بحثت كثيرا عن أسباب الدعم الغير مبرر للدول الأوربية وأمريكا لإسرائيل علي حساب الفلسطينيين وعدم الجدية في حل الصراع إلى أن تم القضاء علي ما تبقى من وعود.
وفقدت السلطة الفلسطينية غزة وانتقل التوغل إلى الضفة الغربية مما جعلني أتسائل عن مقومات الدولة التي تعلمناها في العلوم السياسية أرض متصلة وشعب وحكومة.
فبعد موجات الهجرة وتنامي أعداد اليهود في فلسطين التي بدأت قبل وعد بلفور بأكثر من عشرين عاما حينما أقام تيودور هرتزل المؤتمر الصهيوني الأول فى مدينة بازل بسويسرا عام 1879 و نادى بإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين أو الأرجنتين نتيجة موجة العداء ضد اليهود فى أوروبا بسبب أفعالهم وخيانتهم.
لكنه استقر على فلسطين حينما رأى في مشروعه الصهيوني أن تكون الدولة اليهودية المنشودة جزءاً من المشروع الاستعماري الأوروبي في الشرق وعمل على إقامة لوبى صهيونى قوى يعمل على ذلك وهو ما أدى حاليا الى تمتع إسرائيل بعلاقات استراتيجية قوية مع العديد من الدول القوية والمؤثرة في العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة -وهو مايفسر دعم المجتمع الدولي لإسرائيل في صراعها مع الفلسطينيين خاصة والعرب عامة- حيث ترتبط هذه العلاقات بالتعاون العسكري والاقتصادي والاستخباراتي وكذلك الدعم السياسي القوي لإسرائيل كما تمتلك الجاليات اليهودية في العديد من البلدان لوبى صهيونى وتنظيمات قوية تعمل على دعم مصالح إسرائيل وتعزيز صورتها الإيجابية وتمارس ضغوطاً سياسة وتوجه الرأي العام في بلدانها لصالح إسرائيل.
وأيضا تلعب وسائل الإعلام العالمية دورًا مؤثرا في تشكيل الرأي العام الإيجابي لصالح إسرائيل نظرا لسيطرة الصهيونية العالمية عليها بما انعكس على مواقف الدول والمؤسسات الدولية وغيرت وجه نظر بعض الدول والمؤسسات الدولية بحيث يكون دعمها لإسرائيل يساهم في الحفاظ على الاستقرار في المنطقة، خاصة في ظل التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها المنطقة بشكل عام.
وبعد وعد بلفور حرصت الصهيونية على تأكيد أحقيتهم فى فلسطين فقاموا بربط الأمر بشكل دينى وأنها الأرض التى وعدهم بها الرب وجعلوا هذه العناصر جزءًا من الهوية الثقافية والدينية للشعب الإسرائيلى والعقيدة اليهودية وهى تعد أساسًا للعديد من الممارسات والتقاليد الدينية اليهودية.
إسرائيل دولة استعمارية صبغت نفسها بالطابع الديني وقامت بتعزيز الهوية اليهودية في العديد من جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية في إسرائيل، بدءًا من الرموز الوطنية والشعارات والأعياد وحتى النظام القانوني الذي يعكس بعض القوانين الدينية اليهودية.
ومن هنا تلعب إسرائيل والصهيونية العالمية دورا مهما فى إثارة المشاعر الدينية لليهود وغيرهم فى دول العالم لدعم إسرائيل ضد الفلسطينيين والعرب بشكل عام وقد نجح هذا بشكل كبير خلال الفترات الماضية.
لكن ما يحدث من مذابح وإبادة جماعية فى غزة حاليا جعل بعض الشعوب تستيقظ على حقيقة الصهيونية والمجازر الإسرائيلية وهو ما يجب أن نكشفها فى الفترة المقبلة للعالم من الوحشية والعنصرية التى تمارسها إسرائيل ضد الفلسطينيين.