اللغة العربية من جهة ولغات البلقان من جهة أخرى.

غير إيجابية

من جانبها قالت الكاتبة منصورة عز الدين: إن المهرجان يعد إضافة مهمة للحركة الأدبية في مصر خاصة أنه يأتي ضمن الإطار غير الرسمي عبر الوزارة أو المؤسسات المهنية، ما يضع مصر على خارطة المشهد الأدبي العالمي نظرا لما يتم خلال هذا المؤتمر من مشاركات من مختلف الدول تسهم في تبادل الرؤى، خاصة أن المهرجان يحرص على استضافة كتاب من مختلف دول العالم ولا يقتصر على جنسيات بعينها. 

وفي ما يتعلق بمحور المهرجان الرئيسى أوضحت عز الدين أن تصنيف الإبداعات الأدبية على أنها نسوية أو ذكورية ظاهرة غير إيجابية، وأنها ضد هذا التصنيف خاصة أن هناك كتابات أدبية عصية على التصنيف وأن تأطير الإبداع الذي تكتبه المرأة ضمن قالب الإبداع النسوي يعد أمرا غير صحي، إلا أنه يمكن النظر للأدب الذي يتناول قضايا المرأة على أنه أدب نسوي باعتباره يتناول قضايا نسائية وألا يكون المصطلح في المطلق على كل ما تكتبه المرأة. 

وتابعت عز الدين أن الواقع الذي يعيشه العالم العربي في الوقت الراهن انعكس على الكتابات ما ظهر جليا في الكتابات السورية والمصرية والدول التي ما زالت تشهد تغيرات سياسية، ملمحة إلى أن الفترة المقبلة ستكون أكثر انعكاسا على الأعمال الإبداعية بشكل عام. 

وفي ما يتعلق بروايتها الأخيرة "أخيلة الظل" أوضحت أن الرواية تجريبية أقرب إلى النوفيلا، تتناول فكرة الكتابة، وألعابها، وتظن أنها مختلفة عن أعمالها الأخيرة، ولكنها تكمل بداياتها فى "متاهة مريم" والقصص القصيرة الأولى، وإن كانت ليست غرائبية لكنها قائمة على التجريب.

 معيار جمالى

في ذات الإطار رفضت الكاتبة مي التلمساني تأطير أو قولبة الأدب الذي يضعه النقاد خاصة أن مصطلح الكتابات النسوية ظهر في العديد من الدول ولم يقتصر على مصر، وأضافت: يمكن أن يساهم المشهد الأدبي غير الرسمي بشكل كبير في إثراء الحركة الإبداعية وأن المهرجان لعامه الثالث يحقق نجاحا كبيرا، وتابعت: لم

 يقتصر دور المرأة على الكتابات النسوية فحسب بل هناك نساء كتبن الرواية التاريخية وتناولن أمورا عدة غير الكتابات النسائية، كما أن هناك بعض الرجال كتبوا كتابات نسائية تناولت قضايا المرأة ومن الممكن أن يتم تناولها نقديا على أنها كتابات نسائية. 

وأكدت أن فترة التراكم التي أحدثتها الكاتبات تبرهن على دور المرأة في الأدب بمعياره الجمالي لا بمعياره النسائي، وأوضحت أن مجموعتها الأخيرة "عين سحرية" تتناول فيه حي مصر الجديدة وهي مجموعة قصصية تتناول عملية تاريخ النظر وكيف يرى الناس بعضهم البعض خاصة أن الرؤية تختلف عن النظر وهي عملية إبحار في النفس البشرية وكيفية نظرها للبعض. 

مهمة الكاتب

أبدت الكاتبة الألمانية " آنا كارتنا هان" استياءها من تسمية الأدب بذلك الاسم نظرا لأن الكاتبة أنثى  قائلة "أتعجب من المجتمع الذي يسمح للرجل أن يكتب عن المرأة دون أن يسأله أحد كيف تكتب عنها، فيما يسأل النساء حين يكتبن عن الرجل كيف لكن أن تكتبن عن الآخر؟ وأعربت عن سعادتها بمشاركتها في المهرجان نظرا لما لها من قيمة كبيرة لدى العالم أجمع ، فيما أشارت الكاتبة ملينا فلاشر من النمسا، إلى أن الكاتب ليس عليه تقديم التفسيرات في الأعمال الإبداعية وإنما عليه الوصف وترك التفسير للقارئ حتى يشاركه في التفكير، لأن التفسير يقدم في مقالات الرأي بينما في الأدب تكون المهمة هي إضافة الصبغة الأدبية والمشهدية التي تخدم النص جماليا وأدبيا لا تحليليا، ما يجعلها تركز في الكتابة بالشكل الأدبي بعيدا عن الأيدولوجيات السياسية أو التفسيرات التي تخدم أي تيار بعينه، مشددة على أن مهمة الكاتب في العمل الإبداعي يكون الوصف، مشيرة إلى أن هناك المئات من القصائد والأعمال في الموروث الشعبي الذي كتب منذ آلاف السنين لا يعرف من كتبه رجل أو امرأة؟ ومع ذلك بقى من أعظم الأعمال حتى اليوم، مطالبة أن يتم التعامل مع النص الأدبي كونه نصا أدبيا ولا يتم استحضار شخصية الكاتب قبل الكتابة سواء كان رجلا أو امرأة. 

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة