يركز بعض الأهالي على ترك أموال لأبنائهم، كي يستفادوا منها عند الكبر، وفي ظل عجلة الحياة التي يقوم بها كل أب وأم من أجل توفير الماديات لأطفالهم، يغفلون عن صنع ذكريات سعيدة وايجابية تساعدهم بشكل أكبر عن الأموال عند الكبر، ولذلك نوضح في السطور التالية كيفية صنع الوالدين للذكريات الجميلة لأولادهم بدلًا من التركيز على جمع الأموال فقط لهم.
ومن جهتها تقول الأستاذ الدكتور رحاب العوضي، أستاذ علم النفس السلوكي، أن الأسرة ليس مقومها الرئيسي هو المال فقط، وبالرغم من أن تأمين المأكل والملبس والتعليم والسكن، هي أساسيات طبيعيه وبشريه لأقامه أي عائلة، إلا أن انحصار الحياة عليهم يحرم الأسرة من أساسيات العاطفة والدعم والسند الموجودة في أشياء أخرى، على رأسها الذكريات الجميلة والحب والسعادة.
وأضافت أستاذ علم النفس السلوكي، إن كان هذا الأمر ضروري، فالأهم منه بكثير هو التربية للأبناء بشكل سليم يقوم على الجب والاحترام، واحتوائهم بميزاتهم وعيوبهم، كي يستطيع الأبوين تقديم طفل شبه سوى للمجتمع ليس لديه حقد أو حسد أو غيره ولا يهدم المبادئ الأخلاقية والقانونية ويؤذى الآخرين من أجل المال.
وأكدت العوضي على أن دلاله استقرار الأسرة هو صناعه الذكريات السعيدة والحرص علي الحفاظ عليها، سواء ذكريات ماديه أو معنوية، والتي تتحقق من خلال إتباع الآتي:
- احتفاظ الوالدين بأول فستان عيد لطفلتهما أو زي لأبنهما، وتصويره معهم، كي تبقى تلك الذكرى الجميلة خالدة حتى الكبر.
- أن يهتم كل أب وأم على التحدث مع أبنائهم في كافة الأمور، ورواية القصص والحكايات، والاجتماع علي الطعام حتى وان كان بسيط.
- الاحتفاظ بأول كراسه يكتب بها الطفل حرفه الأول، حتى إذا كبر الابن وصار شاب عرف أن طريقه للتعليم كان طويلا ولم يسهله سوى تواجد الأهل.
- أن يتحدث الوالدين بإيجابيه عن ظروفهم المادية لأبنائهم، كي ينموا لديهم ضرورة أن يكونوا مسئولين عن أغراضهم بالحفاظ عليها وليس بالتخريب.
- التحدث بإيجابية عن الأجداد والأهل والأقارب، وضرورة زيارتهم والتقاط الصور التذكارية السعيدة معهم.
واختتمت مؤكدة على أنه كلما زادت الذكريات زاد الارتباط العاطفي بين الأولاد وأهلهم، وتحولت العلاقة إلي صداقه واحترام وهيبة ومحبه وليس خوف منهم، وعلى الوالدين أن يدركوا أنهم إذا قاموا بإدخار المال علي حساب الذكريات من نزهه أو قصه للطفل أو رحله، صار الأمر بخلا وتحول الابن إلى شاب حاقد علي غيره حتى وإن كان أقل منه ماديًا.