أراد البعض أن يتحول يوم الخامس والعشرين من يناير من ذكرى تستدعي قيم البطولة والتضحية من أجل الوطن ومقاومة المحتل وافتداء الاستقلال الوطني إلى يوم شماتة ينفث فيه تنظيم الإخوان الإرهابي حقده الدفين ويبرز كراهيته العميقة لهؤلاء الرجال الذين لم يحيدوا يوما عن هدفهم وهو الحفاظ على الوطن وصون إرادة المصريين من أن يفرض عليها صاحب أجندة أو هوى أو عرض ما لا يقبلونه أو يرضونه.
ولأنه لا يمكث في الأرض إلى ما ينفع الناس مهما طال الزمن ومهما حبكت الروايات المضللة وبعد تجربة تشكيك وتخوين نجح فيها أعداء الوطن في شيطنة دور الشرطة المصرية وتحويلها إلى خصم مع الشعب استفاق المصريون لما أريد بهم وتقيأوا تلك الدعايات المسمومة التي غذوا بها ليزداد إيمانهم برسالة تلك الهيئة الوطنية العريقة قعاد التفاف الجماهير برجالها ورقعوا فوق الأكتاف في حركة المصريين التاريخية في الثلاثين من يونيو بعد أن تخلص المصريين من سطوة الكذب والأساطير التي حبكت من أجله.
إن الشرطة المصرية تمتلك تاريخاً عظيماً يمتد عبر عقود حيث كانت ولا تزال ركيزة أساسية في الحفاظ على الأمن والنظام العام وتجسد تضحيات رجال الشرطة التفاني الكامل في خدمة الوطن وحمايته من التحديات الأمنية المتزايدة وشهدت مصر فترات صعبة في تاريخها كانت الشرطة على الخطوط الأمامية في التصدي للتحديات من حروب الإرهاب إلى الأحداث السياسية الهامة وأثبتت الشرطة دوما أنها على قدر المسئولية وثقة المصريين ولم يمكن أن نتجاوز تلك التحديات دون ثمن حيث قدم رجال الشرطة آلاف الشهداء الذين قدموا أرواحهم في خط الواجب دون تردد أو حسابات ومازال من خلفهم من يواصلون العمل الجاد للحفاظ على أمن المواطنين خاصة وقد تعددت التحديات بكل إصرار للتصدي لهذه التحديات وضمان سلامة المجتمع.
ولم ترتكن الشرطة يوما منذ أن تأسست كجهاز أمني في القرن التاسع عشر وكانت من بين أوائل الدول التي أسست لها هيئة أمنية منظمة لم ترتكن إلى تاريخ بل تواصل الأخذ بالأسباب وتحديث قدراتها وتأهيل كوادرها باستمرار ليسبقوا الخطر حيث كان وأينما وجد وبات جهدها الدءوب جزءًا لا يتجزأ من مسيرة الوطن وصمود الدولة.
ويشهد الجميع على تطور الشرطة منذ عهد محمد علي باشا حيث تأسست رسميًا في عام 1821 كجزء من إصلاحاته الواسعة فقد شهدت عبور السنوات تطويرًا يلبي احتياجات المجتمع وتحديات العصور المختلفة لتتواصل رسالتها في الحفاظ على النظام وتأمين البلاد ولعل ما قامت به خلال الفترات الهامة مثل حروب 1956 و1967 و1973 خير دليل على قدرتها وفاعليتها وهو الدور الذي تواصل في مواجهة التحديات الأمنية والإرهابية عقب أحداث يناير حيث حاول المتآمرون أن يحولوا ذكرى مجدها في الإسماعيلية إلى يوم حزن وذكرى مؤلمة لكن يشاء الله أن يكون هذا اليوم علامة على قيمتها وأهميتها وبيان مدى الحاجة إليه قوية ومحدثة فسريعا ما أعادت ترتيب أولوياتها وطرق العمل فاعتمدت التقنيات الحديثة وتوسع نطاقها ليشمل التعامل مع قضايا متنوعة من الجريمة السيبرانية إلى التحقيقات الجنائية المعقدة والجريمة المنظمة والإرهاب والتحديات الأمنية الحدودية.
فكل التحية إلى الشرطة المصرية الباسلة ورجالها في عيدها ومعا سنواصل حماية وطننا الغالي رغم التحديات الكبيرة والمهام الصعبة وسيبقى رجال الشرطة شاء من شاء وأبى من أبى رمزًا للشجاعة والتفاني يقودون بفخر مسيرة الأمان والاستقرار في مصر محافظين على سلامة المواطنين وحقوقهم في مستقبل آمن.
للشرطة المصرية السلطة الرائدة في تعزيز الأمان ومكافحة الجريمة، وإنارة الطريق نحو مستقبل آمن. في هذا اليوم، نتقدم بفائق الامتنان والاحترام لكل فرد في هذا الجهاز الأمني المخلص، الذي يبذل قصارى جهده لضمان سلامتنا جميعًا وكل عام والشرطة المصرية ورجالها بخير ومستمرون في رسالتكم النبيلة بكل إخلاص وتفانٍ.