17-2-2024 | 14:13
حلّت علينا ذكرى ميلاد المطربة الكبيرة الراحلة سعاد محمد ال 98 خلال شهر فبراير الجارى، والتى ولدت فى العام 1926 ، و غيبها الموت فى الرابع من يوليو 2011 عن عمر يناهز 85 عاما بعد مشوار طويل من العطاء الغنائى لرصيد يزيد على 3 آلاف أغنية وموشح وموال قدمتها فى مشوارها الطويل فى الإذاعات المصرية واللبنانية والسورية التى انطلقت منها .
وفى حياة سعاد محمد خطوات هامة ومتميزة كانت تمثل نقاط القوة فى مشوارها مع الأغنية العربية ، فهى التى قدمت أغنيات مازالت تمثل بصمة حقيقية على الساحة العربية، وأيضا لكل أسماع الطرب الشرقى الأصيل ،ومن بين هذه الأغنيات المهمة " أوعدك " و" حشتنى " و " من غير حب " و " طلع البدر علينا " و" مين السبب فى الحب " و" آمنت بالله".
وتعاملت سعاد محمد مع السينما فى بطولة فيلمين فقط هما: " فتاة من فلسطين " و " أنا وحدى " ، بينما كانت مطربة فيلمى " بمبة كشر " مع نادية الجندى و " الشيماء " مع سميرة أحمد ، وغنت أغانى الفيلمين بطريقة الدوبلاج لبطلتى الفيلمين ، فكانت تقترب من السينما فى حذر شديد ، إذ ركزت كل نشاطها الفنى على الأغنية والتى بدأت انطلاقتها الحقيقية من مدينة الغناء آنذاك " حلب " السورية، ووقتها ذاع صيتها فى الخمسينيات وبداية الستينيات فعُهد إلى الملحن محمد محسن والذى تبنى صوتها وجاء بها للقاهرة لتنطلق بقوة من الإذاعة المصرية ، وتتعاون مع كبار صناع الطرب فى الوطن العربى ، وعلى رأسهم: موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وأيضا رياض السنباطى .
وكانت سعاد محمد المصرى قد ولدت فى بلدة " تلة الخياط" فى بيروت فى الثانى من فبراير عام 1926، وهى من أب صعيدى مصرى ينتمى لمحافظة أسيوط بقلب صعيد مصر كان قد هاجر فى بداية القرن الماضى واستقر فى لبنان وتزوج من لبنانية .
وعُرف عن سعاد محمد بأنها أنجبت من زيجتيها الأولى والثانية عشرة من الأبناء ذكورا وإناثا ، بينما لم تنجب من الزيجة الثالثة ، وقد كان لمكتشفها الأول الكاتب الصحفى محمد على فتوح دور كبير فى نجاحها وانتشارها، إذ أنه ساعدها كثيرا فى بداية مشوارها الغنائى بالقاهرة ولم يقف عقبة فى طريقها، ولكن تأثرت رحلتها بكثرة الغياب عن الساحة الفنية بسبب عمليات الحمل والإنجاب لنصف دستة من الأبناء خلال 15 عاما فقط ، حيث لم يمض على انفصالها إلا سنوات قليلة إذ تزوجت بزوجها الثانى ، وكان من المهندس المصرى محمد بيبرس ،وأنجبت منه أربعة أبناء، وتم الانفصال لتتزوج للمرة الثالثة من رجل أعمال لبنانى لم تنجب منه وانفصلت عنه قبل وفاتها بعدة سنوات.
وأجرت الفنانة الراحلة سعاد محمد عمليتين جراحيتين وعانت فيهما من خطورة شديدة ، وكانت إحداهما فى الرأس والثانية بالقلب، وبعد تماثلها للشفاء بفترة قليلة فارقت الحياة فى الرابع من يوليو 2011 عن عمر ناهز آنذاك 85 عاما .
ومن أشهر أغانى سعاد محمد خلال مشوارها الفنى " أوعدك " و" وحشتنى " وهما أكثر الأغانى التى رددها المطربون الشباب طوال الوقت ، بل قام البعض بتسجيلها فى ألبومات غنائية مثل خالد عجاج وشاهيناز اللذين سجلا أغنية " وحشتنى "، وسجل منير إحدى أغنياتها أيضا ، ومن أغنياتها الرائعة ايضا :" من غير حب ، و فتح الهوى الشباك ، و مظلومة ، ويا حبيبتى يا غالية ، وبقى أنت كده ، و المرتاحين ، ومن ينجد الملهوف، الله ع الحب ، غريبة الزمن قاسى ، الورد فتح والياسمين ، و جار الهوى ، أنغام الماضى ، عمر الطيب حبيبى ، يا مسّهر عيونى ، لا أحلى ولا أجمل ، عدى يا حبيبى ، أحب الحياة ، راح الحب راح ، أدى الحياة فرصة ، إيه يا دنيا ، مركب رايحة ، شادد حيلك ، آمنت بالله ، النبى تبسم ، إذا الشعب يوما أراد الحياة ، فلسطين ، وا جريحاه ، طريق النصر ، جماهير الشعب الحر ،هاتف من شاطئ النور ، فرحة رمضان ، و لبيك رب السماء ، وزغروته لست البنات ، أشرقى شمس الهدى ، والأذان مع المجموعة ، و أتحداك يوم تنسانى ، وهاتوا الورق والقلم ، وشوف بحبك قد أيه ، ومين السبب فى الحب القلب ولا العين ، ودمعة على خد الزمن ، وخاصم وأغضب ، و موش حنساك ، و نهاية الحكاية ، وأنا هويت ، وشيء غريب، و مين فكرك".. فضلا عن تقديم عشرات من الموشحات الشهيرة .
كما قدمت الأغنية الدينية خاصة أغانى فيلم "الشيماء أخت الرسول "، وهى "كم ناشد المختار ربه ، و يارب ، و يارسول الله ، و يامحمد ، و رويدكم رويدكم ، إنك لا تهددى الأحبة " .. كما غنت سعاد محمد "الأطلال و هو صحيح الهوى غلاب ، وغنى لى شوى شوى "، وهى من الأغنيات الشهيرة التى قدمتها أم كلثوم ، كما غنت أغنية " بأه عايز تنسانى "، التى غناها ولحنها الموسيقار الراحل فريد الأطرش.
ولاشك فى أن سعاد محمد التى لم تأخذ حظها جيدا من التكريمات أو من الشهرة والنجومية الحقيقية التى تستحقها، إما بسبب وجود أصوات كانت لها الحظ والنجاح والنجومية الطاغية فى عصرها مثل أم كلثوم أو أن ظروفها العائلية كانت تبعدها الكثير من الوقت ومن الساحة الغنائية وقت ذروة نضجها ما أثر سلبا على رحلتها التى كانت ومازالت تستحق الكثير من التكريم الذى لم تنله فى حياتها .