الخميس 2 مايو 2024

معارض الكتب.. أمل أخير لإنقاذ صناعة تنهار


إسلام عبد المعطى

مقالات5-2-2024 | 14:22

إسلام عبد المعطى

يعد معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال 55 هو المعرض الأول في جولة المعارض العربية لعام 2024 فكيف ينظر له الناشرون؟

مع تفاقم أزمات صناعة النشر في العالم العربي، والتي تراوحت بين ارتفاع أسعار الخامات والتضييقات الرقابية وندرة منافذ التوزيع التي لا تتناسب مطلقا مع عدد السكان ولا مع حجم المنتج من الكتب، أصبحت المعارض هي الملاذ الأخير للعديد من الناشرين حيث تمثل الفرصة الحقيقية للالتقاء بجمهور الكتاب وجها لوجه. فهل تمثل هذه المعارض فرصة مواتية لإنعاش هذه الصناعة؟

الحقيقة رغم الأجواء الاحتفالية التي تصاحب هذه الفعاليات إلا أن الأمر لا يخلو من العديد من المنغصات والعقبات.

أولى هذه المنغصات عدم التنسيق أحيانا بين إدارات المعارض العربية في مواعيد بداية ونهاية هذه المعارض مما ينتج تداخلا بينها يمثل عبئا على الناشرين. وفي ظل انفراد إدارات المعارض بالقرار وعدم التنسيق مع اتحاد الناشرين العرب بما يحقق مصلحة الجميع يضطر بعض الناشرين إلى الاعتذار عن بعض هذه المعارض.

ثاني هذه المنغصات هو التعامل مع معارض الكتاب بنفس آليات ومنطق التعامل مع معارض السلع الأخرى (سيارات - عقارات - ملابس - مستحضرات تجميل..الخ) فنجد المبالغة في تقدير سعر إيجارات الأجنحة مما ينعكس بالتالي على أسعار الكتب. (بعض المعارض يصل إيجار المتر المسطح فيها لأكثر من عشرة آلاف جنيه) متناسين أن معارض الكتاب هي حق وخدمة ثقافية تقدمها الدول لمواطينها لرفع مستوى الوعي والمعرفة مما يعود على زيادة فاعلية هذا المواطن لخدمة مجتمعه في مجالات العمل المختلفة. (بهذه المناسبة ارتفع إيجار معرض القاهرة هذا العام عن الأعوام السابقة).

ثالث هذه المنغصات انعكاس الأزمات الاقتصادية وتدني مستوى المعيشة الذي تكابده معظم الشعوب العربية مما ينعكس على قدراتها الشرائية وإعادة ترتيب الأولويات ليصبح الكتاب هو أول المتضررين من هذا الوضع.

رابع هذه المنغصات هو تقاعس معظم الدول عن تفعيل القوانين التي تحمي هذه الصناعة من عمليات التزوير والقرصنة الإلكترونية التي تضر بهذه الصناعة وعلى العكس من ذلك تنشط الحكومات في تنفيذ القوانين التي تكبل هذه الصناعة (ضرائب وجمارك وتضييقات رقابية)

رغم ذلك تظل هذه المعارض هي الفرصة الحقيقية -التي يعول عليها الناشرون- لإنعاش هذه الصناعة ويأملون أن تؤتي ثمارها.

نأمل أن يكون معرض القاهرة هو فاتحة خير لهذه الجولة من المعارض وأن يتم التنسيق بين إدارات المعارض والناشرين من خلال ممثلهم الشرعي لتفادي هذه العقبات كما نناشد وزارات الثقافة التدخل لتصحيح المسار بما يعود بالنفع على مجتمعاتنا العربية.

Dr.Randa
Dr.Radwa