الإثنين 13 مايو 2024

«واشنطن بوست»: بايدن يواجه خيارات محفوفة بالمخاطر حول الهجوم على القاعدة الأمريكية

بايدن

عرب وعالم30-1-2024 | 15:51

دار الهلال

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية، أن الرئيس جو بايدن اجتمع مع كبار مساعديه لبحث الردود الأمريكية المحتملة على هجوم بطائرة بدون طيار أدى إلى مقتل ثلاثة من أفراد الخدمة الأمريكية في قاعدة أمريكية بالأردن، فيما دعا الجمهوريون إلى انتقام شديد بينما كان البيت الأبيض قلقا حيال الانجرار إلى صراع آخذ في الاتساع بالشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم - إن الولايات المتحدة تعتقد بأن المسلحين المدعومين من إيران كانوا وراء غارة الطائرات بدون طيار، بينما يكثف بايدن حملة إعادة انتخابه في مواجهة خصم جمهوري بارز يتباهى بصرامته ضد إيران، مما يجعل أي خيار محفوفا بالمخاطر سياسيا وعسكريا أيضا بالنسبة لبايدن .

وأضافت الصحيفة أن بايدن تعهد بـ"محاسبة جميع المسؤولين"، ولكن لا يزال من غير الواضح الكيفية التي يخطط بها للقيام بذلك. فقد أدى هجوم الطائرات بدون طيار -والذي يمثل أول مرة يُقتل فيها جنود أمريكيون في تداعيات الحرب بين إسرائيل وغزة -إلى مقتل ثلاثة من أفراد احتياطي الجيش الذين كانوا متمركزين في منشأة في الأردن وإصابة عشرات آخرين .

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أمريكيين قولهم إنهم كانوا جزءا من مهمة تعمل مع شركاء لمواجهة تنظيم داعش في المنطقة، وأن وجودهم لا علاقة له بالدعم الأمريكي لإسرائيل . 

من جانبه ، قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، للصحفيين " نحن لا نسعى إلى حرب أخرى. وأضاف: "نحن لا نسعى إلى التصعيد.. لكننا بالتأكيد سنفعل ما هو مطلوب لحماية أنفسنا ومواصلة تلك المهمة والرد بشكل مناسب على هذه الهجمات"، بينما رفض كيربي الإجابة على أسئلة حول طبيعة أو توقيت أي ضربة انتقامية أمريكية .

وأشارت واشنطن بوست إلى أنه في الوقت الذي يناقش كبار مستشاري بايدن كيفية تحديد ردهم، فإن الولايات المتحدة أيضا الآن خضم ضربات عسكرية متواصلة ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن ردا على هجماتهم على السفن قبالة شبه الجزيرة العربية. وتقول الحركة المسلحة إنها شنت تلك الهجمات تضامنا مع الفلسطينيين في غزة .

ومضت الصحيفة تقول إن الهجوم المميت الذي وقع يوم الأحد آثار تساؤلات جديدة حول تعامل بايدن مع الصراع بين إسرائيل وغزة، والذي انطوى على حماية ودعم صارمين لإسرائيل في الوقت الذي تشن فيه حملة عسكرية ضد حماس في غزة أدت إلى مقتل أكثر من 26 ألف فلسطيني .

وأوضحت الصحيفة أن الحرب أججت موجة من أعمال العنف في أنحاء الشرق الأوسط، يبدو أن معظمها أثارها متشددون متحالفون مع إيران بالإضافة إلى غارة الطائرات بدون طيار يوم الأحد وهجمات الحوثيين، في حين يسعى مسؤولو بايدن بشكل عاجل منع نشوب حرب مفتوحة بين إسرائيل وحزب الله، وهي جماعة قوية مدعومة من إيران ومقرها لبنان، على الحدود الشمالية لإسرائيل .

وأوضحت الصحيفة أنه في الكابيتول هيل، انتقد الجمهوريون البيت الأبيض لعدم رده بشكل أسرع، ووصفوا بايدن بأنه ضعيف. واستشهدت في ذلك بتصريح النائب الجمهوري عن ولاية نبراسكا دون بيكون عضو لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الذي قال فيه، إن أي رد أمريكي يجب أن يستهدف إيران مباشرة بدلاً من ملاحقة الجماعات التي تدعمها.

غير أن بيكون، إلى جانب معظم الجمهوريين، لم يصلوا إلى حد مطالبة بايدن بضرب أهداف داخل إيران، وقال إنه لن يدعم الضربات الجوية الأمريكية في عمق إيران في هذه المرحلة، لكنه طرح فكرة ضرب البنية التحتية لتصدير النفط في إيران أو قواتها البحرية، وأضاف: "هناك طريقة لجذب انتباههم دون تعريض قواتنا لخطر لا مبرر له"، وفقا للصحيفة .

لكن النائب سيث مولتون (ديمقراطي من ماساشوستس)، وهو من قدامي المحاربين في مشاة البحرية الذي خدم في العراق، حث على توخي الحذر، منتقدا الجمهوريين لمطالبتهم على الفور برد شامل .

وقال مولتون في بيان: "يجب أن يكون لدينا استجابة فعالة واستراتيجية وفقا لشروطنا وجدولنا الزمني. الردع صعب. والحرب أسوأ".

وقالت الصحيفة إن بايدن ركز هو وكبار مساعديه لعدة أشهر على محاولة منع الحرب بين إسرائيل وغزة من التحول إلى حرب إقليمية أوسع ربما تجبر الولايات المتحدة على الانخراط بشكل مباشر وبشكل أكبر. لكن في الأسابيع الأخيرة، أصبح تصاعد الأعمال العدائية في المنطقة حقيقة واقعة بشكل متزايد، وواجهت القوات الأمريكية هجمات متكررة. وقال الخبراء إن ذلك يزيد المخاطر على نحو كبير.

ورأت الصحيفة أن مستشاري بايدن يدركون تمام الإدراك أن تصرفات الرئيس في الشرق الأوسط لها تداعيات على عالم السياسة الداخلية. إذ تشير استطلاعات الرأي إلى أن دعم الرئيس الأمريكي لإسرائيل يضعف دعمه بين الناخبين الشباب والأشخاص أصحاب البشرة الملونة. وألقى الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي يقود السباق ليصبح المنافس الجمهوري لبايدن، باللوم على "ضعف" بايدن في هجوم الطائرات بدون طيار .

واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه يلوح في الأفق خطر المزيد من التصعيد. فيما تتبادل إسرائيل إطلاق الصواريخ مع حزب الله على الحدود الشمالية للبلاد، وقد أوضح كبار المسؤولين الإسرائيليين أنهم يعتبرون التبادل المنتظم لإطلاق النار بين القوات الإسرائيلية وحزب الله غير مقبول. تم إرسال كبار مسؤولي بايدن إلى الشرق الأوسط في وقت سابق من هذا الشهر لمحاولة منع حدوث صراع كامل.

Dr.Radwa
Egypt Air