الإثنين 6 مايو 2024

السفير محمد عبد الحكم: زيارة أردوغان نقطة تحول جوهرية في تاريخ العلاقات

السفير محمد عبد الحكم

تحقيقات14-2-2024 | 16:22

أماني محمد

قال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم للقاهرة، تأتي في إطار استعادة قوة العلاقات المصرية التركية وسياسة أنقرة بعد إعادة انتخاب أردوغان في مايو 2023 لتصفية المشكلات في العلاقات الدولية، والجهود والاتصالات والمفاوضات المستمرة خلال السنوات الثلاثة الماضية.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن الزيارة سبقها عدد من اللقاءات والمباحثات من بينها اللقاء بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره التركي على هامش كأس العالم في الدوحة في نوفمبر 2022، واللقاء الثاني بينهما على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في سبتمبر 2023، ولقاءهم في الرياض على هامش القمة الإسلامية الاستثنائية نوفمبر الماضي.

وأشار عبد الحكم إلى أن الرئيس السيسي تواصل مع نظيره التركي أردوغان، في أعقاب الزلزال المدمر في تركيا فبراير 2023، وتوجيه الرئيس السيسي بإرسال أربعة طائرات من المساعدات الإنسانية للمتضررين، وتهنئة الرئيس السيسي لنظيره التركي بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية في 29 مايو 2023.

زيارة أردوغان لمصر

وأكد أن زيارة الرئيس التركي اليوم لمصر هي نقطة تحول جوهرية في تاريخ العلاقات المصرية التركية، وتأتي في وقت بالغ الخطورة، في ظل التحديات الجيوسياسية التي تمر بها المنطقة، وذلك فيما يخص الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة، واستمرار الأزمة الليبية والصراع في السودان، واستمرار التواجد التركي في سوريا والعراق، والمشكلات الخاصة بأمن الطاقة في منطقة شرق المتوسط والتعاون في مجال مكافحة الإرهاب والأمن.

وأشار إلى أن الزيارة سيكون لها انعكاسات إيجابية على العديد من القضايا الإقليمية وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، فمن المتوقع أن تشهد الفترة القليلة القادمة انفراجة في الأزمة الليبية والمشكلات الإقليمية التي تمر بها المنطقة وخاصة الأوضاع في سوريا وأمن المتوسط، والعلاقات بين تركيا واليونان وقبرص.

وأضاف أن مصر وتركيا هما أكبر قوتين موجودين في منطقة الشرق الأوسط، ويمكن من خلال الجهود المشتركة التي تقوم بها كل منهما أن تؤثرا على المجتمع الدولي من أجل الإعلان الفوري لوقف إطلاق النار في غزة وحث المجتمع الدولي للتوصل إلى تسوية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي خاصة بعد قيام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من أعضاء المجتمع الدولي بتأييد حل الدولتين وقيام الدولة الفلسطينية.

وأوضح أن تركيا لها علاقات متميزة مع إسرائيل، كما أن مصر لها قنوات مع إسرائيل، وتقوم بجهود كبيرة من أجل وقف اطلاق النار، ومن خلال الجهود مشتركة للدولتين يمكن التوصل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ووقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزة.

العلاقات الثنائية بين البلدين

ولفت إلى أن ملف العلاقات السياسية بين البلدين أيضا مطروحا خلال المباحثات بين الرئيس السيسي ونظيره التركي، بجانب الملف الاقتصادي والتجاري، والذي لم يتأثر بحالة الجمود في العلاقات الدبلوماسية التي سادت بين الدولتين خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن حجم التبادل التجاري وصل في نهاية عام 2023 إلى نحو 10 مليار دولار، حيث تتبوأ السوق التركية المرتبة السادسة في استقبال الصادرات المصرية.

وأضاف أن التبادل التجاري يمكن أن يتم التباحث بشأنه اليوم والتوصل لاتفاق على تفعيل وتنشيط اتفاقية التجارة الحرة بين مصر وتركيا التي تم بحثها والاتفاق عليها في 2005، ودخلت حيز التنفيذ في مارس 2007، وكذلك أن يتم الاتفاق على أن يتم جزء من التبادل التجاري بين الدولتين بنحو 35% بالعملات المحلية بالجنيه المصري وبالليرة التركية.

ولفت إلى أنه قد يتم أيضا الاتفاق على موافقة تركيا على إنشاء منطقة تركية صناعية في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس على أن يتم توجيه منتجات هذه المنطقة لتلبية احتياجات السوق المحلية المصرية من جانب وتلبية احتياجات منطقة الخليج والقارة الأفريقية من ناحية أخرى، بالإضافة إلى ملف التبادل التجاري واتفاقية منطقة التجارة الحرة، وتنشيط تنشيط الخط الملاحي بين مصر وتركيا.

وأضاف أنه سيتم أيضا الاتفاق على إنشاء فروع للبنوك المصرية في تركيا، وإنشاء فروع للبنوك التركية في القاهرة وهو ما يصب في صالح التبادل التجاري بين البلدين، مشيرا إلى أن الاستثمارات التركية في مصر وصلت إلى 2.5 مليار خلال من خلال حوالي 250 شركة تركية في مصر، كما أن هناك مفاوضات واتصالات بين البلدين في نهاية العام الماضي من أجل تنفيذ وتحقيق عدد من المشروعات المشتركة في مجال البنية التحتية والإنشاءات والأدوية والأجهزة الكهربائية في القارة الأفريقية.

وشدد على أن هناك إرادة سياسية قوية مشتركة، من قبل الرئيس السيسي والرئيس التركي طيب أردوغان من أجل تطوير ودعم العلاق المصرية التركية في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، بالإضافة إلى ملف التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومكافحة الهجرة غير الشرعية.

ولفت إلى أنه هناك دعم لعلاقات التعاون العسكري بين مصر وتركيا من خلال تصريحات وزير خارجية تركيا الأسبوع الماضي أن تركيا وافقت على تزويد مصر بالطائرات المسيرة التي تصنعها تركيا وتنتجها، وتصدير هذه الطائرات إلى أكثر من 30 دولة في العالم، بجانب التعاون العسكري سواء في مجال التصنيع أو الطائرات المسيرة الذي سيشهد طفرة خلال الفترة القادمة.

وأشار إلى تصريح أردوغان خلال الفترة الماضية إلى تطلع تركيا تفعيل وتنشيط مجلس التعاون الاستراتيجي بين الجانبين، للتنسيق والتشاور بالنسبة لكافة القضايا الإقليمية والدولية والتنسيق والتشاور في كافة المحافل والمنظمات والمنتديات الدولية.

وتابع أن زيارة اليوم تاريخية ونجحت في طي صفحة الخلافات الماضية وستنعكس نتائجها إيجابيا على كافة العلاقات والقطاعات الخاصة بالعلاقات الثنائية سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

Dr.Randa
Egypt Air