أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) بإنجاز أقل من ربع المهام التي خططت لها الوكالات الإنسانية إلى شمال وادي غزة، في الأسبوعين الأولين من شهر يناير الجاري- إما بشكل كامل أو جزئي- بعد أن رفضت إسرائيل -القائمة بالاحتلال- البعثات الأخرى.
وأوضح المكتب أن 7 قوافل فقط من أصل 29 قافلة تحمل مساعدات اكتملت، في حين لم يتم إكمال مهمتين أخريين بسبب عدم صلاحية الطرق المخصصة أو التأخير المفرط عند نقاط التفتيش، مؤكداً أن حالات منع وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق الشمال ارتفعت مقارنة بالأشهر السابقة.
وشدّد على أن حالات المنع هذه تحول دون توسيع نطاق المساعدة الإنسانية وتضيف تكلفة كبيرة إلى الاستجابة الشاملة، مضيفاً أن قدرة الوكالات الإنسانية على العمل بأمان وفعالية تظل أيضاً معرّضة للخطر الشديد بسبب القيود طويلة المدى التي تطبقها السلطات الإسرائيلية بشأن استيراد المعدات الإنسانية الحيوية إلى غزة.
ووفقاً لبرنامج الأغذية العالمي، فإن استمرار العنف جعل من المستحيل توزيع المساعدات الإغاثية خارج رفح في جنوب القطاع، حيث يعيش الآن أكثر من 1.2 مليون شخص في ظروف مكتظة بشكل خطير تحت أغطية بلاستيكية.
وقالت المتحدثة باسم البرنامج عبير عطيفة :"إن مستوى وصول المساعدات يكاد يكون كارثي في المناطق الواقعة خارج رفح"، مجددةً النداء من أجل إتاحة وصول أكبر لوكالات الأمم المتحدة الأخرى التي تعمل على الوصول إلى جميع محافظات غزة الخمس.
ووفقاً للتصنيف المتكامل لمرحلة الأمن الغذائي، فإن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون شخص معرضون لخطر المجاعة الوشيك، حيث وصل 378 ألف شخص بالفعل إلى المرحلة الخامسة من انعدام الأمن الغذائي، التي تشير إلى النقص الشديد في الغذاء والجوع واستنفاد قدرات التكيف.
وأبان مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن خط أنابيب المياه في دير البلح - الذي تقترب طاقته من 17 ألف متر مكعب من المياه يومياً - توقّف عن العمل وهو في حاجة ماسة إلى الإصلاحات، حيث يأتي هذا في ظل مستويات قياسية بالفعل من الأمراض الناجمة عن سوء الصرف الصحي والجوع.
وأضاف المكتب: "قدّر الشركاء في مجال المياه والنظافة والصرف الصحي أن الإصلاحات قد تستغرق ما يصل إلى أربعة أسابيع، حتى مع السماح بالوصول المستمر والإمدادات الضرورية. لا يعمل حالياً سوى خط واحد فقط من خطوط أنابيب المياه الثلاثة الممتدة من إسرائيل -القائمة بالاحتلال- إلى غزة، وهو يقع في الجنوب".
وأكد المكتب أنه وحتى حينه لا تزال خدمات الاتصالات في غزة مقطوعة، وهي المرة السابعة التي تتوقف فيها الاتصالات عن العمل في القطاع منذ 7 أكتوبر الماضى.