شهدت اليابان اليوم زلزالًا عنيفًا، ضرب أنحاء متفرقة من البلاد، وتبعته عدة هزات أرضية وتحذيرات من موجات تسونامي، مع توقعات بأن تشهد أنحاء اليابان بتوابع لزلزال اليوم خلال الساعات المقبلة.

 

زلزال اليابان

وضرب اليوم زلزالا هائلا بقوة 7.6 درجة على مقياس ريختر محافظة "إيشيكاوا" بوسط اليابان الواقعة على طول ساحل بحر اليابان، وتبعه صدور تحذير من تسونامي تم تصنيفه على أنه كبير للمحافظة، كما صدرت تحذيرات تسونامي لمحافظات أخرى في اليابان وهي "نيغاتا وتوياما وياماغاتا وفوكوي وهيوغو"، الواقعة أيضا على طول ساحل بحر اليابان، بالإضافة لإرشادات تسونامي أيضا للمحافظات المتبقية الواقعة على ساحل بحر اليابان.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إصدار "تحذير من تسونامي كبير" منذ زلزال عام 2011 في شمال شرقي اليابان، ويتم إصدار التحذير عندما يُتوقع حدوث تسونامي بارتفاع 3 أمتار أو أكثر.

وقالت شركة هوكوريكو للطاقة الكهربائية المشغلة لمحطة شيكا للطاقة النووية في بلدة شيكا بمحافظة إيشيكاوا إنها تتحقق مما إذا كان الزلزال قد أثر على المحطة، وتقول الشركة إن كلا المفاعلين في المحطة كانا متوقفين عن العمل.

تسونامي اليابان

وأوضحت وكالة الأنباء اليابانية أنه تعرضت مدينة واجيما بمحافظة "إيشيكاوا لأمواج تسونامي بلغ ارتفاعها أكثر من 120 سنتيمترا في الساعة 4:21 من مساء اليوم الاثنين، بتوقيت طوكيو، في أعقاب زلزال كبير ضرب المنطقة.

وفي الوقت نفسه أفادت الوكالة برصد موجات تسونامي في مدينة توياما بمحافظة توياما، بلغ ارتفاعها 80 سنتيمترا، كما قالت سلطات مدينة كاشيوازاكي بمحافظة نيغاتا أنها رصدت أمواج تسونامي بلغ ارتفاعها 40 سنتيمترا، مساء اليوم أيضا.

ودعا مسئولو اليابان المواطنين للحذر وإخلاء بعض المناطق على ساحل بحر اليابان المعرضة لخطر تسونامي على الفور، حيث قالت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية إن تسونامي سيضرب الساحل مرارًا وتكرارًا تلك المناطق داعية المواطنين فيها للإخلاء على الفور، والهروب إلى أرض أعلى والوصول إلى حد بعيد قدر الإمكان من الساحل.

فيما يحاول مسؤولو الشرطة في محافظة إيشيكاوا جمع معلومات عن الأضرار الناجمة عن الزلزال وتقول السلطات إن تقارير الأضرار الناجمة عن الزلزال الضخم لا تزال محل تجميعها، لكن الأضرار تتمثل حتى الآن في انهيار الطرق وتشققات فيها ووقفها، فضلا عن أنابيب المياه المكسورة وصعوبة الوصول إلى المناطق.

فيما تتولى السلطات في المناطق التي صدرت فيها تحذيرات تسونامي إخلاء السكان بالإخلاء والانتقال إلى أرض أعلى، حيث تم إخلاء المئات من الأشخاص إلى منشآت مثل مكاتب المدن المحلية

 

تحذيرات مستمرة

وحذر أستاذ فخري بجامعة طوكيو من أن الهزات القوية قد تستمر والتي تشكل خطرًا على المباني التي لم تنهار في الزلازل السابقة، حيث قالت هيراتا نوشي ، وهي خبيرة في آلية الزلازل ، إن الأشخاص الذين تم إجلاؤهم يجب ألا يعودوا إلى منازلهم حتى يتم رفع التحذيرات.

وأوضحت أن النشاط الزلزالي كان نشطًا للغاية في منطقة Noto في محافظة إيشيكاوا منذ حوالي ديسمبر 2020، مشيرة إلى أن هناك احتمال أن يحدث زلزال قوي للغاية، وأن موجات تسونامي قوية يمكن أن يتبعه.

ونصحت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية الأشخاص بالبقاء في المناطق الآمنة، حيث قال مسؤول في وكالة اليابان للأرصاد الجوية إن الأشخاص في المناطق الساحلية وعلى طول الأنهار حيث تم إصدار تحذيرات تسونامي يجب أن يبقوا على الفور إلى أماكن آمنة.

وأوضح في مؤتمر صحفي له اليوم، أن موجات تسونامي ستضرب مرارًا وتكرارًا ، لذلك يجب على الناس البقاء في مناطق آمنة حتى يتم رفع التحذيرات، موضحا أنه في المناطق التي تعرضت لهزات قوية، هناك خطر متزايد من الانهيارات الأرضية والمنازل التي تنهار.

وتابع أنه يجب أن يبقى الناس في حالة تأهب للأنشطة الزلزالية المستقبلية وكذلك الظروف الممطرة، مضيفا إن الزلازل ذات الشدة التي تصل إلى قمة مقياس 7 ريختر ممكنة لمدة أسبوع تقريبًا ، وخاصة خلال يومين أو ثلاثة أيام.

 

زلزال اليابان اليوم

وقد أسفر زلزال اليابان عن تضرر خدمة الاتصالات في المحافظات التي ضربتها الزلازل، حيث قالت شركات الاتصالات الرئيسية في اليابان إنها تعاني من اضطرابات في الخدمة، حيث أسفر الزلزال عن توقف مكالماتها الصوتية وخدمات البيانات، فيما كان من الصعب استخدامها في بعض المناطق في المحافظات المتأثرة ومنها محافظة إيشيكاوا.

وتأثر مرافق الاتصالات التابع للعديد من الشركات بسبب الزلزال، وكذلك ناقلات الهاتف المحمول، وفي محاولة للتعامل مع ذلك، بدأت شركات الاتصالات الرئيسية تقديم القدرة على التسجيل والتحقق مما إذا كان الشخص آمنًا بعد الزلزال للمستخدمين، من خلال تشغيل رسائل الكارثة، والتي تمكن المستخدمين من نشر حالة سلامتهم في الرسائل النصية على الإنترنت. يمكن فحص المعلومات من الهواتف الذكية والهواتف المحمولة الأخرى وأجهزة الكمبيوتر.

وتوقت سكة حديد شرق اليابان لفترة بعد الزلزال بين بعض المناطق، فيما تأخرت الخدمة في العديد من المناطق الأخرى.