الخميس 9 مايو 2024

حكاية وطن: حضرته.. «سياسي شعبي»!

مقالات15-1-2024 | 21:49

● ما هي مواصفات (السياسيين الشعبيين) في بلدنا؟!..‏
- الإجابة ببساطة هي:
•• يقوم بشتيمة أي شخص يخالفه في الرأي
•• الفيسبوك هو مصدر تعليمه و معلوماته وآخر حدوده، و"حنجوري" داخل الإطار الأزرق فقط، بينما هو لا يقدر حتى على تحريك "عربة كارو" في الحارة الساكن فيها..
•• ينشط في اللقاءات والحفلات داخل القاعات فقط، ويحرص على الظهور بجوار أي نجم مجتمع أو مسؤول ويلتقط الصور معهم، ثم يقوم بنشرها على الفيس بوك مصحوبة بعبارة بدايتها:
" مع صديقي المسئول فلان"..
من أجل جمع اللايكات والكومنتات والشير والاهم هو "الضحك على الهبل"!..
•• يتهرب من الموضوع المطروح ويفتح نقاش جانبي..
•• عندما تكون المواضيع السياسية معقدة، يحاول "شخصنة" النقاش ومهاجمة المخالف له، ويدخل على الخاص ويطلب من مجموعة محددة من أصحابه الدخول لدعمه والتهليل له والإشادة بعبقريته، ويكرهوا إللي فكر ينتقده في عيشته ولا مانع من التطاول عليه، هذا غير "الاكاونتات الوهمية"، كما يلجأ إلى مواقع بير السلم لنشر أخبار عنه - وليس مهما حتى وإن كان "اللينك" الخاص بها لا يفتح..
"إحنا مجتمع مجامل بطبعه ومش ها يفتح أصلا اللينك الموجود.. أصل هو مش أهبل إنه يضيع باقة الإنترنت"!!..
•• ولو إنطبقت السما على الأرض عمره ما هيكتب وظيفته الحقيقية، ستجده يعرف نفسه على إنه "معالي السفير وحضرة الدكتور، ورص قائمة من الشهادات والدورات الغريبة الشكل مع كتابة أسماء مؤسسات وهيئات.. 
"محدش على الفيسبوك أصلا بيدور وبيسأل، وحتى إللي عارفينه بيسكتوا وهايقولوا لك "دع الخلق للخالق"!!..
•• مصطلحات مثل: "عميل، خائن، تطبيل، معرض...الخ" من أهم أدواته في النقاش..

•• كل ما سبق كوم وكون معاليه "تاء تأنيث"..
تحط رجل على رجل على رجل، وفي يوم وليلة هاتكون "مادلين أولبرايت" في السياسة و"غادة السمان" في الأدب و"عالمة" في العلم، حتى لو كانت كل مؤهلاتها في الحياة إنها بتقلي بدنجان بالعافية..
المهم المؤهلات الأخرى، وفيه ناس بتموت في الصور، وبتضرب "لايك" و"كومنت" عظمة على عظمة يا ست.. وهو أصلا ما بص على المنشور إللي فيه 10 كلمات غلط إملائيا من أصل 8 كلمات موجودة أصلا في البوست، وقمة المتعة إنه ينضربله "رمش" أقصد لايك!..

"المصيبة"..
إن كل بهم تلك المواصفات يصدقون انفسهم، ويوحون لك قسرا بأنهم محللين سياسين بارعين، ومتيقنين تماما مما يقولون، وانهم لديهم قدرة سحرية على فك الغاز العمل السياسي، وبيان مواطن الخلل المتمرس خلفها..

وليس هناك من شيء غريب ابدا حين تسمع احد أصحاب النظريات الرنانة او من احد المحللين والسياسين الشعبيين من ان يروج لأفكار طوباوية تصل احيانا الى حد المهزلة، وأن لديه الحلول لكل المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية..الخ فيرفق معها بعض المفردات او المصطلحات حتى تكون نكهتها جميلة، ولإشعار الآخرين بانه على سعة واطلاع، وانه يعرف ما يقول..
فيمرر اثناء حديثه عبارات مثل: الشخصنة، الشفافية، "الديمقراطية المكتظة" - شخصيا لا اعرف هذا المصطلح ربما هناك من يشرح مضمونه لنا ان وجد - وما الى ذلك..

وحين يوشك الانتهاء من شرح نظريته الشعبية الغراء، يختتمها دون تلميح او استعانة بأي مفردة من مفردات اللغة البيضاء، بل يضعك امام مفردة لا تتوقف الا بالإجابة عليها، فيقول لك:
( حلو الكلام )!!..
ويبقى ينتظر الاجابة من الآخرين، وعلى اثرها سيقيس مقدار رضا الآخرين من نظريته من عدم ربما نجد من يقول:
( والله هذا الكلام الصحيح )..

لكن الحقيقة الساطعة..
ان سياسيوا و نشطاء الفيسبوك و السوشيال ميديا في وادي..
والشعب المصري في وادي تاني خالص..

Egypt Air