الإثنين 29 ابريل 2024

معرض القاهرة للكتاب الـ55| ندوة تناقش المشروع السردي عند جمال الغيطاني

جانب من الندوة

ثقافة31-1-2024 | 17:18

شمس علاء الدين

نُظمت ندوة ضمن فعاليات الصالون الثقافي في معرض الكتاب بدورته الـ55، لمناقشة "المشروع السردي عند جمال الغيطاني"، شارك في الندوة الإعلامي محمد الباز، والشاعر والناقد شعبان يوسف، وأدارها الكاتب حسن عبد الموجود.

بدأ الكاتب حسن عبد الموجود حديثه حول جمال الغيطاني بالقول: إنه يتمتع بطراز فريد للغاية ويركز بشكل كبير على التراث في أعماله، وانعكس اهتمامه الشديد بالزمن من خلال رواياته، حيث يستعرض الشخصية المصرية عبر العصور، من الشخصيات الفرعونية إلى العصور الحديثة.

وأضاف عبد الموجود: كان الغيطاني رحالة، اتسمت شخصيته بالانفتاح على مختلف الثقافات، ثم عاد من رحلاته وقام بترجمة تجاربه هذه في أعماله الروائية، كما أشار إلى دوره كصحفي محترف ومراسل حربي، حيث نقل بشكل دقيق جهود الجيش في حرب الاستنزاف، وشكّل مثال لأجيال من الصحفيين الذين استفادوا من تجاربه.

وشدد "عبد الموجود" على اهتمام جمال الغيطاني الكبير بالتراث، مُظهرًا شدة حماسته في المعارك، وفي سياق متصل، أوضح عبد الموجود أن جمال الغيطاني كان ملتزمًا بشكل شديد بالمعارك الثقافية، وعلى سبيل المثال، رد على انتقاد فاروق حسني الذي قال إنه لا يعرف شيئًا عن الطرشي، حيث قام جمال الغيطاني بكتابة مقال شامل في العدد التالي من المجلة حول فنون الطرشي في العصور المملوكية.

من جانبه، أكد الشاعر والناقد شعبان يوسف أن جمال الغيطاني يمثل شخصية فريدة لا يمكن تكرارها، سواء في كتاباته ذات البعد الإنساني أو في مجالات أخرى. وأعرب يوسف عن أمنيته في أن تقوم هيئة الكتاب بنشر كتابات جمال الغيطاني عن نفسه وإعادة طباعتها.

وأضاف يوسف: وُلد جمال الغيطاني في يوم وضعت فيه الحرب العالمية الثانية أوزارها، وتحدث كثيرًا عن حرب فلسطين عام 1948، كان يشير إلى مصادر ثقافته، حيث كان يقصد مكتبات الحسين للبحث والقراءة في الكتب القديمة، وكان يهتم بمختارات الجيب لعمر عبد العزيز أمين، وكان يتعمق في قراءة مصادر ثقافية متنوعة باللغة الإنجليزية والفرنسية منذ صغره.

وفي سياق آخر، قال يوسف: بدأ الغيطاني كتابة أعماله في سن مبكرة، حيث كتب مجموعة "المساكين" عندما كان عمره 15 عامًا في عام 1960. وفي العام التالي، كتب مجموعة أخرى وقدمها لدار نشر. كان يشير إلى تحدياته النحوية في بدايته، ولكنه تحسن بمساعدة محررين. وأشار إلى تطور الغيطاني الأدبي، حيث كتب أول مقال له في مجلة الأدب لأمين الخولي، وبدأ يكتب لمجلات أهرى وغيرها، وهو لم يتجاوز عمره 20 عامًا في ذلك الوقت.

وأضاف شعبان يوسف: في عام 1965، نشرت قصة "حواشي المدينة" لجمال الغيطاني، وهي تحكي قصة شخص خرج من السجن يبحث عن أمه، و"علي الراعي" قال إن الغيطاني تأثر في تلك القصة برواية الطريق لنجيب محفوظ، وقام "الغيطاني" بنشر رد على علي الراعي، أحد أساطين النقد في تلك الفترة، وكان رد الغيطاني يظهر ثقافته الواسعة، حيث أكد أن نجيب ليس الوحيد الذي كتب عن شخص يبحث عن مجهول، وكان ذلك في نفس العام.

وتابع: رغم أن جمال الغيطاني تم سجنه في عام 1965 مع مجموعة أخرى من المبدعين، بما في ذلك صلاح عيسى وعلي شلش، إلا أنهم لم يشعروا بأي مرارة بسبب سجنهم عندما وقعت النكسة في عام 1967، وقفوا بجوار الوطن، وأعربوا عن تضامنهم مع الوطن في وجه التحديات، وبدأوا في الكتابة حول هذا الموضوع. وفي هذا السياق، بدأ الغيطاني في الكتابة واللجوء إلى التاريخ في كتابته، خاصة في كتاباته حول ابن إياس.

واستطرد شعبان يوسف: عندما أراد الغيطاني الكتابة، ركز على تسليط الضوء على فن التلصص، واستوحى روايته "الزيني بركات" من رواية الزيني بركات، وبدأ في صياغة شخصيات الرواية من خلال كتابة ملاحظات لكل شخصية دون تحديد للزمن، ورغم أن الأحداث تقع في عهد السلطان قايتباي والغزري، إلا أن الزمن لم يكن محددًا بشكل دقيق. وعندما تحدث عن الزيني بركات، لم يظهر في الرواية سوى مرة واحدة، ولكن الرواية بأكملها تدور حوله.

