نظم المنتدى العالمي للدراسات المستقبلية، ومكتبة مصر العامة اليوم الاثنين، ندوة بعنوان "المنتدى العربي الصيني عشرون عاما من التعاون"، بحضور اللواء طارق نصير رئيس المنتدى العالمي للدراسات المستقبلية، وتشانغ تشاويانغ الوزير المفوض بسفارة الصين الشعبية بالقاهرة، والدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، وأحمد الجروان رئيس المجلس العالمي للتسامح والسلام، والسفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق، والسفير رضا الطايفى مدير صندوق مكتبات مصر العامة، وأدارت الندوة الدكتورة رانيا أبو الخير الأمين العام للمنتدى العالمى للدراسات المستقبلية.
في بداية الندوة قال السفير رضا الطايفى مدير صندوق مكتبات مصر العامة، إن علاقته بالصين بدأت عام 1983 عندما تم تعيينه قنصل بالسفارة المصرية بهونج كونج ، وتعرف وقتها على شخصية المواطن الصيني، وقدرته على العمل والارتقاء ببلده، كما تعرف أيضا على صلابة المفاوض الصيني الذي نجح في الحصول على استقلال هونج كونج عن بريطانيا، وعودة هونج كونج إلى السيادة الصينية عام 1997 ، كذلك جزيرة ماكاو وعودتها للصين عام 1999، مستطردا : خلال عملي الدبلوماسي تعرفت على شخصيات صينية كبيرة على رأسها ماو تسى تونج، ودينج شياو بينج الذي نقل الصين إلى دولة واحدة ونظامان، حيث انتقلت الصين إلى دولة صناعية تندمج مع العالم الخارجي، وحولها من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي يغزو العالم، والزعيم الثالث شي بينج الذي نجح في تحقيق نقلة نوعية أخري بالصين من خلال مبادرة الحزام والطريق، ووصل بالصين إلى القوى الاقتصادية الثانية في العالم فضلاً عن القوى العسكرية للجيش الصيني، والصين شريك اقتصادي مهم للعالم العربي، وأتمنى مزيد من الازدهار للمنتدى العربي الصيني، كما أتمنى أن تأخذ الصين موقف مصر بشأن سد النهضة.
من جانبه قال اللواء طارق نصير رئيس المنتدى العالمي للدراسات المستقبلية، إن المنتدى العربي الصيني الذي نحتفل بمرور 20 عاما على تأسيسه يفخر بحجم الإنجاز المحقق من إنشاء هذا المنتدى، وتنظيم الندوة تعبيرا عن هذا الإنجاز، ثانياً يجب أن نعزز عمل هذا المنتدى في المستقبل، فالمنتدى أحد أهم مسارات العمل العربي الصيني، وأتقدم بطلب إلى الوزير المفوض بسفارة الصين الشعبية إلى إطلاق المنتدى البحثي العربي الصيني ليكون شبكة للمراكز البحثية والعلمية بين الجانبين.
وكشف الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء الأسبق، إن المحور الأساسي الذي يجب أن نلتف حوله هو عالم المستقبل المشترك، فالعالم أصبح مترابطا ويجب أن يستمر مرتبط لأن انهيار دولة يؤثر على بقية الإقليم، فالعالم في مفترق طرق حاليا، وإذا استمرت الأمور كما هي حالياً سيؤدي ذلك إلى تدمير ذاتي، لذا يجب أن نعمل على الوصول لعالم المستقبل المشترك، وذلك من خلال تحقيق الرفاهية والتنمية والأمن والثقة والتواصل.
وأضاف أن الصين قدمت للعالم الطريق إلى مجتمع المصير المشترك من خلال 4 مبادرات عالمية منها الحزام والطريق، ومبادرة الحضارة العالمية ، ومبادرة الأمن العالمى، ومبادرة التنمية العالمية.
