رأت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يثير المخاطر بخلافه المتزايد مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في عام الانتخابات الأمريكية الذي وصفته بالعاصف، حيث نقل نتنياهو رسالته مباشرة إلى الناخبين الأمريكيين في مقابلتين تلفزيونيتين أمس /الأحد/ قائلاً "إن إسرائيل يجب أن تلاحق حماس في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة حتى يتم القضاء عليها كجماعة مسلحة".
وقالت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم /الاثنين/- إن تصميم نتنياهو على سحق القوة العسكرية لحركة حماس، يتعارض مع المخاوف المتزايدة في البيت الأبيض من أن إسرائيل تضغط من أجل القيام بحملة عسكرية من شأنها أن تثير أزمة إنسانية دون أن يلوح في الأفق حل واضح.
وذكرت الصحيفة أن بايدن يخوض معركة شرسة لإعادة انتخابه ضد المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب، ويواجه بايدن أيضا ضغوطا متزايدة من الجناح اليساري لحزبه ومجموعات مهمة من ناخبي الأقليات لتخفيف دعمه لإسرائيل وإنهاء الحرب المستمرة منذ أربعة أشهر ويستعد الفلسطينيون في غزة لهجوم بري إسرائيلي على رفح بعد أن أمر نتنياهو الجيش بإعداد خطة لإخلاء المدينة.
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يثير قلق الإدارة الأمريكية بشكل خاص هو احتمال فقدان الدعم بين الناخبين العرب الأمريكيين في ميتشيجان، وهي ولاية متأرجحة تجري فيها انتخابات تمهيدية هذا الشهر، كما أنها ولاية محورية بالنسبة لبايدن حيث يعلق آماله عليها في البقاء في البيت الأبيض.
وفي الوقت نفسه، يعمل نتنياهو على عكس تراجع الدعم الشعبي بين الجمهور الإسرائيلي الذي يلوم حكومته على الثغرات الأمنية الكبيرة في 7 أكتوبر عندما هاجمت حماس جنوب إسرائيل، واحتجزت المئات ولا يزال هناك 134 محتجزا في غزة، بحسب جيش الإسرائيلي إذ يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى التعافي من هذا الوضع من خلال الإعلان عن أن النصر على حماس بات في متناول اليد ويعتمد استمرار حكم نتنياهو على تجنب إجراء انتخابات مبكرة والحفاظ على أغلبيته البرلمانية الضيقة.
ونسبت الصحيفة إلى السفير الإسرائيلي السابق لدى الولايات المتحدة مايكل أورين، قوله إن الولايات المتحدة وإسرائيل "على خلاف تام"، حول المزيد من القضايا المتعلقة بالكيفية التي تدير بها إسرائيل الحرب.
ونسبت وول ستريت جورنال إلى مسئول كبير في الإدارة الأمريكية قوله إن بايدن ونتنياهو تحدثا في مباحثات هاتفية أمس، وركزت المحادثات في الغالب على صفقة محتملة لإطلاق سراح المحتجزين الذين تم احتجازهم خلال هجوم 7 أكتوبر مقابل وقف القتال، وأضاف أنه تم وضع إطار عمل للاتفاق، رغم أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة. ووصف بايدن الأسبوع الماضي الهجوم الإسرائيلي بأنه "مبالغ فيه" في حين قال نتنياهو في محاولة منه لحشد الدعم في الداخل والولايات المتحدة، في مقابلات بثتها إذاعة أيه بي سي نيوز وفوكس نيوز في وقت سابق، إن دعوات الإدارة لإسرائيل بعدم إرسال قواتها العسكرية إلى رفح ترقى إلى مستوى انتصار حماس.
من جانبها قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد إن العملية العسكرية الإسرائيلية المخطط لها في رفح "لا يمكن أن تستمر" في ظل الظروف الحالية. ويقول محللون إن نتنياهو يشير على الأرجح إلى أنه سيمدد الحرب في غزة جزئيا لإجبار حماس على الموافقة على صفقة لإطلاق سراح الرهائن، وسط فجوة كبيرة بين الجانبين.
وقال البيت الأبيض إن بايدن أكد أمس الأحد "ضرورة الاستفادة من التقدم المحرز في المفاوضات لضمان إطلاق سراح جميع الرهائن في أسرع وقت ممكن".
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات نتنياهو تأتي في مواجهة تحذيرات الأمم المتحدة من أن القتال في رفح سيؤدي إلى تفاقم "ما هو بالفعل كابوس إنساني"، مضيفة أنه بالفعل قتل نحو 28 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، في غزة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس، وفقا للسلطات الفلسطينية.
وفي الولايات المتحدة، يواجه بايدن ضغوطا متزايدة لتخفيف دعمه للحرب، حيث يساور القلق بعض مساعديه من أن دعمه لإسرائيل قد يضر بمكانته بين الناخبين الشباب بينما يسعى لولاية أخرى في منصبه فيما سعت جولة قام بها نائب مستشار الأمن القومي جون فاينر ومستشارون رئاسيون آخرون إلى ميتشيجان الأسبوع الماضي إلى احتواء الغضب المتزايد بشأن الوفيات في غزة.