اسمه بالكامل ايلى مهذب ساسون، من مواليد محافظة الغربية مسقط رأس والدته عام 1916 ولكنه نشأ وتربع في شارع سوق الفراخ بحارة اليهود بعد أن افتتح والده محلا صغيرا بشارع عبدالعزيز أمام عمر أفندي لصناعة النظارات.
وفى هذا التفرير، نستعرض معلومات عن الفنان إلياس مؤدب والمرصودة من مجلة " الكواكب" بدار الهلال، والذى عرف من خلال المونولوجات ودخل عالم التمثيل ليحقق حلمه الوحيد وهو أن يفتح مصنع.
ففى شهر ديسمبر لعام 1944 تقدم "ايلى مهدب ساسون" إلى بعض أصحاب المسارح الاستعراضية فى مصر، ويعرض عليهم أن يعمل فى فرقتهم ليقدم لونا جديداً من المنولوجات "الفرانكو آراب"، ولكنهم جميعاً رفضوا التعاقد معه.. وتفضل عليه أحدهم ببطاقة توصية للمدير الفنى لملهى الاوبرج بالهرم وذهب معه " ايلى مهدب ساسون" إلى المدير الفني الذى أسرع بالتعاقد معه بعد أن سمع منولوجاته وأعجب بطريقة إلقائه، وفى مساء اليوم التالى وقف المدير الفنى أمام الميكرفون ليعلن لرواد الملهى عن المفاجأة الجديدة.
حيث وقف ايلى مهدب ليلقى منولوجاته لأول مرة... واستعاده الجمهور أربع مرات... وظل الجمهور يصفق له تصفيقا حارا... ولما انتهت "نمرته" دخل إلى كواليس المسرح ليلقى بنفسه على أول كرسى، ويصرخ مستغيثا من شدة الآلام التي أصابت قدميه، ونقل إلى منزله حيث استدعى والده طبيباً قرر أنه مصاب بالروماتيزم... وقضى ايلى أكثر من أسبوعين يعالج هذا المرض.
وعاد ايلى إلى عمله بملهى الاوبرج ، وأحسن أصحاب الملهى بنجاحه فضاعفوا مرتبه وتعاقدوا معه لمدة ستة شهور.... ويعد هو أول فنان مصرى واجنبى يتعاقد معه الاوبرج هذه الفترة الطويلة.... ومنذ ذلك اليوم لمع إسم "ايلى مهدب ساسون" الذى سمى بعد ذلك بإسم سهل وهو "إلياس مؤدب".
مصنع النظارات
ومضى الفنان إلياس مؤدب يشق طريقه... وكان يشعر أنه سيصل إلى قمة المجد، وأنه سيجمع ثروة ضخمة من وراء عمله الفنى ويحقق آماله وهى بناء أكبر مصنع للنظارات فى الشرق، لقد كان إلياس مؤدب يعمل مع والده فى محل صغير لعمل النظارات الطبية، وكان إلياس بتمنى أن يحل محل والده ولكن فى مصنع ضخم كبير.
وكافح ليصل إلى أقصى درجات النجاح، وكافح أيضاً ليقضى على آلام الروماتيزم وانتقل إلياس من نجاح لنجاح... وبدأ يتعرف بمشاهير الفنانين... فعرف بشارة واكيم الذى أحبه وعامله معاملة التلميذ ومده ببعض النصائح الفنية... كما عرف الفنان إسماعيل يس الذى أحبه وقدره كفنان واهداه ببعض المنولوجات وبعض النكات الفكاهية التى كان يترجمها إلياس إلى اللغة الفرنسية أو يلقيها باللغتين العربية والفرنسية ، وعرف المرحومة ببا عز الدين التى قدمته للجمهور المصري أحسن تقديم.
ولما مرض الفنان بشارة واكيم عرض أحد المخرجين على إلياس أن يقوم بدوره فى أحد الأفلام فرفض، وسر بشارة عندما سمع بالنبأ وأرسل إليه رسالة رقيقة.. ولما توفى الفنان بشارة واكيم بكى إلياس بكاءً مراً.
ولم يكن يعكر صفو إلياس مؤدب إلا آلام الروماتيزم التى هاجمته منذ بداية شهرته، ثم فاجأه صداع مزمن ظل يلازمه طيلة السنوات ال الأخيرة من عمره، حيث فشل الأطباء في تحديد سبب هذا الصداع، إلى أن نصحه طبيبه المعالج بعرض حالته على طبيب متخصص فى المخ والأعصاب الذى أشار إليه بإجراء جراحة فى رأسه لإزالة أحد الأورام كى يتخلص من آلام الصداع المزمن
وبالفعل دخل الفنان إلياس مؤدب مستشفى القصر العيني مغامرا بحياته من أجل التخلص من الآلام التى كانت تقلقه لكن الجراحة باءت بالفشل ورحل واحدا من أهم نجوم الكوميديا في القرن العشرين فى مايو عام 1952 قبل أن يكمل عامه السادس والثلاثين.