الأحد 24 نوفمبر 2024

من‭ ‬تحكم‭ ‬فى‭ ‬ماله.. ‬ما‭ ‬ظلم ! (2) ‬

  • 24-2-2017 | 14:00

طباعة

بقلم : سكينة السادات

يا بنت بلدى تساءلت العدد الماضى حول صحة المثل الذى يقول من تحكم فى ماله ما ظلم، هل هو صحيح مائة فى المائة أم أن للشرع دخل فى التحكم فى المال الذى كسبه الواحد منا بعرقه وكفاحه ودمه هل يترك العنان لصاحب المال يفعل به ما يشاء أم أن للتحكم قواعد وأصول وإلا لماذا يرفع بعض الأبناء قضايا حجر على الآباء والأمهات؟ كانت السيدة شريفة الديوانى قد حكت لى أنها كانت زوجة محبة وسعيدة لمدة خمسة وعشرين عاماً لطبيب كبير غادر الدنيا فجأة وهو يجرى جراحة لمريض فى غرفة العمليات, وكانت تحبه ويحبها إلى درجة أنها اكتشفت بعد وفاته المفاجأة أنه كان قد كتب كل ما يملك باسمها هى من شدة حبه لها وإيمانه بأنها سوف تحسن التحكم فى إرثه ولن تبخل على أولادها الثلاثة الولدين والبنت بأية ضروريات أو حتى كماليات, وفعلا تخرج الابن الكبير وطلب من أمه مبلغاً يبدأ به حياته ولبت السيدة شريفة طلبه, وكذلك فعل الابن الثاني, ولبت الأم مطالبهما بل وزادت عليها, وجاء دور أختهما الوحيدة وهى الصغيرة, وكانت أمها تحبها حباً جماً وكذلك والدها, وكانت دائماً هادئة وراضية وخدومة للجميع, وكانت الأسعار قد اشتعلت فى كل شيء وبحسبة بسيطة وجدت السيدة شريفة بعد استشارة شقيقها المحامى أن تبيع إحدى الشقق التى كان زوجها الراحل قد اشتراها لكى تستطيع تجهيزها, وقامت قيامة الأبناء بكل أسف وبدأت المشاكل!

***

 قالت السيدة شريفة الشقة باسمى وثمنها أعطيه لابنتى لكى تبدأ به حياتها كما أعطيت أخويها من قبل نغمة الثورة؟ ونغمة الغضب, ونغمة التهديد لى بأن يرفعا ضدى قضية حجر واتهامى بأننى أحاجى البنت الصغيرة, وهى فعلا أحن إنسانة على أمها وهى الوحيدة التى كانت تجلس إلى جوار فراشى وأنا مريضة, أما ولداى فهما مشغولان بعملهما وزوجتهما وأولادهما ولا يسألان علي إلا بالتليفون, وربما يأتى كل واحد منهما مرة كل أسبوع أو أسبوعين فقط لمجرد الشكليات, ولكن حقيقة من تقوم بخدمتى ليلا ونهارا وتبذل الجهد الجهيد لكى أتناول دوائى وطعامى وتقوم بغسل شعرى وجسدى إنها ابنتى التى لم ترض أن نستأجر ممرضة تقوم بذلك العمل عندما أصبت بكسر فى الحوض إثر وقوعى فى الحمام, وقالت لن يخدم أمى سواى أنا, وعندما تماثلت للشفاء وجاء العريس الذى كانت تريده قامت القيامة عندما بدأت إجراءات بيع إحدى الشقق المملوكة لى أنا شخصياً والتى كان والد أبنائى قد كتبها لى, فكما قلت لك كان قد كتب كل ممتلكاته باسمى, قامت قيامة ولداى واتهمانى بالتبديد وهددانى بالحجر على وكان ردى عليهما قاطعا حاسما وهو أننى حرة فيما أملك وليس لهما أى شيء عندى وأننى أعطيت لهما كل ما طلبوه عند زواجهما ولم أبخل عليهما بأى شيء فى أى يوم من الأيام, ونظراً لعدم وجود سيولة فى البنوك فقد اضطررت لبيع إحدى الشقق لكى أستطيع أن أجهز ابنتى التى خدمتنى ولم تتركنى لحظة واحدة ومن حقها أن أسترها وأجهزها وأعطيها من مالى كما أشاء فهل أنا مخطئة يا سيدتي؟ وهل يجوز لولداى أن يهددانى بالحجر علي؟

***

 لا أدرى لماذا وأنتم عائلة العلم والطب والعلماء أن يتصرف ولداك بهذه الأنانية والأثرة وأن يستنكرا أن تجهزى ابنتك بأحسن جهاز كما فعلت معهما, وأن أختهما يجب ألا تحصل إلا على نصف ما حصلا عليه لأن الشرع يقول أن للذكر مثل حظ الأنثيين أى أخذ حقه مضاعفاً عن الأنثى, فى رأيي أن هذا ليس إرث والدهم فقد كتبه لك كله وأنت المتصرفة فيه وأرى أنك لم ولن تبخلى عليهما بأى شيء وأنك لم تتصرفى فى كل الميراث بل معظمه ما زال موجوداً, أرجو أن يعود ولداك إلى رشدهما وأن يعرفا أن والدهما رحمة الله عليه لن يرتاح فى قبره إذا قصرا فى حق ابنته الصغيرة المحببة إليه, أدعو لهما بالهداية والسلام, وعليك أن تجهزى ابنتك كما تشائين.

    الاكثر قراءة