صدر حديثا عن دار يافا العلمية للنشر والتوزيع، كتاب "هوليوود... صناعة الأثر"، للكاتبة الصحافية هديل غانم يشارك الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين التي تقام في الفترة من 24 يناير وحتى 6 فبراير.
والكتاب يمثل رحلة مصنعة في استوديوهات هوليوود الساحرة، حيث تتم صناعة البهجة والترقية، وتنتهي هذه الرحلة بكشف الستار عن الوجه الحقيقي الذي يستتر خلف راية هوليوود البراقة.
ويتكون الكتاب من 213 صفحة، وينقسم إلى خمسة فصول وهو يوثق دور هوليوود كمؤسسة ترفيهية ذات أبعاد سياسية.
وعلى اعتبارها الأداة الأقوى و الأكثر تأثيرا على الإطلاق، فقد كانت وما تزال تستخدم في ترسيخ ثقافة العنف، وصناعة الأعداء، ونشر الرأسمالية، واصطناع الحروب وتتناول الكاتبة سردا تفصيليا عن طبيعة العمل في المصنع الهوليودي الكبير، حيث تقدم في الفصل الأول معلومات شيقة عن العناصر السينمائية، من إخراج وتصوير وإضاءة وموسيقى تصويرية، وكيفية إدارة التقنيات الحديثة والمؤثرات الخاصة في صناعة المشهد، بهدف جذب الجمهور.
وما لذلك من أثر بالغ في تحفيز المشاهد كي يصدق كل ما يعرض أمامه الفصل الثاني يدور حول آلية العمل، وكيف تحول نجوم هوليود الأيقونات يحتذي بها الناس حول العالم، وبالتالي تم استخدامهم لزرع الكثير من الأفكار والمعتقدات الخاطئة، أو تلك التي تتعمد هوليوود نشرها لتحقيق أهداف خفية. و يتوسع الفصل الثالث في شرح الرسالة الحقيقية والمبطنة خلف كل مشهد سينمائي يحمل الختم الهوليوودي بداية من تحفيز الفكر الاستهلاكي وترسيخ سيناريوهات نهاية العالم، تم اللعب على وتر التخلف والإرهاب والنظرة الدونية للعرب، ثم كشف أسرار الحرب الباردة ومناورات الجواسيس نهاية بتزييف التاريخ المتعمد .
أما الفصل الرابع فهو رصد الدور تلك المؤسسة الترفيهية في ترسيخ الرأسمالية، وفرض نفسها في الأسواق العالمية، وتجاوز الأزمات الاقتصادية على حساب السينمات العالمية الأخرى، وينتهى الفصل الخامس والأخير يكشف الستار عن الوجه الحقيقي لهوليوود وارتباطها الوثيق بالإدارة الأمريكية كونها عصاة الساحر التي تغير بها وجه الحقيقة، وتدير دقة الأحداث، بل ربما أنها نستخدمها في تبرير الحروب واختلاق الأزمات وتكريس صورة البطل الأمريكي الخارق كي تخیف به العالم.
وتصف الكاتبة هديل عالم مشروع الكتاب كونه تجربة فريدة للخوض في عملية صناع هوليوود، والفهم الشامل والموضوعي الطبيعة العمل في تلك الاستديوهات العملاقة، خاصة وأن الأجيال الصغيرة ما تزال عرضة للوقوع في فخ الترقية الممزوج بالسم، كما حدث مع الأجيال السابقة، وتقول بأن سحر الأقلام الأمريكية كان له آثارا كارثية، فقد ساهم في تغيير الكثير من المعطيات الاجتماعية وتحديداً فيما يخص العلاقات الأسرية وتربية الأطفال.
وتضيف الكاتبة أن أهمية الكتاب في التوقيت الحالي، تكمن في كونه يواكب ظاهرة وعي اجتماعي فرضت نفسها بقوة في السنوات الأخيرة، بعد أن لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً كبيراً في نقل الأحداث بالصوت والصورة، وتبادل
الأفكار والتعليمات حول القضايا المختلفة بين سكان الكرة الأرضية جمعاء ودون رقيب ما يجعل الناس أكثر إدراكا ووعيا بالمؤامرات والمخططات العالمية، وبالتالي أكثر قدرة على كشف ما هو حقيقي وما هو مزيف.
جدير بالذكر أن هديل غانم كاتبة صحافية سورية من مواليد القاهرة، درست في جامعة دمشق كلية الإعلام "قسم الصحافة"، عملت مراسلة صحافية في دار "الخليج" ودار "البيان" الإماراتيين، وكتبت في العديد من الصحف والمجلات العربية صدر لها سابقاً كتاب بعنوان "ثقافة القتل" عن أشهر الاغتيالات السياسية في العالم.