يحتفل العالم اليوم بـ"اليوم العالمي للجذام"، حيث يهدف اليوم لزيادة الوعي حول أحد أقدم الأمراض التي سجلت في العالم، وهو من الأمراض المزمنة المعدية، التي تستهدف الجهاز العصبي.
مرض الجذام
الجذام مرض مزمن ومعدٍ يسببه نوع من البكتيريا، يُسمى المتفطرة الجذامية، يصيب هذا المرض الجلد والأعصاب المحيطية ومُخاطية الجهاز التنفسي العلوي والعينين.
وينتقل الجذام، من خلال الرذاذ الذي يُفرز عن طريق الأنف والفم، حيث يُصاب المرء بالعدوى نتيجة مخالطة شخص مصاب بالجذام غير المعالج مخالطةً لصيقة ومتكررة على مدى أشهر عديدة.
ولا ينتقل المرض عن طريق المخالطة غير المنتظمة لشخص مصاب بالجذام، من خلال مصافحته أو معانقته أو مشاركته الوجبات أو الجلوس بجانبه مثلاً، وعلاوة على ذلك، فإن المريض يتوقف عن نقل المرض إلى الآخرين عند بدء العلاج.
وينتشر الجذام في أكثر من120 دولة، إذ يتم تسجيل ما يزيد عن 200ألف حالة سنويًا، وبحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فقد تم الإبلاغ عن أكثر من 10آلاف حالة في البرازيل والهند وإندونيسيا عام 2019، في حين تم الإبلاغ من 1000 حالة إلى 10آلاف حالة في 13 دولة، فيما أبلغ 99 دولة عن أقل من 1000 حالة جديدة، ولم يبلغ 45 دولة عن آية حالة.
وأتاحت الصحة العالمية، العلاج بالأدوية المتعددة مجانًا لجميع المرضى في جميع أنحاء العالم منذ عام 1995، والعلاج بالأدوية المتعددة فعّالٌ للغاية لجميع أنواع الجذام.
وفي عام 2000، تحقق القضاء على الجذام بوصفه مشكلة صحية عامة على الصعيد العالمي (وهذا يعني أن معدل انتشاره المُسَجَّل قد أصبح أقل من إصابة واحدة لكل 10000 شخص)، وعولج أكثر من 16 مليون مريض جذام بالأدوية المتعددة خلال السنوات العشرين الماضية.
وتسعى المنظمة من خلال مبادرة "نحو صفر جذام" الوصول إلى تنفيذ طريق صفري متكامل مملوك للبلد الموبوءة، إلى جانب توسيع نطاق الوقاية من الجذام إلى جانب النشاط المتكامل الكشف عن الحالة، وذلك بحلول عام 2030.
الجذام في السنة النبوية
واستعاذ النبي -صلى الله عليه وسلم- من مرض الجذام، حيث قال "اللهم إني أعوذ بك من البَرَصِ، والجُنُونِ، والجُذَامِ، وَسَيِّئِ الأسْقَامِ".
كذلك أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالفرار من المجذوم، فعن أبي هريرة قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" فِرَّ مِنْ الْمَجْذُومِ فِرَارَكَ مِنْ الْأَسَدِ".
وهذا الأمر من باب البعد عن أسباب المرض والعطب، فإن الجذام قد ينتقل إلى الشخص السليم بإذن الله، وقد لا ينتقل، فكان الاحتياط هو البعد عنه.