صدر مؤخرًا عن مؤسسة أروقة للنشر بالقاهرة، المجموعة الشعرية السابعة للكاتب والشاعر اليمني هاني الصلوي، بعنوان "رقبة مسالمة تخرج من تحت أظافري"، تضم 26 قصيدة ونص شعري، في تراوح بائن بين الطول والقصر، وبين قصائد قصيرة جدًا وأخرى طويلة، وأخرى تحوي عددًا من النصوص والقصائد فيما يشبه ما يمكن وصفه بالباب أو الفصل الشعري.
يهدي الصلوي "رقبته المسالمة" تحت بند نعته بمسار إلى أربعة شهداء من أبناء قريته: "شائف الهراج" ورفاقه "صدام، وخالد عبدالملك، وعبده علي قاسم"، الذين سقطوا في مواجهات جبل شوكة فسقطوا شهداء على يد مليشيات الحوثي.
وتتميز المجموعة بسمات عدة بعضها تطوير لما شرعه الشاعر من خط شعري مختلف خاص به في أعماله الشعرية السابقة وبعضها جديد كل الجدة، فهو كما اعتاد في سالفه الشعري المطبوع والمنشور عمومًا من الإغراق في الاهتمام بالشكل المحسوس بما هو المضمون والشكل معـًا لافرق بينهما ليأتي العمل الشعري عنده لحمة واحدة حية ومتوترة، وكأنه اختار موضوع المجموعة منذ النص الأول، ومارس شعريته نصًا إثر آخر حتى أكمل العمل، متخطيًا السياقات الشكلية المألوفة في رص وتجميع النصوص لخلق عمل متكامل، متجاوزًا الأعراف الكلاسيكية للعمل الطباعي، فنجده على سبيل المثال لا يسمي فهرس الكتاب المتعارف عليه بالفهرس بل يسميه الفقرات، فبما أن العمل الشعري رقبة مسالمة فلا بدّ أن تكون محتوياتها فقرات.
من أجواء الرقبة :
قولي لهم: عاش يحب "أيوب طارش عبسي" و"جبريل"، و"الثلاثي الكوكباني" إلى أن انفجرت امرأةٌ في قلبه ِعجز الحكماءُ عن شفطِها منه بعد تطايرالشظايا من باطن قدمه..إلى أن قلد الإرهابيون المقتلةَ فراحوا يصافحوننا بالسكاكين والرصاص الحي ِّ لأجـل فنارات ممسوسة ٍ، ومشارب تليدةٍ.