الجمعة 3 مايو 2024

حكايـة وطـن: جامعة العريش.. شريك في تنمية سيناء

مقالات17-1-2024 | 14:55

 رغم اهتمام الدولة الكبير، الذي انصب على التعليم قبل الجامعي في سيناء، إلا أن التعليم الجامعى لاقى اهتمامًا بالغًا أيضًا، من خلال التوسع في إنشاء الجامعات، سواء الخاصة أو الحكومية، والتي تفيد وتخدم العديد من أبناء أرض الفيروز، وعلى مدار السنوات الماضية حدثت التنمية الشاملة في مجال التعليم الجامعي.

وفي اطار تطوير الدولة المصرية لشبه جزيرة سيناء، والرغبة الملحة والقوية لإحداث طفرة تنموية هائلة فى هذا الإقليم الجغرافى الحيوى للأمن القومى المصرى، نجحت وزارة التعليم العالى بدعم من الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية فى توفير جامعات من الجيل الرابع، تقدم برامج حديثة ملائمة لسوق العمل وتخدم أغراض الصناعة وتُلبى احتياجات المجتمع فى سيناء..
 
وانعكس اهتمام القيادة السياسية بتطوير سيناء على قطاع التعليم العالى بشكل كبير، حيث وضعت وزارة التعليم العالى ضمن سياساتها تنفيذ استراتيجية تطوير كبير فى أرض الفيروز، وبلغ إجمالي عدد المشروعات التي تم تنفيذها فى شبه جزيرة سيناء أكثر من 37 مشروعات فى مجال التعليم العالى خلال التسع سنوات الماضية، بتكلفة إجمالية 23 مليار جنيه بما يضعها ضمن خطوة التنمية ، حيث تعتبر سيناء فى مقدمة خريطة التنمية الشاملة والمستدامة وفقا لرؤية مصر 2030..
 
وبالفعل نفذت الدولة المصرية عدد من المشروعات القومية المتعلقة بتطوير ورفع كفاءة جامعة العريس بسيناء، ضمن خطة القيادة السياسية ووزارة التعليم العالى بشأن تحقيق التنمية الشاملة فى سيناء، وجاء من ضمن المشروعات الكبرى التي تم تنفيذها فى جامعة العريش، مشروعات لتطوير ورفع كفاءة الجامعة، بتكلفة 1.7 مليار جنيه، حيث انتهت الجامعة من إنشاء مبانى كليات (الآداب، التجارة، التربية، الاقتصاد المنزلى، التربية الرياضية، الطب البيطرى، الطب البشرى، الاستزراع المائى والمصايد البحرية) ومبنى إدارة الجامعة، ومبنى إدارة المدن الجامعية، والعيادات الطبية، و3 عمارات استراحة لأعضاء هيئة التدريس، بالإضافة إلى إنشاء مبنى لإسكان الطلاب، وآخر للطالبات، ومبنى المعامل، ومدرجات بسعة 650 طالبًا، وأخرى بسعة 250 طالبًا، وصالة للألعاب الرياضية..
 
ولم يقف الأمر عند هذا الحد وتنفيذ تلك المشروعات فقط، بل تم وضع خطة متكاملة بشأن تطوير ورفع كفاءة كلية الحاسبات والمعلومات، وتعلية مبنى الصناعات بكلية العلوم الزراعية البيئية، وكلية التربية، فضلًا عن إعداد مُخطط كامل لإنشاء الطرق وتطوير البنية التحتية، وإنشاء محطة لتحلية المياه، وتحديث منظومتى الأمن ووسائل النقل بالجامعة، وتجهيز مبانيها بالأدوات والمُعدات المطلوبة..

هنا ومن واقع ما رأيته على ارض الواقع ومن واقع كلام "الدكتور حسن الدمرداش.. رئيس جامعة العريش" وقيادات الجامعة وعملاء الكليات بل من واقع "طموحهم" وعملهم حتى اكون أكثر دقة فإنه من المأمول أن تلعب جامعة العريش دورًا محوريًا فى تنمية سيناء، وذلك من خلال تقديمها للتعليم العالى والبحث العلمى للطلاب والباحثين فى المنطقة..

