الإثنين 6 مايو 2024

التواصل عبر التاريخ.. من قوالب الطين للبريد الإلكتروني

البريد المصري

ثقافة2-1-2024 | 17:08

آلاء طنطاوي

تأسس في مثل هذا اليوم الثاني من يناير 1865م البريد المصري في عهد الخديوي إسماعيل، الذي كان طفرة في التواصل بين الناس في مختلف ربوع مصر، ويرجع تاريخ البريد في مصر إلى عصر الدولة المصرية القديمة منذ ألاف السنين، وتطورت في العصور اللاحقة، وصولًا إلى مصر الحديثة.

تُعد الدولة المصرية القديمة أول من عرف البريد، حيث كان السُعاة يسيرون على الأقدام على ضفاف النيل لإيصال الرسائل والأحكام والقرارات الملكية إلى الحُكّام في مختلف الأقاليم، وشهد البريد تطورًا مستمرًا منذ مصر القديمة إلى يومنا هذا.

وخلال هذه السطور نتتبع عملية نشأة وتطور البريد منذ مصر القديمة، وطرق ووسائل إيصال الرسائل من إقليم إلى آخر.

النقش على قوالب الطين

قبل اكتشاف الورق، كانت بعض الحضارات القديمة تكتب الرسائل على قوالب الطين، وتطور الأمر إلى أن وصل إلى الكتابة على جلود الحيوانات، وكانت هذه الرسائل تُرسل عن طريق رسول من بلد لآخر، وكانت هذه الطريقة هي الأكثر شيوعًا في مصر والصين في بعض الفترات التاريخية.

إشارات الدخان

استخدمت الصين القديمة منذ عام 200 ق.م إشارات الدخان، كوسيلة من وسائل التحذير من هجمات الأعداء، وكانت تعرف على بعد 500 ميل من سور الصين العظيم، وتعتبر هذه الوسيلة من أقدم أشكال الوسائل للتواصل عن بعد.

كما استخدم تلك الطريقة الأمريكيين الأصليين، عن طريق تغطية النار ببطانية مُبللة، ثم إطلاقها ليتكون دخان أسود كثيف، وكانت لكل قبيلة طريقة تميزها ولها طابع خاص مختلف عن غيرها في إرسال رسائلها لباقي أفراد القبيلة، حيث كانت دلالة عدد النفخات تختلف من قبيلة لأخرى، فعندما تظهر نفخة واحدة يكون معناها جذب الإنتباه، أما النفختين فكانتا تعنيان أن الأمور على ما يرام، والثلاث نفخات تُحذّر من وجود خطرٍ ما.

الطبول

كان لصوت الطبول معاني مختلفة لتوصيل إشارات أو رسائل للقبائل والجماعات المجاورة، ويعرّف كل صوت أو نمط عن حدث أو تحذير من وجود خطر ما، ومنها عُرفت طبول الحرب، وكذلك طبول الأفراح، وطبول جمع القبيلة، وطبول الاحتفالات والأعياد، وجميعها رسائل كانت تُرسل إلى جموع الناس بوسائل تواصل بدائية ولكنها كانت فعالة في حينها.

 

الحمام الزاجل

هو أحد أنواع الحمام، وقد استخدم قديمًا في الواصل بين الممالك، وبين الدول الغازية ومستعمراتها المختلفة، وبين الملوك وعملائهم وقاداتهم في مختلف ربوع البلدان، وكان الأمر يتطلب مهارة في ترويض الحمام وتربيته وتدريبه على العودة إلى المنزل الذي انطلق منه بعد السفر لمسافات بعيدة، كما استخدم اليونانيون الحمام الزاجل للإعلان عن الفائزين بالأولمبياد.

التليغراف

استخدم التليغراف من أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن الماضي، واستخدم في البداية لإرسال البيانات السريةـ، وبعد ذلك أرسل به برقيات التهنئة والتعازي، وكان التليغراف عبارة عن ترميز الحروف بنبضات كهربائية.

البريد الحديث

تطورت خدمة البريد خلال الثورة التكنولوجية التي نشدها الآن، حيث أصبح للبريد مؤخرًا أشكالاً أكثر تكورًا من المتعارف عليها، حيث تطور الأمر لوجود بريد إلكتروني شخصي، يسمح بإرسال الرسائل بين الأشخاص، وبعضهم البعض، والأشخاص والمؤسسات في مختلف بلدان العالم، ولا يستغرق إرسال واستقبال الرسالة سوى جزء من الدقيقة.

 

Egypt Air