الأحد 24 نوفمبر 2024

في ذكرى ميلاده .. "صلاح ذو الفقار" ضابط عشق السينما ومات بسبب "الإرهابي"

  • 18-1-2017 | 19:49

طباعة

كتب : خليل زيدان

غريب هو عالم السينما الساحر الذي يجعل كثيرًا من الناس يلجأون له ويعملون به ويتركون وظائفهم المرموقة التي يتمناها غيرهم، خصوصًا إن كانت برتبة "ضابط"!

هذا بالضبط ما حدث مع النجم الكبير صلاح ذو الفقار الذي تمر الذكرى الـ91 على ميلاده اليوم.. ففي مثل هذا اليوم ولد الفنان القدير صلاح ذو الفقار الضابط الذي تنازل عن مكانة مرموقة للعمل في شيء يحبه أكثر وهو السينما، ومن المؤكد أن أخويه اللذين سبقانه في مجال السينما، وهما الممثلان والمخرجان محمود ذو الفقار، وعز الدين ذو الفقار، كان لهما التأثير الأكبر في تغيير ميوله؛ ليتخذ قراره الأخير بأن يترك وظيفته خصوصًا أن السينما كانت عشقه الأول.

تخرج صلاح ذو الفقار في كلية الشرطة عام 1946، وعمل ضابطًا في مديرية شبين الكوم، ثم انتقل للعمل في مصلحة السجون، وقت اغتيال أمين عثمان. ويصبح ذو الفقار ضابط الحراسة المسئول عن المتهم وقتها باغتيال عثمان وهو الرئيس السادات، وكان يشعر بأنه تم اتهامه ظلمًا؛ لذا كان يمرر له الطعام والسجائر .

كان أول ظهور له في السينما مع أخيه محمود ذو الفقار وأم السينما الفنانة عزيزة أمير في فيلم "حُـبابه" عام 1944.. وتبدأ رحلته في عام السينما بالبطولة الحقيقة في فيلم "عيون سهرانة" مع الفنانة شادية، وعرض الفيلم في أول أكتوبر 1956، ويبدو أن مهنته الأصلية مازالت متعلقة به، فقد كان دوره في الفيلم ضابط شرطة.. ومن الطريف أيضًا أنه قام بدور الضابط في عدة أفلام منها دوره الشهير في فيلم "رد قلبي" عام 1957، ودور الضابط المتخفي في فيلم "الرجل الثاني" عام 1959، ودوره في فيلم "غروب وشروق" عام 1970، وأيضًا دور الجندي في فيلم "الناصر صلاح الدين"، ودور قائد قوات البحرية في الفيلم التليفزيوني "الطريق إلى إيلات"، ودور اللواء في مسلسل "مفتش المباحث" عام 1979، ودور المشير أحمد إسماعيل في مسلسل "الثعلب" عام 1993، وتعد هذه الأدوار من علامات السينما والتليفزيون، ودوره فيها كان مميزًا لا يُنسى .

وبعيدًا عن دور الضابط، فقد خرج صلاح ذو الفقار من هذه العباءة ليقوم بأدوار البطولة في عدة أفلام رومانسية وكوميدية تعالج مشكلات حقيقية في المجتمع، كان أولها فيلم "مال ونساء" عام 1960 مع سعاد حسني، وفي نفس العام أيضًا فيلم "الرباط المقدس" ثم فيلم "أنا وبناتي" عام 1961، ويعقبه في نفس العام فيلم "الحب كده" مع صباح وفيلم "وحيدة" مع مريم فخر. ثم يأتي عام 1962 ليقوم ببطولة أربعة أفلام وهي "القصر الملعون، موعد في البرج، جمعية قتل الزوجات، كلهم أولادي"، ثم فيلم "أغلى من حياتي" عام 1965 ثم "مراتي مدير عام" 1966 ثم "كرامة زوجتي" 1967 ثم "عفريت مراتي" عام 1969، وشاركته بطولة الأفلام الأربعة الفنانة شادية، وفيلم "صباح الخير يا زوجتي العزيزة" مع نيللي عام 1969وفيلم "امرأة زوجي" 1970، وفيلم "لمسة حنان" عام 1971، ثم "رجال بلا ملامح" مع نادية لطفي عام 1972.. كل هذه الأفلام كانت بطولته المطلقة.

بلغ مجمل الأعمال التي مثل فيها صلاح ذو الفقار 161 عملًا أغلبها أعمال سينمائية، وبها القليل من الأعمال التليفزيونية والإذاعية والمسرحية .

تزوج الفنان صلاح ذو الفقار للمرة الأولى عام 1947 وأنجب "أحمد، ومنى"، ومن الطريف أنه استخدم أحب الأسماء إلى قلبه في أشهر أفلامه وهو "أغلى من حياتي" وكان اسمه "أحمد" والبطلة شادية لُقبت بـ"منى"، وأصبحت ابنته "منى ذو الفقار" محامية وحقوقية مشهورة، فهي تحمل الصفات الجميلة والنبيلة من والدها.

ومن الوسط الفني تزوج الفنانة شادية بعد أن جمعت بينهما قصة حب، وقاما بعدة بطولات سينمائية معًا صنفتهما من أشهر الثنائيات في تاريخ السينما، ولم يرزقهما الله بأولاد وانفصلا في هدوء. وكانت زيجته الأخيرة من السيدة بهيجة مقبل حتى آخر حياته.

ويرحل عاشق السينما صلاح ذو الفقار أثناء عمله في فيلم "الإرهابي" عام 1993 مع عادل إمام، ولم يتمكن من إتمام المشهد الأخير له في الفيلم بسبب الأزمة القلبية التي فاجأته أثناء العمل وأدت إلى رحيله في 22 ديسمبر من نفس العام، واضطر المخرج لأن يستعين بدوبلير وشخص يقلد صوت الفنان صلاح ذو الفقار لإتمام آخر مشهد كان من المفترض أن يقوم به.

 

    الاكثر قراءة