الثلاثاء 14 مايو 2024

محطة الضبعة النووية.. حلم مصري يتحقق وطفرة في الطاقة النظيفة

مشروع الضبعة النووي

تحقيقات23-1-2024 | 13:27

أماني محمد

خطوة هامة شهدها مشروع إنشاء محطة الضبعة النووية اليوم، حيث شهد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بدء تنفيذ الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الرابعة بمشروع الضبعة النووي، والتي من المرتقب أن تحقق دفعة هائلة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجية، وتمثل أمناً قومياً تكنولوجياً لجمهورية مصر العربية، بالإضافة إلى ما توفره من طاقة كهربائية نظيفة وخضراء ورخيصة للوفاء باحتياجات نهضة البلاد وتنميتها.

 

بداية الحلم المصري بمحطة الضبعة

كان مشروع إنشاء محطة نووية لمصر، حلما على مر العقود الماضية، حيث كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أول من فكر في هذا المشروع، ففي عام 1955 تم تشكيل "لجنة الطاقة الذرية" برئاسة الرئيس عبد الناصر، وفى يوليو 1956 تم توقيع عقد الاتفاق الثنائي بين مصر والاتحاد السوفيتي بشأن التعاون في شئون الطاقة الذرية وتطبيقاتها.

وبالفعل وقعت مصر عقد مفاعل الأبحاث النووي الأول مع الاتحاد السوفيتي بقدرة 2 ميجاوات (أُطلق عليه اسم مفاعل أنشاص، في سبتمبر عام 1956، ودخل المفاعل الخدمة في عام 1961، لكن الحماس تراجع خلال السنوات التالية بعد رحيل عبد الناصر وتوتر العلاقات بين مصر والاتحاد السوفييتي.

وفى الثمانينيات من القرن الماضي، وقع الاختيار على منطقة الضبعة لإنشاء أول المحطات النووية، ثم في 2007 أعلن الرئيس الأسبق مبارك استئناف البرنامج النووي المصري في أرض الضبعة وأجريت الدراسات، لكن لم يتم البدء، ثم جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي وأعاد إحياء الحلم واتخذ خطوات جادة في التنفيذ وتجهيز المشروع والموقع حتى توقيع الاتفاقية في 2015.

مشروع الضبعة النووي

كانت بداية المشروع في 2015، عندما وقع الرئيس السيسي ونظيره الروسي بوتين، اتفاقية إنشاء محطة الضبعة النووية، بتكلفة 28.5 مليار دولار، حيث يتميز المشروع بارتفاع معدلات الأمان وبساطة التصميم وانخفاض التكاليف والعمر الافتراضي الكبير الذي يصل إلى أكثر من 60 عامًا مقارنةً بالمحطات الحرارية والتي يقدر العمر الافتراضي لها حوالي 3 عامًا.

تقام محطة الضبعة النووية في منطقة الضبعة بمحافظة مطروح، وتتكون من 4 مفاعلات نووية، من الجيل الثالث المطور بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، بواقع 1200 ميجاوات لكل مفاعل، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول منها عام 2028 ثم يتم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعًا ضمن مزيج الطاقة الكهربائية.

وسيتم تشغيل المحطات طبقًا لمعايير أمان صارمة على صعيدي البيئة والأمان النووي حيث تم تصميمها لتقاوم خطأ المشغل البشري مع إنشاء وعاء الاحتواء الخرساني ليتحمل اصطدام طائرة تجارية بوزن 400 طن وبسرعة 150 متر/ الثانية.

وسيسهم مشروع الضبعة في تأهل العلماء والمهندسين المصريين في مجال تكنولوجيا المحطات النووية والأمان النووي وسيؤدي إلى توفير فرص عمل للشباب خلال مراحل التنفيذ سواء في مجالات الإنشاءات أو الصناعات المكملة أو المجالات الأخرى.

مراحل بناء محطة الضبعة

وخلال السنوات الماضية، استمرت المراحل التحضيرية لإنشاء المحطة، حيث نجحت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء بخطى ثابتة، في الانتقال بالمشروع من المرحلة التحضيرية إلى مرحلة الإنشاءات الكبرى.

وأتمت الهيئة أعمال الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الأولى في 20 يوليو 2022، وبعدها تمت الصبة الخرسانية الأولى للوحدة النووية الثانية في 19 نوفمبر 2022، وكانت الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الثالثة فى 3 مايو 2023.

وفى 30 أغسطس 2023، حصلت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء على إذن الإنشاء للوحدة النووية الرابعة لتنجز الصبة الخرسانية الأولى للوحدة الرابعة، ومن المرتقب أن تدخل جميع وحدات محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء مرحلة الإنشاءات الكبرى خلال العام الجاري.

وفي مارس 2023 استقبل ميناء الضبعة البحري التخصصي أول معدة نووية طويلة الأجل "معدة مصيدة قلب المفاعل Catcher Core"، وقد كان هذا الإنجاز أيضًا هو التسليم الافتتاحي لميناء الضبعة البحري التخصصي المصمم خصيصًا لاستقبال معدات المحطة النووية بالضبعة.

 

مدينة الضبعة

وتم إنشاء مدينة سكنية لأهالي الضبعة، حيثُ تم تحديد موقعها طبقًا لمواصفات الأمان للمفاعلات النووية وتشمل 1500 منزل بدوي كلٍ منهم بمساحة 300م ومنشآت إدارية وخدمية بالإضافة إلى تجمع سكني للعاملين بالمحطة يشمل 2050 وحدة سكنية متنوعة المساحات ومنشآت إدارية وخدمية.

Dr.Radwa
Egypt Air