دعت حكومة حركة طالبان الحاكمة في أفغانستان، اليوم الخميس، كل من إيران وباكستان إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحلول الدبلوماسية لحل الخلاف الذي نشب بينهما مؤخرًا، وأسفر عن تبادل الهجمات.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية في حكومة طالبان، عبد القهار بلخي، اليوم، إن أفغانستان تدعو إيران وباكستان إلى ضبط النفس وبذل الجهود لحل الخلافات عبر القنوات الدبلوماسية.
وأضاف بلخي : أن وزارة خارجية إمارة أفغانستان الإسلامية تعتبر أعمال العنف الأخيرة بين جمهورية إيران الإسلامية وجمهورية باكستان الإسلامية مثيرة للقلق، وينبغي على الجانبين تعزيز الاستقرار الإقليمي عبر الحوار".
يأتي ذلك بعدما نفذ الحرس الثوري الإيراني ضربة على القاعدة الرئيسية لجماعة جيش العدل في إقليم بلوشستان الباكستاني، بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم تدمير مقرين لجيش العدل في الأراضي الباكستانية، عبر قصف بالصواريخ والطائرات المسيرة.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان، الضربة الصاروخية الإيرانية على أراضيها بشدة، والتي أسفرت عن مقتل طفلين وإصابة ثلاث فتيات أخريات، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون لانتهاك السيادة عواقب وخيمة.
وكانت وزارة الخارجية الباكستانية قد أعلنت، أمس، استدعاء سفيرها لدى إيران، ومنع سفير طهران من العودة إلى باكستان، وذكرت في بيان لها، "أن الضربة التي نفذتها إيران داخل باكستان غير قانونية وغير مقبولة"، مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد.
وأجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الباكستاني، جليل عباس جيلاني، أكد خلاله احترام إيران سيادة باكستان، كما أعرب خلال الاتصال مع جيلاني، عن ارتياحه لعلاقات الصداقة بين البلدين، وأكد على أهمية استمرار التعاون والتواصل الوثيق بين المسؤولين في البلدين في مختلف المجالات.
ورغم ذلك، أعلن مسؤول استخباري باكستاني بارز، اليوم الخميس، أن الجيش الباكستاني شن ضربات جوية داخل الأراضي الإيرانية استهدفت مجموعات مسلحة مناهضة لباكستان، وقال: "أؤكد أننا وجهنا ضربات ضد جماعات مسلحة مناهضة لباكستان داخل إيران".
وردت إيران على الهجوم الباكستاني ببيان، طالبت فيه بتقديم تبرير عاجل للضربة الجوية، التي شنها الجيش الباكستاني في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب غربي إيران، كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية استدعاء القائم بالأعمال الباكستاني لدى طهران.