الثلاثاء 30 ابريل 2024

يريدونها دولة يهودية صهيونية

مقالات9-1-2024 | 13:46

لقد رأيتم وشاهدتم وسمعتم كيف تعرت إنجلترا من كل القيم الإنسانية، وأعطت عام 1948 الحق لمجموعة من اليهود الصهاينة بالقيام بأكبر سرقة عرفتها البشرية، جاؤوا من بلاد شتى من حول العالم، وسرقوا وطنا عزيزا علينا "فلسطين"، وسطوا على جغرافية وتاريخ أمة.

حتى أواخر القرن التاسع عشر، كانت اليهودية الحاخامية هي المسيطرة، وكانت فكرة العودة إلى فلسطين طبقا للعقيدة اليهودية محرمة، وكانت تسمى خطيئة "التعجيل بالنهاية"، لأن العودة إلى فلسطين يجب أن تتم تحت قيادة المسيح المخلص اليهودى "المشيح" Messiah، فإن لم يأت، فعلى اليهود الانتظار في صبر وأناة. وقد جاء في التلمود (سفر الكتبوت): "لا تعودوا ولا تحاولوا أن تُرغموا الإله". التعجيل بالنهاية هي ترجمة للعبارة العبرية "دحيكات هاكتس" Dahikat ha-Ketz، ومعناها "الضغط على الإله لإجبار الماشيَّح على المجيء"، والتعجيل بالنهاية وتحدي مشيئة الإله.

اليهودية الحاخامية، تؤمن بأن العودة إلى أرض الميعاد ستتم في الوقت الذي يحدده الإله وبالطريقة التي يقررها، وأن العودة ليست فعلاً يحدث بمشيئة البشر. واليهودية الصهيونية تعلم أن موقفها من العودة مختلف عن موقف اليهودية الحاخامية، وهو الموقف "الديني التقليدي" الذي انتقده بن جوريون ووصفه بالسلبية والاتكالية.

وفقا لكتاب أسمه اليوتوبيا اليهودية، نجد أن الأمر برمته يتركز في فصل الناس إلى إسرائيليين وغير إسرائيليين. وهم يريدون بناء مملكتهم الخاصة، إنها "المملكة الأرضية اليهودية" والتي ستحكم العالم 1000 سنة، ويقع مقرها الرئيسى في القدس، وسيكون مسيحهم هو "الذكاء الاصطناعى"، وسيحكمون العالم من خلال "قانون موحد"، "قانونا دوليا واحدا"، و"دينا واحدا" في الأساس، وهي "ديانة لوسيفرية"، وهذه الديانة مرتبطة بعبادة الشيطان، عبادة أو توقير الشيطان "لوسيفر" كإله.

يأتي اسم "لوسيفر" من ترجمة إشعياء 14: 12. ويعني حرفياً "النجم المضيء، النجم اللامع، أو نجمة الصبح". ويرى معظم الباحثين أن هذا وصف للشيطان قبل تمرده على الله. تقول مقاطع مثل إشعياء 14 وحزقيال 28 أن الشيطان كان أعلى وأجمل الملائكة، ولكن كبرياؤه ورغبته في الاستيلاء على عرش الله، تسببت في طرده من السماء وتسميته "الشيطان" (بمعنى "العدو").

في عقيدة المملكة الأرضية اليهودية نجد أن "سيدنا آدم" كان ثنائى الجنس، أي مثلى الجنسية، وهو ما نراه الآن من الدعوة للمثلية الجنسية. وتتضمن عقيدتهم السيطرة على ثروات الأرض وحكم الأمم وإدارتها.                                                                                                                                                                                                                                              بيت القصيد من كل ما يحاك من مؤامرات من قبل قيام دولة إسرائيل (1948) وحتى الآن، هو قيام دولة يهودية صهيونية على أراضى عربية من ضمنها أرض فلسطين. الدولة اليهودية الصهيونية سوف تحكم العالم، ولذلك لابد وأن يكون تحت أيديها ثروات الغاز الطبيعى والبترول لحوض شرق المتوسط والشام والخليج العربى والعراق والسعودية.