وأشار عصام شرف إلى أهمية تعظيم التعاون بين الصين والدول العربية من خلال المبادرات العالمية الأربعة التي أطلقتها الصين، ولفت إلى أن مبادرة التنمية العالمية لاقت ترحيب عالمي وأيدها أكثر من 100 دولة وهي خارطة طريق للتنمية.
وأوضح رئيس وزراء مصر الأسبق أن الصين اعتمدت في تقدمها على الابتكار والذكاء الاصطناعي حتى تحقق قفزات تنموية كبيرة، ووصلت الصين حاليا إلى ثاني اقتصاد على مستوى العالم ، وأعلى حجم تجارة مع العالم، وأعلى إنتاج صناعي في العالم وتساهم ب19 % من الاقتصاد العالمي، مشيرا إلى أهمية الانتقال إلى مجتمع المستقبل المشترك، متطرقا إلى أهمية التقارب بين الحضارة الصينية والحضارة العربية.
السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق قال، إن الصين لها موقع متميز ، والصين ستصل قريبا إلى أهدافها، لافتا إلى أن العالم يتأثر بما يحدث في الدول الأخرى منها تغير المناخ الذي يدخل في صلب الأمن القومي لكل الدول ويؤثر على العالم بأسره ، لذا فإن الصين باعتبارها دولة كبرى يجب أن تكون لها مسؤولية في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، وأؤيد طرح اللواء طارق نصير من أجل تعديل عمل المنتدى العربي الصيني والاهتمام بالنواحي العلمية والبحثية، لافتا إلى أن الجميع يتطلع إلى دور أكبر للصين في وقف إطلاق النار في غزة، وتعويض الأونروا بدلا من الدول التى أوقفت دعمها للأونروا، ومصر تؤيد تعدد الأقطاب، ونرى أن الصين يجب أن يكون عليها مسؤولية أكبر في الفترة القادمة.
وقال تشانغ تشاويانغ الوزير المفوض بسفارة الصين بالقاهرة، إن الصين والدول العربية صديقان حميمان وتقاسما السراء والضراء، وفي 30 يناير 2004 تم تأسيس المنتدى العربي الصيني وتم الإجتماع في سبتمبر من نفس العام وتم اعتماد 18 آلية وأصبح المنتدى محرك للعلاقات العربية الصينية، وارتقت العلاقات بين الجانبين على مدى 20 عاماً، و الصين تعمل على تعزيز تنسيق المصالح المشتركة للدول النامية، والدول العربية تدعم الصين الواحدة، وتعميق التعاون الصيني العربي، وهناك 22 دولة عربية وقعت على مبادرة الحزام والطريق، وتم تنفيذ أكثر من 200 مشروع بين الصين والدول العربية استفاد منها أكثر من مليار شخص من الجانبين، كما تم تعميق التواصل بين الصين والدول العربية، وتعميق التعاون الإنساني وتبادل الحضارات، وإدراج مصر اللغة الصينية في مناهج التعليم والتعاون الثقافي مما أرسي لقواعد ثابتة بين الشعبين، وفي العام الجاري سينعقد الاجتماع العاشر للقمة العربية الصينية لفتح علاقات جديدة بين الجانبين وبناء مستقبل أفضل للعلاقات بين الجانبين.
وقال أحمد الجروان رئيس المنتدى العالمي للتسامح والسلام، إن العلاقة بين الإمارات والصين قائمة على الارتقاء بالعلاقات الثنائية وبناء استراتيجية لتحقيق مصالح الشعبين، وهناك زيارات رسمية متبادلة بين الجانبين، ومنها زيارة محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات للصين بمناسبة مرور 35 عاماً على العلاقات بين البلدين، وزيارة الرئيس الصيني إلى الإمارات وتم منحه أرفع الأوسمة، والحقيقة أن الأزمات الاقتصادية تؤثر على استقرار الدول ونسعي لتعزيز التعاون بين الدول لإرساء السلام والقضاء على التطرف والإرهاب، وهناك تنسيق بين المجلس العالمي للتسامح والسلام وبين الصين والحزب الشيوعي لدعم توجهات المجلس ورفع قيم التسامح والسلام.