الأحد 5 مايو 2024

بايدن أم ترامب؟.. إلى أي كفّة تميل الصين بسباق البيت الأبيض المرتقب؟

بايدن وترامب

عرب وعالم30-1-2024 | 16:00

دار الهلال

بينما توشك معركة الانتخابات الرئاسية الأمريكية رويدا رويدا على أن تصبح بمثابة جولة أخرى من التنافس بين الرئيسين الحالي جو بايدن والسابق دونالد ترامب، تراقب الصين الوضع بعين الريبة، ففي المقام الأول، ثمة مخاوف بشأن الحملة الانتخابية نفسها، إذ من المرجح أن يتحدث المرشحان بلهجة صارمة عن الصين.

وقد يهدد ذلك التحسن الهش الذي شهدته العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في الأشهر الأخيرة، ثانيا، هناك نتيجة التصويت في نوفمبر المقبل، ولا يحظى أي من المرشحين الأوفر حظا بقبول خاص لدى بكين.

فبينما كان بايدن يبحث عن مجالات للتعاون مع الصين، تشعر بكين بالقلق إزاء جهوده فيما يتعلق بتوحيد الحلفاء في منطقة المحيطين الهندي والهادي، في تحالف ضد بكين. كما أنها تنظر بعين الريبة صوب نهجه فيما يخص تايوان، لاسيما بعد أن قال مرارا إنه يعتزم مطالبة القوات الأمريكية بالدفاع عن الجزيرة في صراعها مع بكين.

أما ترامب، بنهجه الانعزالي في التعامل مع السياسة الخارجية، فربما يكون أكثر ترددا في الدفاع عن تايوان. ولكن لا يمكن استبعاد أي شيء نظرا لعدم القدرة على التنبؤ بلهجته الصارمة بشأن الصين، التي يحملها المسؤولية عن تفشي كوفيد-19 الذي وقع قرب نهاية ولايته الرئاسية. وقد يعمل أيضا على تعميق الحرب التجارية التي لم تنفك أن تهدأ منذ رئاسته.

وفي هذا الصدد، قال تشاو مينغ هاو، أستاذ العلاقات الدولية في "جامعة فودان بشانغهاي" إنه "بالنسبة للصين، وبغض النظر عمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية الأميركية، فإنهما سيكونان بمثابة وعائي سم". فحتى مع التحسن الطفيف في العلاقات، فإن التوترات ما تزال على أشدها، لاسيما بشأن تايوان.

كما أن مسألة من سيتولى منصب الرئاسة في البيت الأبيض يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة، ليس فقط على العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، بل على السلام في منطقة آسيا والمحيط الهادي.

وتوافق عدد من المحللين في كلا البلدين مع آراء تشاو، الذي يشير إلى أن بكين ربما تجد في بايدن "أهون الشرين" بسبب ثبات أدائه مقارنة مع عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب. لكنهم يشيرون كذلك إلى أن الحكومة الصينية لا تشعر بارتياح إزاء نجاح بايدن في بناء شراكات لمواجهة الصين.

وإلى ذلك، قال سون تشنغ هاو، زميل المركز الدولي للدراسات الأمنية والاستراتيجية بـ"جامعة تسينغهوا"، إنه "بغض النظر عمن سيتولى المنصب، فإن ذلك لن يغير الاتجاه العام للمنافسة الاستراتيجية الأميركية مع الصين".

وأضاف أن "الصين ليس لديها أي تفضيل فيما يتعلق بمن سيفوز في الانتخابات الرئاسية (الأميركية) لأن بكين لديها خبرة في التعامل مع أي منهما لمدة أربع سنوات"