رسمية محيبس
مواليد 1955 (الشطرة ـ ذي قار)، دبلوم معهد إدارة، بدأت النشر مطلع الثمانينيات حيث تكتب المقالة النقدية والقصة والشعر، ومن مجموعاتها الشعرية: الطلقة أنثى، إغواءات، ونالت عنها جائزة الشاعرات في الشارقة (1996).
1
أشجار تغتسل بدموع قصيدتي
وتجفف شعرها بمناديل الوداع
حقائبها تتسع لآلاف الهموم
لها علاقات مشبوهة مع اللصوص
والمحكومين بالأشغال الشاقة
في زنزانة الحب المؤبد
لها قلب يجرحه النسيم
وروح أكثر شراسة من زهرة
ولا قدرة لي على إحصاء أصابعها
التي تدسها في جيب أفكاري
قصيدتي ليست عارية
ولا تجيد الرقص على حبال الشوق
تأتي وتذهب وأنا غارقة في رحيقها
دون أن أرتكب ما يجعلها تهجر
سوى انتظارها العقيم
2
أنا أكره الكبار حين أكتشف ضآلتهم
وتجذبني البراكين الصغيرة
والأنهار الضحلة
لأنها أكثر قربا مني
أمد لساني للكلاب المشاكسة
تنبح بوجهي دون سبب
سوى أنها أدمنت النباح
وأهش بوجه صغار اللصوص
وكلاب الصيد
حين يكتفون بمتعهم الصغيرة
غير مكترثين بنقاط التفتيش وعصي المتنفذين
أنا أجالس الأشجار الصديقة القديمة
أشم منها عبق عباءة أمي وعقال أبي
ورسائل كنت خبأتها في تجاويفها ذات حب
وأعرض عن المتنزهات الفاخرة
لكثرة ما يخلفه السادة الأثرياء
الذين لا يجدون هواية أخرى
يقتلون بها الوقت
سوى مضغ الكلام
واقتسام اللحم الطازج للحملان الوديعة
3
تحت قميص النهر دخلت
شممت بقايا عطر امرأة أخرى
ودموعا عالقة في العشب
وأغصانا تتمايل تحت لظى
لحن مشبوب
أدركت أن الماء سفير الحب الأبدي
وأن الشعر صديق عاجله الوقت
ولم يترك إلا أوراقا يتساقط منها شبق الكلمات
وتغني الموجة
هذا النهر صديقي
صار بخيلا
مذ عاثت بشواطئه الخضر حثالات المطرودين من الجنة.