عندما تهرول سيدة من قرية الدراكسة بمدينة صهرجت بالدقهلية وتصعد أتوبيس رئيس الوزراء أثناء زيارته للقرية قبل يومين وتقول له (احنا زارنا النبى النهاردة ربنا يحمى السيسى ويحميك) صحيح كما أنها سيدة وطنية تحب البلد بفطرة وانتماء وبلا تكلف أكثر من النخبة والمنظراتية، لكنها فى نفس الوقت تدل على أنها شغوفة مثل باقى أهل القرى المصرية لزيارة ميدانية لمسئول يتلمس مصالح وخدمات قريتها الغائبة التى ينتظرها الأهالى ويتم حلها فورا بزيارة رئيس الوزراء الميدانية إبراهيم محلب.
سيدة الدراكسة فى حديثها لمحلب
الدراكسة كان بها مسجد أهلى يعتلى منبره دعاة التطرف والارهاب وطلب الاهالى ضمه للاوقاف وتعيين داعية وسطى، فكلف وزير الاوقاف أن يصلى العشاء فى هذا المسجد ويعين داعية فورا، وطلب الاهالى سرعة معالجة بيارة الصرف الصحى التى رفعت منسوب المياه الارضية أسفل مبانيهم، فكلف رئيس الوزراء وزير الاسكان لحل المشكلة فورا، وفى نهاية زيارة القرية قال رئيس الوزراء للاهالى (أنتم طلبتونى وانا تحت أمركم) الامر الذى ترك ارتياحا.
مصر بها أكثر من ٤٥٠٠ قرية وكلها تئن من أوجاع الدراكسة.. ولكن لو أن الحكومة وزراء ومحافظين يعملون على طريقة محلب لاختفت هذه الاوجاع حتى وإن تأخر علاجها بسبب أعمال إنشائية أو توفير اعتمادات مالية، أما أن يتجاهل جهاز المحليات المترهل خدمات الناس وسماع شكواهم، فهذه مشكلة تؤدى أحيانا إلى تساقط شعبية الحكومة الحاكمة لدرجة أن المهندس محلب نفسه قال أثناء تفقده لكوبرى سندوب بالمنصورة فى نفس الزيارة، نحن وجهنا المسئولين فى قطاعات المحليات أن يكون هناك رؤية لتقديم الخدمة للمواطنين والبعد عن الاسلوب التقليدى الذى تتبعه هذه الاجهزة الذى جعل المواطنين غير راضين عن أداء الحكومة، وأعلن فى تلك الزيارة أن الفساد الادارى أخطر من الفساد المالى، لأنه يعتمد على ألاعيب الموظفين بالقانون والقرارات ويوصل طالب الخدمة إلى الإحباط أو اللجوء لطرق ملتوية وربما الرشوة أحيانا، الامر الذى يؤكد أن النظام الادارى فى المحليات مازال شوكة فى ظهر الحكومة ويعكس صورة سلبية عن أداء الحكومة.
أثناء زيارة محلب للدقهلية استوقفه مواطن من قرية ميت محسن اثناء تفقده لمحطة المياه بالقرية ودعا لرئيس الوزراء (ربنا ياخد من عمرنا ويديك يا محلب) ليعطى دلالة أخرى بأن الناس ترغب فى رؤية المسئول رؤى العين ومحاكاته وسؤاله والاستفسار عن خدماته واحتياجاته، وجاء رد محلب على المواطن ربنا يديلك طولة العمر احنا جئنا لخدمتك، ليترك حالة من الارتياح فى نفس ووجدان المواطن بقول وفعل لم يتعود عليه المواطن مع المسئولين.
المهندس محلب اثناء زيارته للدقهلية يترك رسالة جديدة فى التخلص من مشاهد استفزازية تعود عليها المصريون سنوات طويلة وهى المواكب المستفزة التى كانت تصطحب المسئول محافظا أو وزيرا فى الجولات الميدانية، ووقف فجأة عندما وجد ما يقرب من ١٠٠ سيارة تصحبه وطلب وقف هذه المهزلة بجملة قلما سمعناها من مسئول (حرام عليكو إهدار المال العام ده) الأمر الذى اضطر المحافظ ومدير الأمن للهبوط على الأرض وأمرا بانصراف سيارات هذا الموكب.
رئيس الوزراء يستجيب اثناء الزيارة لنداءات قرية شحت المياه فى الترعة التى تروى محصول الأرز بها، وكلف وزير الرى بحلها فورا لدرجة أنه أقال مسئولا كبيرا فى وزارته بسبب هذه الواقعة.
التحرك الميدانى لرئيس الوزراء فيه حسنات كثيرة أولها أنه يجعل التعامل بينه وبين المواطن بدون وسيط حتى لا تكون هناك مساحة لتجميل الصورة من المسئول حول المواطن عن واقع مرير يعيشه، بالإضافة إلى شعور المواطن بالجدية فى إنهاء خدماته ومصالحه، علاوة على شعور المواطن أن المسئول معه فى الشارع والمصنع والحقل والميدان للعمل على تحريك واستكمال المشروعات التى توقفت سنوات كثيرة بسبب قلة التمويل والاعتمادات.
هذه الزيارة الميدانية لرئيس الوزراء لمست مشاكل عديدة كان يتجاهلها محافظ الإقليم ووكلاء وزارته مثل التعديات على نهر النيل وحاجة مدينة المنصورة لمستشفى حميات وحرص على الاجتماع بأطباء مستشفى السنبلاوين وسماع احتياجات قطاع الصحة بالمحافظة لتلبية احتياجات الناس هناك، ولم يفوته مناقشة مشكلة القمامة وإقامة مصانع تدوير للقمامة خارج الكتلة السكنية لعل وعسى أن يتعلم الوزراء والمحافظون العمل الميدانى.
كتب : مجدى سبلة