انتقل الانزعاج من الحرب على غزة إلى التيار الرئيسي في الحزب الديمقراطي الأمريكي، بعد أن كان محصورا في الليبراليين من الحزب، في الوقت الذي ارتفع فيه عدد الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذين يشككون باستراتيجية الرئيس الأمريكي جو بايدن تجاه إسرائيل، وفق ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وبحسب تقرير للصحيفة، "وقّع خمسة من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على إجراء من شأنه أن يجعل المساعدات المقدمة لإسرائيل مشروطة بامتثالها للقانون الدولي، كما صوت 11 عضوًا في المجلس، الأسبوع الماضي، لصالح مشروع قانون قدمه السيناتور بيرني ساندرز، يهدف لإجبار إدارة بايدن على فحص الانتهاكات المحتملة لحقوق الإنسان من قبل إسرائيل".
وقال إن "مجلس الشيوخ، بعد أسابيع من الدعم الذي لا جدال فيه، بدأ يبرز كمركز لمقاومة دعم بايدن لإسرائيل، على الأقل بطرق متواضعة، في حين يشير الديمقراطيون الوسطيون إلى عدم ارتياحهم إزاء التقارب بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو".
وأضاف التقرير أن "عددا من الديمقراطيين البارزين اقترحوا أو دعموا إجراءات تهدف إلى محاسبة إسرائيل أو تغيير الاستراتيجية الأمريكية تجاهها، حتى لو كان من غير المرجح أن تحصل على الدعم الكافي لتمريرها".
وتابع قائلا أن "الرغبة المتزايدة لدى الديمقراطيين لانتقاد إسرائيل أو الرد عليها، وهي خطوة كانت ستؤدي إلى تداعيات سياسية خطيرة قبل بضعة أشهر فقط، تُشير إلى تحوّل في سياسة الحزب الديمقراطي منذ أن بدأت الحرب في غزة".
وأفاد بأنه "في حين أن هناك عددا قليلا من أعضاء مجلس الشيوخ يعبّرون عن انتقادات حادة لسياسة بايدن تجاه إسرائيل، فإن اللهجة الجديدة الأكثر تشكيكاً تعكس قلقاً متزايداً مع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين، وتجاهل إسرائيل المتكرر لطلبات الولايات المتحدة بتعديل هجومها العسكري".
ونقلت الصحيفة عن السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين قوله إنه "في كل أسبوع يَعد ائتلاف نتنياهو إدارة بايدن بأننا سنرى تغييرات ذات معنى، وفي كل أسبوع لا يتحقق ذلك أبدًا، وبعض أعضاء ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف يتفاخرون بتجاهل الطلبات الأمريكية".