الأحد 28 ابريل 2024

لمدة 10 أيام.. انقسام بين إدارة بايدن والبنتاجون بشأن توجيه ضربة للحوثيين

الرئيس الامريكي جو بايدن

عرب وعالم12-1-2024 | 17:31

كشف موقع "بوليتيكو" الأمريكي، كواليس القرار الذي بموجبه شنت الولايات المتحدة وحلفاؤها هجوما مركزا ضد أهداف للحوثيين في اليمن ليل الخميس الجمعة، حيث استمرت المناقشات لأيام، رغبةً من الرئيس الأمريكي جو بايدن في استنفاد الخيارات الدبلوماسية، وسط انقسام بين إدارته ووزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" بشأن الرد على هجمات الحوثي الملاحة الدولية.

وفي الاجتماع الذي عقد صبيحة مطلع العام، بعد أن شنت مليشيا الحوثي هجوماً آخر على سفينة شحن دولية، أبدى الرئيس الأمريكي جو بايدن استعداده حينئذ لمناقشة احتمالات الرد العسكري الأمريكي على هذه الهجمات.

وأشار "بوليتكو" إلى أن توجيهات بايدن اتخذت شقين، إذ وجَّه فريقه إلى بذل المزيد من الجهد على الجبهة الدبلوماسية لإصدار قرار من الأمم المتحدة بإدانة الهجمات؛ وأمر البنتاجون بإعداد العدة لخيارات الرد العسكري على مليشيا الحوثي.

ووفق الموقع، فقد آلت مناقشات الاجتماع بعد نحو 10 أيام من انعقاده إلى تنفيذ الولايات المتحدة وحلفائها ضربات واسعة النطاق على أهداف تابعة للحوثيين في اليمن.

وفي ساعة مبكرة من اليوم /الجمعة/، قالت واشنطن إن الضربات جاءت رداً على هجمات الصواريخ والطائرات المسيرة التي شنَّها الحوثيون على السفن التجارية في المياه الدولية منذ نوفمبر.

وأمر بايدن فريقه - خلال اجتماع في الأول من يناير الجاري - بالتعاون مع شركاء الولايات المتحدة لإصدار بيان يتضمن تحذيراً نهائياً للحوثيين قبل العمل العسكري. 

وكان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قد خضع للتو لعملية جراحية لعلاج سرطان البروستاتا قبل 10 أيام، ثم نُقل إلى وحدة العناية المركزة على إثر مضاعفات مرتبطة بالعملية.

ووفقا لتقرير الموقع الإخباري الأمريكي، فقد كانت نائبة وزير الدفاع الأميركي، كاثلين هيكس، هي المسؤولة فعلياً عن وزارة الدفاع من 2 إلى 5 يناير. ولم يعلم بقية أعضاء فريق الأمن القومي التابع لبايدن بدخول أوستن إلى المستشفى حتى يوم الخميس 4 يناير.
وفي 3 يناير، أصدرت الولايات المتحدة و13 دولة أخرى بياناً أنذرت فيه الحوثيين أنهم سيتحملون "العواقب" الكاملة لأية هجمات أخرى على السفن التجارية.

وفي أعقاب الهجوم الذي شنته ميليشيا الحوثي بما يقرب من 20 من الطائرات المسيرة واللصواريخ الباليستية على سفن عسكرية أميركية، دعا بايدن للأمن القومي إلى اجتماع آخر في ذلك اليوم.

ووفق "بوليتكيو"، فقد عُرضت على بايدن خيارات الرد العسكري على المليشيا الحوثية مرة أخرى. وقرر بايدن - في نهاية الاجتماع - أن الوقت قد حان للمضي قدماً في الرد. وأصدر تعليماته لوزير الدفاع لويد أوستن، الذي كان لا يزال يعمل من المستشفى، بتنفيذ الضربات.

ونقلت الموقع الإخباري الأمريكي عن مسؤول بارز في البنتاجون قوله إن تنسيق العملية قد استغرق بضعة أيام لأن الدول الأخرى المشاركة أرادت الإطلاع على المستند القانوني للضربات، ومعرفة الإسهام الذي تريده الولايات المتحدة منهم على وجه التحديد.

ولم يأمر بايدن بشنِّ الضربات الأمريكية على الحوثيين لأكثر من 9 أيام بعد أن أوعز إلى فريقه للأمن القومي بتحديد الخيارات العسكرية للهجوم، وتوافق ذلك مع ما أعلن عنه مراراً من رغبة في استنفاد الخيارات الدبلوماسية، وتجنب انجرار الولايات المتحدة إلى حرب أخرى في الشرق الأوسط.

وقصفت طائرات مقاتلة أمريكية وبريطانية، ومعها سفن حربية وغواصات أمريكية، مواقع عسكرية للحوثيين في مناطق مختلفة في الأراضي اليمنية.

ونقلت "بوليتيكو" عن مصدر مطلع إن الغواصة النووية الأميركية "يو إس إس فلوريدا" شاركت في الهجوم، وهي غواصة مزودة بصواريخ توماهوك كروز الموجهة، وشاركت كذلك طائرات مقاتلة من طراز “إف إيه 18 هورنت” انطلقت من فوق متن حاملات الطائرات "يو إس إس دوايت أيزنهاور".

وفي تعليقه على الهجوم الواسع، قال الرئيس الأميركي جو بايدن: "إن الإجراء الدفاعي الذي اتخذناه اليوم يأتي في أعقاب حملة دبلوماسية واسعة النطاق، وهجمات متصاعدة للمتمردين الحوثيين على السفن التجارية.. هذه الضربات المحددة إنما هي رسالة واضحة مفادها أن الولايات المتحدة وشركاءنا لن يتساهلوا مع الهجمات على قواتنا، ولن يسمحوا لجهات معادية بتعريض حرية الملاحة للخطر".

Dr.Randa
Dr.Radwa