قيام دولة يهودية صهيونية تسيطر على العالم لن يتم على أرض فلسطين فقط، لكن لابد من التوسع. الدولة اليهودية الصهيونية هي دولة سرطانية تبتلع أكبر قدر من الأراضى، وهي تقع ضمن النطاق الجغرافي للمخطط الصهيوني المسمى "مملكة إسرائيل الكبرى" وتشمل أراضى من مصر (شرق نهر النيل)، وفلسطين ولبنان وسوريا وأراضي من العراق (غرب نهر الفرات) وأراضي من شمال السعودية، ودول الخليج.

الهدف الأول والمطلوب تحقيقه في سبيل قيام دولة يهودية صهيونية، هو تهجير الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة ومن أرض فلسطين "عرب 48"، بمعنى تفريغ أرض فلسطين من شعبها. وبذلك يتم تصفية القضية الفلسطينية بأكملها وطمس الهوية الفلسطينية، ويتم بناء الهيكل، بعد تدمير المسجد الأقصى، ثم يبدأ التوسع.

الهدف الأكبر - والذي بدأ العمل في تنفيذه منذ فترة طويلة - هو تدمير الديانة الإسلامية ونزع الإيمان بالدين الإسلامى من صدور المسلمين. ولأن هناك صعوبة في تحقيق هذا الهدف، فلابد من التدرج في تنفيذه، وهناك مراحل تتخذ، منها تبديل الإيمان بالديانات الثلاث "يهودية ومسيحية وإسلامية" والإيمان بالديانة الإبراهيمية.

أصبحت الأمور في احتياج لحكومة إسرائيلية متطرفة مثل حكومة "نتنياهو" للإسراع في تنفيذ هذا المخطط. في إسرائيل يقولون: "إن المتطرف "نتنياهو" هو كارثة وطنية في تاريخ إسرائيل، ووجود وزراء مثل الوزير المتطرف "إيتمار بن غفير" وزير الأمن الداخلى، والوزير المتطرف " بتسلئيل سموتريتش " وزير المالية، في الحكومة أمر فظيع. الوزير المتطرف "بن غفير" ورفاقه هم سفاحون وقتلة وإرهابيون".

وزير المالية اليميني المتطرف "بتسلئيل سموتريتش"، وخلال فعالية عُقدت في باريس، عرض خريطة لإسرائيل تضم الأردن والأراضي الفلسطينية، وأنكر وجود الشعب الفلسطيني. والحاخام "آرييه مخلوف درعي" وهو رئيس حزب "شاس" ووزير داخلية سابقا، ندد خلال مقابلة مع موقع "هيدابروت" العبري، ببعض ما جاء في اتفاق التطبيع الإماراتى البحريني مع إسرائيل، قائلاً "يجب أن يزور حكام العرب بلادنا لخدمة اليهود، ولا يجدر بنا أن نستقبلهم كشركائنا". وقال "أنه لن يمكن تحقيق سلام استراتيجى بين اليهود والمسلمين، والعرب هم دواب موسى، ويجب علينا فقط ركوبهم للوصول إلى الوجهة النهائية، فشراء سرج جديد وعلف جيد للدابة من واجب صاحبها، ولكن يجب أن ينظر صاحبها إليها كوسيلة للركوب، فحسب مكان الدابة في الإسطبل ولا أحد يذهب بها إلى غرفة استقبال بيته، إن المسلمين سيبقون أعداء لليهود ما دام القرآن كتابهم. العرب هم أبناء أمة إبراهيم، لذلك يجب أن يكونوا عبادا لليهود. الشعب اليهودى هو شعب الله المختار، وهو الشعب الحامل للرسالة، وليس لغيره الحق في ذلك، وكل من يدعى ذلك يستحق العذاب".

نتنياهو يقول "يجب أن تتذكروا ما فعله العماليق بكم، هكذا يقول كتابنا"، وهو أخطر سر عند الكيان الصهيوني. العماليق هم شعب سوريا وشعب فلسطين.

قوم سيدنا موسى رفضوا أن يذهبوا للأرض المقدسة، التي كان يسكنها العماليق. فلما أراد العبرانيون (بنى إسرائيل) ان يتوسعوا في الأرض، كان لابد من مواجهة العماليق.

