الجمعة 3 مايو 2024

قائد لن ينساه التاريخ

مقالات31-1-2024 | 12:14

قدم الشعب الكردي العديد من رجالاته ثمنا للحرية والديمقراطية، والنضال لأجل حياة كريمة تسودها المحبة والسلام والتأخي بين المكونات المختلفة، وقدم الآلاف من الشهداء لبناء دولة مدنية ديمقراطية يحكمها الدستور والقانون.

تحمل الكرد الكثير من الظلم، ورغم مشقة ومصاعب الحياة ظهر القادة من رحم هذه الأمة، ضحوا بحياتهم من أجل شعبهم، منهم القائد خالد الذكر إدريس بارزاني، وهو نجل الزعيم الأب الروحي للشعب الكردي مصطفى بارزاني.
ولد إدريس بارزاني في بارزان مهد النضال و التسامح و العدالة، لعائلة يشهد لها التاريخ بالنضال و العنفوان و التضحية، وعانى كما أفراد عائلته و شعبه من بطش الأنظمة الدكتاتورية التي حكمت العراق بالحديد و النار. في ريعان شبابه التحق بالثورة الكردية عام 1961 حينما اندلعت ثورة أيلول المجيدة، بقيادة الزعيم الوطني الخالد مصطفى بارزاني، وكان للشهيد إدريس دور بارز في الانتصارات التي حققتها بيشمركة كردستان في جبهات القتال، وكان له دور مشهود في المفاوضات مع الحكومة العراقية عام 1970 والتوصل إلى اتفاقية تاريخية بين قيادة الحركة الكردية والحكومة العراقية والتي سميت باتفاقية 11 اذار مارس 1970 وبموجبها اعترفت الحكومة العراقية بالحقوق القومية والثقافية للشعب الكردي في العراق.
عرف الشهيد إدريس بمهندس السلام، وكان له الفضل في التوصل إلى اتفاقية بين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الكردستاني عام 1986.
عنه يقول الرئيس بارزاني "كان السيد إدريس رجلا عظيماً جداً، عظمته نابعة من فهمه ونضجه”.

ووصفه كذلك، بأنه كان شخصاً متسامحاً ولا يفكر في الانتقام، غالباً ما كان يعتبر الناس العاديين والفقراء من أفراد عائلته”. 
وأضاف “لقد تمكّن السيد إدريس من نيل محبة الناس واحترامهم، لقد كان وعلى الرغم من كل المخاطر، يحمي الجرحى والبيشمركة من منزله ويرسلهم إلى المستشفى لتلقي العلاج أثناء واجبه”.
لم تكن وفاة القائد الخالد إدريس خسارة للحزب الديمقراطي الكردستاني فحسب، بل كانت خسارة للحركة التحررية الكردية برمتها، حيث كان الشعب الكردي في أشد الحاجة إليه ليواصل المسيرة مع الزعيم الكردي مسعود بارزاني، حيث كان للفقيد دور بارز في اندلاع ثورة كولان المجيدة.
اليوم؛ نرى ثمرة نضال وكفاح الشهيد إدريس والذي بدأه منذ نعومة أظافره مع عائلته ومشاركته في ثورة أيلول جنبا إلى جنب مع والده وشقيقه الزعيم مسعود بارزاني البيشمركة الأبطال، كردستان ديمقراطيا تعدديا يسوده التآخي والعيش المشترك بين كافة مكوناته.
نستذكر اليوم بكل إحلال وإكبار الشهيد إدريس بارزاني، قائدا مناضلاً وضع روحه فوق أكفه وقاتل بالبندقية تارة والمواقف السياسية تارة أخرى، ولا يسعنا إلا أن نستلهم الدروس والعبر من أفكاره ونضاله في توحيد البيت الكردي، وحل الخلافات بين بغداد وأربيل دستوريا، وأن نعمل جميعا لبناء دولة مدنية ديمقراطية يكون الجميع فيها سواسية أمام القانون. ونحن سائرون على درب ونهج البارزاني الخالد، بقيادة الزعيم الكردي مسعود بارزاني لتحقيق ما ناضل من أجله الشهيد إدريس الذي رحل عنا في 31 من يناير عام 1987 بجسده، ولكن روحه لا زالت خالدة نستلهم من سيرته الفداء والتضحية.

Dr.Randa
Dr.Radwa