يحتفل المسلمون الليلة بذكرى معجزة الإسراء والمعراج، وهي الليلة التي أسرى الله سبحانه وتعالى بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، ويحتفل بليلة الإسراء والمعراج في ليلة السابع والعشرين من رجب من كل عام، فيما يحرص الكثيرون على صيام اليوم التالي لها.
ليلة الإسراء والمعراج
وليلة الإسراء والمعراج هي الليلة التي فرض الله سبحانه وتعالى على النبي وأمَّته صلَّى الله عليه وآله وسلم خمسَ صلوات في اليوم والليلة وخمسين في الأجر.
وستبدأ تلك الليلة المباركة من مغرب اليوم الأربعاء 26 رجب 1445هـ الموافق 7-2-2024 إلى فجر غدا الخميس 27 رجب 1445هـ الموافق 8-2-2024، وهي ليلة يحرص الكثيرون على قيامها بشتى أنواع الذكر مثل قراءة القرآن والأذكار والدعاء والتضرع إلى الله والصلاة وقيام الليل.
كما يحرص الكثيرون على صيام يوم السابع والعشرين من رجب والذي يبدأ من فجر غد الخميس 27 رجب 1445هـ الموافق 8-2-2024 حتى مغرب نفس اليوم.
ونَصَّ القرآن العظيم على وقوع الإسراء يقظة نصًّا صريحًا، ونصَّ كذلك على المعراج بالتأويل، حيث أوضحت الإفتاء أن إنكاره الإسراء والمعراج جحود وعناد وضلال.
صيام السابع والعشرين من رجب
وعن صيام يوم السابع والعشرين من رجب، أوضحت الإفتاء أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حث على الصيام في الأشهر الحرم، ورجب منها بالاتفاق؛ فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الحُرُمِ وَاتْرُكْ» رواه الإمام أبو داود في "سننه".
وصيامُ يوم السابع والعشرين من رجب فرحًا بما أنعم الله تعالى به على نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في هذا اليوم المبارك؛ باعتباره اليوم الذي كان صبيحة ليلة الإسراء والمعراج وفق المشهور لا مانع منه شرعًا.
وقالت إنه ورد الأمر الشرعي بالتذكير بأيَّام الله تعالى في قوله سبحانه: ﴿وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ﴾ [إبراهيم: 5]، ومِن أيَّام الله تعالى: الوقائع العظيمة التي مَنَّ الله فيها على عباده بتفريجِ كُربةٍ أو تأييدٍ بنصرٍ أو نحوهما، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه؛ شكرًا لله تعالى وفرحًا واحتفاءً واحتفالًا بنجاة أخيه سيدنا موسى عليه السلام؛ فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ؟» فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ، أَنْجَى اللهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ، وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ، فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا، فَنَحْنُ نَصُومُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ". أخرجه الشيخان.
وتابعت إذا كان الاحتفالُ بصيام اليوم الذي نجَّى الله فيه سيدنا نوحًا عليه السلام ونصر فيه سيدنا موسى عليه السلام مستحبًّا؛ فإنَّ صيام اليوم الذي تجلَّى اللهُ تعالى فيه على نبيه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالمناجاة والرؤية وإمامة الأنبياء والعروج به إلى سدرة المنتهى وما رأى من آيات ربه الكبرى أولى.
وقالت إن أمثل ما ورد في خصوص الحَثِّ على صيام يوم السابع والعشرين من رجب والترغيب فيه: ما أخرجه الحافظ أبو موسى المديني في "فضائل الليالي والأيام" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ صَامَ يَومَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ كَتَبَ اللهُ لَهُ صِيَامَ سِتِّينَ شَهْرًا».