● وتتمثل علاقة جامعة العريش بالتنمية فى سيناء فى الآتى:
1 - المساهمة فى بناء القدرات البشرية؛ حيث تخرّج جامعة العريش سنويًا آلاف الطلاب المؤهلين تأهيلاً عاليًا، والذين يمكنهم المساهمة فى تنمية سيناء فى مختلف المجالات، مثل: التعليم والصحة والصناعة والسياحة..

2 - دعم البحث العلمى، حيث تدعم جامعة العريش البحث العلمى فى المجالات ذات الصلة بتنمية سيناء، مثل: الموارد الطبيعية والبيئة والتنمية المستدامة..

3 - تقديم الخدمات المجتمعية لسكان سيناء، مثل: الرعاية الصحية، والتعليم، والتدريب..

وفى الزيارة الأخيرة التى قام بها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى إلى مدينة العريش، والتى دشن من خلالها المرحلة الثانية من المشروع القومى لتنمية سيناء؛ وهي الزيارة التي كانت جاءت عبارة عن رسالة داخلية للشعب المصرى ورسالة إقليمية ورسالة دولية؛ الرسالة الإقليمية هى:

( أن مصر ستظل عمود خيمة الدول العربية والمنطقة، والرسالة الدولية هى أنه لا سلام ولا حل لأى قضية فى الشرق الأوسط إلا من بوابة مصر )..

•• وفى ظل هذه الرسائل الداخلية والإقليمية والدولية؛ ينبغى أن تتعاظم أدوار جامعة العريش بإسهامها فى تنمية سيناء، وذلك من خلال:

1- إنشاء مركز إقليمى للبحث العلمى فى سيناء؛ وحتمًا فإن هذا المركز سيسهم فى تعزيز البحث العلمى فى سيناء، وتوفير معلومات وحلول تساعد على اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن التنمية فى المنطقة..

2- زيادة التركيز على إقامة المشروعات البحثية فى المجالات ذات الصلة بتنمية سيناء، مثل: الطاقة المتجددة والاقتصاد الأخضر والتنمية الاجتماعية؛ وهذه المشروعات البحثية يمكن أن توفر معلومات وحلولاً تساعد على تحقيق التنمية المستدامة فى سيناء..

3- إنشاء حاضنات أعمال للشركات الناشئة فى سيناء؛ حيث ستساعد هذه الحاضنات على دعم الشركات الناشئة فى سيناء وتعزيز نموها؛ مما سيسهم فى خلق فرص عمل وتحسين مستوى المعيشة لسكان المنطقة..

4- إقامة العديد من البرامج التدريبية للكوادر المحلية فى سيناء، بهدف تأهيلهم لسوق العمل ودعم التنمية فى المنطقة..

5- توسيع نطاق الخدمات المجتمعية التى تقدمها الجامعة لسكان سيناء، مثل: الخدمات الصحية والتعليمية والتدريب المهنى؛ هذه الخدمات يمكن أن تساعد على تحسين جودة الحياة لسكان سيناء وتعزز مشاركتهم فى التنمية..

6- تقديم الخدمات الصحية والتعليمية لسكان سيناء، مثل: إنشاء مراكز طبية وتقديم منح دراسية للطلاب من أبناء سيناء..

7- زيادة التعاون بين جامعة العريش والمؤسسات الحكومية والخاصة فى سيناء؛ هذا التعاون يمكن أن يساعد على تنسيق الجهود وتحقيق التنمية الشاملة فى المنطقة..
 
إن الدور الذي تقوم به "جامعة العريش" فى تنمية سيناء هو دور محوري وأساسي، لكنه يواجه مجموعة من التحديات التي قد تؤثر على استكمال هذا الدور بشكل متكامل وبالتالي تحقيق أهداف التنمية الشاملة..

ولعل أبرز هذه التحديات هي "المالية، واللوجيستية، والسياسية" والتي يجب أن يتكاتف الجميع لحلها فورا.. لأن "جامعة العريش" هي التي يتوفر فيها كل السبل والمعطيات لكي تكون بحق "قاطرة التنمية" فى سيناء، وذلك من خلال تعزيز دورها فى البحث العلمى والتعليم والتدريب، وزيادة التعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة فى سيناء..

Dr.Randa
Dr.Radwa