وحكى "يوسف شعبان" موقفاً وقع بيت جمال الغيطاني ويوسف ادريس، وذلك عندما قدم أحد الأصدقاء إحدى روايات الغيطاني إلى يوسف إدريس، ولكن يوسف إدريس طوح بها وقال إن هذا الجيل لا يجيد الكتابة.

وحينما تحدث الإعلامي الدكتور محمد الباز عن علاقته مع الكاتب الكبير جمال الغيطاني، أوضح أنهما لم يشتركا في تجربة صحفية مشتركة، ولكن كانت تجمعهما صداقة عميقة، وأشار الباز إلى أن الغيطاني كان له أيادٍ بيضاء وقدم فضل كبير على المحررين الثقافيين والكتاب، الذين كانوا من المفترض أن يكونوا أول الحضور للندوة.

وأكمل الباز حديثه قائلاً: "التقيت بالغيطاني عدة مرات، وكان رجلاً يعطي دون أن يتوقع مقابلًا، ويفتح الطريق أمام الشباب دون انتظار رد من أحد." وأوضح الباز أنهم كانوا يفتقدون حضور الغيطاني في العديد من الملفات، خاصة فيما يتعلق بأحداث 30 يونيو، حيث كان يأمل في أن يكون الغيطاني حاضرًا ليسجل شهادته حول هذا الملف الهام.

وأضاف الباز: "نحن بحاجة إلى شهادته في قضايا الإرهاب والعنف، وكذلك في حرب أكتوبر كشاهد على هذا الحدث الكبير، وكانت علاقته بالجيش قوية للغاية." وأكد الباز أن جمال الغيطاني كان واحدًا من أشرف المحررين الثقافيين في الصحافة، ويستحق إجراء دراسات حول تأثيره كصحفي وتوثيق تجربته الرائدة، مختتمًا بالقول: "بعد انسحاب جمال الغيطاني من أخبار الأدب، فقدت الجريدة روحها."

الجدير بالذكر أن معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55  يقام تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي تحت شعار "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة"، خلال الفترة من 25 يناير حتى 6 فبراير المقبل، وتحل عليها مملكة النرويج كضيف شرف، ووقع اختيار اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على عالم المصريات، الدكتور سليم حسن، ليكون شخصية المعرض، ورائد أدب الطفل، يعقوب الشاروني، ليكون شخصية معرض الطفل.

ويشارك بالمعرض 1047 ناشرًا مصريًا وعربيًّا وأجنبيًّا من 70 دولة، بزيادة 153 ناشرًا عن الدورة الماضية، الأمر الذي يُثري ويُؤكد فكرة شعار المعرض "نصنع المعرفة.. نصون الكلمة".

 هذا بالإضافة إلى مشاركة مملكة النرويج كضيف شرف للدورة الـ55 للمعرض، ببرنامج ثقافي كبير، يضم مجموعة من الكتاب والمبدعين في النرويج، لتعريف العالم العربي، بالثقافة النرويجية، إلى جانب أدب الطفل في النرويج، ومن بين الأدباء النرويجيين المشاركين في المعرض: الكاتب "تيرجي تيفيدت" مؤلف كتاب عن النيل، والكاتب "جوستاين غاردر"، والكاتبة "لين ستارلسبيرج".

ويحتفي البرنامج بأديب نوبل النرويجي "يون فوسه"؛ حيث يخصص يومًا كاملًا له في المعرض، لتناول أعماله، ومؤلفاته وأشعاره المختلفة، كما يحتفي بأهم كتاب المسرح في النرويج: هنريك إبسن، المعروف بـ "أبو المسرح النرويجي"

واستحدث معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الخامسة والخمسين بعض التقنيات والمؤتمرات الجديدة، حيث يضم 6 مؤتمرات منها: مؤتمر تقنيات الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع جامعة مصر المعلوماتية، ومؤتمر الترجمة عن العربية جسر للحضارة بمشاركة وزارات الثقافة والأوقاف، ومؤتمر الملكية الفكرية حماية الإبداع في الجمهورية الجديدة، ومؤتمر طه حسين، ومؤتمر نازك الملائكة.

كما يضم المعرض هذا العام العديد من المشروعات الثقافية الجديدة التي أطلقتها الهيئة، وهي: «ديوان الشعر المصري»، «استعادة طه حسين»،  و«حكايات النصر»، و«عقول» الموجهة إلى مخاطبة فئة الشباب الشريحة المصرية الواعدة، لإبراز أصحاب التجارب الرصينة في الفكر والأدب والعلوم الإنسانية.

ويشهد المعرض هذا العام أيضًا في إطار رؤية مصر 2030 التي تركّز على التحوّل نحو اقتصاد رقمي، ولدمج أكبر عدد من المواطنين في النظام المالي، تعاقدت الهيئة مع شركة "إيزي كاش" للدفع الإلكتروني، لتحصيل المستحقات المالية الخاصة بدور النشر والناشرين المصريين والأجانب بماكينات الدفع الإلكتروني، وتطبيق التجار باستخدام رمز الاستجابة السريع"QR Code"، وإصدار وتفعيل وشحن محفظة "إيزي كاش" الإلكترونية للأفراد، وكارت "إيزي كاش" مسبق الدفع للزائرين والمشاركين.

ويذكر أن المعرض يحتوي على  7 قاعات، وصالة كاملة لكتب وأنشطة الطفل، وأماكن للفنون الحرة.

Dr.Randa
Dr.Radwa