سفر التثنية 25: 17-19، "اُذْكُرْ مَا فَعَلَهُ بِكَ عَمَالِيقُ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ خُرُوجِكَ مِنْ مِصْرَ. كَيْفَ لاَقَاكَ فِي الطَّرِيقِ وَقَطَعَ مِنْ مُؤَخَّرِكَ كُلَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَرَاءَكَ، وَأَنْتَ كَلِيلٌ وَمُتْعَبٌ، وَلَمْ يَخَفِ اللهَ. فَمَتَى أَرَاحَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ مِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكَ حَوْلَكَ فِي الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا لِكَيْ تَمْتَلِكَهَا، تَمْحُو ذِكْرَ عَمَالِيقَ مِنْ تَحْتِ السَّمَاءِ. لاَ تَنْسَ."

نتنياهو قال: أنا جاي أحقق نبوءة إشعياء في العماليق.

سفر صموئيل الأول 15: 3، "فَالآنَ اذْهَبْ وَاضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ وَلاَ تَعْفُ عَنْهُمْ بَلِ اقْتُلْ رَجُلًا وَامْرَأَةً، طِفْلًا وَرَضِيعًا، بَقَرًا وَغَنَما، جَمَلا وَحِمَارا".

الكتاب المقدس يوضح المطلوب عمله مع العماليق، وهو "محو ذكر عماليق من تحت السماء"، الشرح: أي ينبغي على نسل عماليق ان يبادوا عن بكرة أبيهم، وهذا يشمل الرجال والنساء والأطفال والرضع، فليس لهم الحق في الوجود.

وزير التراث الإسرائيلي "عميحاى الياهو" يقول: "على إسرائيل إيجاد طرق أكثر ألما من الموت للفلسطينيين، يجب إلحاق العذاب والأوجاع أولا ثم قتلهم". وقال: "نعلم أن الموت لا يكسر سكان غزة، فهم أناس لا يقدّرون الحياة، علينا أن نعرف كيف نؤلمهم، وما الذي يخضعهم، وأن نكسر معنوياتهم، وأعتقد أن بوسعنا فعل ذلك. فعلناه للنازيين، وفعل ذلك في اليابان أيضا". وقال: "ما يؤذيهم هو مصادرة الأرض وتدمير المنازل والهجرة الطوعية. إذا تمكنا من تقويض حلمهم الوطنى، وهذا ما يتعين علينا القيام به، علينا أن نشجعهم على مغادرة المكان". وقال: "ان أحد الخيارات أمام إسرائيل هي اسقاط قنبلة ذرية على قطاع غزة، ونصفي كل ما فيها، وإن دماء الأسرى ليست أهم من دماء الجنود الإسرائيليين".

نعم، يريدونها دولة يهودية صهيونية، ويساعدهم في تنفيذ هذا المخطط أمريكا والغرب الأوروبى. ترسانة أمريكا الحربية وترسانة الغرب الحربية تحت تصرف إسرائيل، شركات السلاح الغربية تتنافس في توريد أحدث الأسلحة لاختبارها في إبادة شعب "غزة" وتدمير ومحو المباني والبنية التحتية لـ "غزة" العزة.

فجأة تعرت أمريكا والغرب الأوروبى، من كل القيم التي تحت مظلتها، شاركوا إسرائيل وهاجموا وقتلوا الشيوخ والنساء والمرضى والأطفال والرضع، وخربوا قطاع "غزة" العزة.

فجأة لم يعد الحديث عن حق الإنسان بالحياة وبتقرير المصير حديثا مغريا للمذيعين والمذيعات المنتشرين كالهاموش والبعوض على شاشات الإعلام الغربى. فجأة تخلت الحكومات الصهيونية في أمريكا وأوروبا عن حرية الرأي، وتبين أن الديمقراطية والحرية وشعاراتها ليست سوى زي تنكري، مجرد ستار للفكر الفاشي الاستعماري، الذي لازال يحكم العالم، بصواريخه وطائراته وقنابله وحاملات طائراته وبشاشاته التليفزيونية.

وتنفيذا لتعليمات "نتنياهو" بأن يتذكروا ما فعله العماليق، لقيام دولة يهودية صهيونية، لابد من إبادة شعب غزة عن بكرة أبيه، فليس لهم الحق في الوجود.

Dr.Randa
Dr.Radwa