الخميس 2 مايو 2024

الشهد للاستثمار الزراعي تتلألأ في مصر| د. فوزي الدغيدي.. جراح مصري أبدع في استخراج كنوز الزراعة بالوادي الجديد

الدكتور فوزي الدغيدي

اقتصاد19-2-2024 | 19:29

حوار: محمد حسن- علا خليفة تصوير: محمد عبدالفتاح

في حوار مع الدكتور فوزي الدغيدي، الجراح الشهير ورئيس مجلس إدارة شركة الشهد للاستثمار الزراعي، حول اهتمامه بالزراعة، وتوجهه لهذا المجال، وبداية نشاطه وأهم المحاصيل الزراعية، التي يركز على إنتاجها في مزارعه بالوادي الجديد، أوضح، أن الزراعة تعتبر أم الطب، فالغذاء هو أساس الصحة، وأساس المرض، فإذا كان الغذاء آمن، فالشباب والأطفال في أمان، ولو كان غير آمن، فصحة الشعوب في خطر، فإذا ما تم استخدام الغذاء الصحي، فسوف يتم الاستغناء عن ٥٠% من الخدمات الطبية.

وعن نشأة شركة الشهد للاستثمار الزراعي، أوضح الدكتور فوزي الدغيدي أن دراسة الجدوى الخاصة بانتشائها كانت عام ٢٠٠٧، ولكن لظروف السفر الخاصة، تم تأجيل المشروع فترة، حيث تم إنشاء الشركة، عطفا على حلمه القديم بأن يعيش الإنسان حياة صحية طبيعية ١٠٠% ، ولذلك قام بإنشاء هذا الكيان، حيث يتم توفير كل سبل العيش في المشروع من مأكل ومشرب وهواء طبيعي، ولذلك قام بإنشاء مزرعة خاصة به بها كل مقومات الحياة الطبيعية.

 

يضيف الدكتور فوزي الدغيدي انه تم إنشاء الشركة فعليا عام ٢٠١٨ واستلام الأراضي الخاصة بها عام ٢٠٢٠، حيث قامت الشركة باستلام مساحة ألف فدان في واحة الفرافرة، وذلك لزراعة تمر المجدول وبفضل الله، يتم اليوم زراعة آخر مساحة أرض فيها، حيث يقوم بزراعة تمر المجدول، وكذلك النباتات العطرية والطبية، وأهمها الاستيفيا، وهو نبات جديد خاص بمرضى السكر والسمنة، حيث يحتوي هذا النبات على مادة الاستيفيزويد، وهي مادة محلاة عن سكر القصب والبنجر بحوالي ٣٠٠ ضعف، فحوالي ٣.٣ جرام من سكر الاستيفيا يعادل حوالي واحد كيلو جرام من سكر القصب، وهذا النبات شبيه بالنعناع، وليس لديه سعرات حرارية، وبالتالي لا يقوم بزيادة نسبة السكر في الدم، وبالتالي فهو آمن على الصحة، ولا يسبب مشاكل مطلقا، حيث أن الاتجاه العالمي هو التغذية بالمحلى بديلا عن السكر العادي، وبالتالي توفير موارد جديدة للسكر.

ونظرا لأهمية هذا النبات، تقوم الشركة حاليا بالتوسع في زراعة نبات الاستيفيا في مساحة الأرض الجديدة، التي قامت الشركة باستلامها في سهل بركة، حيث استلمت الشركة حوالي ١٠ آلاف فدان، وذلك بعد نجاح الشركة المذهل في استصلاح وزراعة الألف فدان، الموجودة في واحة الفرافرة، حيث من المخطط زراعة ٥٠٠ فدان هذا العام من نبات الاستيفيا، وخلال العام القادم، نقوم بزراعة ١٠٠٠ فدان لهذا النبات من مساحة العشرة آلاف فدان في سهل بركة، ولذلك ستقوم الشركة بإنشاء المصنع الخاص بالاستيفيا، حيث أن هذا النبات هو محصول زراعي ثمين جدا، حيث يصل سعر الطن لأربعة آلاف يورو، وإنتاجية الفدان حوالي طن ونصف، هذا بخلاف القيمة التسويقية لبذور هذا النبات، وبالتالي وجود مصنع لتحويل المستخلص سوف يرفع من قيمته التسويقية.

من ناحية أخرى، لدينا مشروع أخر  لإنتاج الفواكه المجففة، حيث أن الاتجاه لزراعة الفواكه وتجفيفها هو اتجاه عالمي خاصة في أوروبا وأمريكا، حيث يتم استخدام الفواكه المجففة بشكل كبير جدا.

ومن هنا قامت الشركة باختيار ثلاثة أنواع من الفاكهة مبدئيا وهي التين والمشمش والكمثرى، حيث يتم زراعتها في واحة الفرافرة، لأن المناخ مناسب جدا لزراعتهم هناك، وسوف يتم التوسع في زراعة أنواع الفواكه الأخرى خلال الفترة القادمة.

وبخصوص مشروع إنشاء المصنع الخاص بالفواكه المجففة، قام الدكتور فوزي الدغيدي بالتحدث إلى محافظ الوادي الجديد، سيادة اللواء محمد الزملوط، والذي أبدى ترحيبه الشديد بإنشاء المشروع، حيث سيتم استقطاع مساحة لإنشاء المصنع الخاص بشركة الشهد، وأعرب الدكتور فوزي الدغيدي عن شكره العميق للواء محمد الزملوط على مجهوداته الجبارة في تذليل الصعوبات وتسهيل كافة متطلبات إنشاء المصنع.

أما بالنسبة للمعدات الخاصة بالمصنع، فسيتم استيراد أفران خاصة لتجفيف الفاكهة بشكل آلي ١٠٠% دون تدخل العامل البشري، حيث تقوم هذه الأفران بسحب الرطوبة من داخل الثمرة إلى خارجها وبالتالي يضمن جودة المنتج.

وعندما تطرق الحديث عن زراعة التمور، أوضح الدكتور فوزي الدغيدي، أنهم ينتجون أجود الأنواع من تمور المجدول، والتي أثبتت تفوقها عن مثيلاتها في دول المنشأ على مستوى العالم، فشركة الشهد للاستثمار الزراعي، تعتبر أول شركة تقوم بإنتاج التمر بالسلينيوم، ومعروف أهمية هذا العنصر لمرضى الزهايمر والقصور الدماغي، حيث تقوم هذه المادة بتغذية الشعيرات الدموية الموجودة في المخ، وتعتبر مع السماد الحيوي من أهم العناصر في زراعة التمر المجدول، وكل هذا يتم تحت إشراف المختصين الذين قاموا بعمل بحث في جامعة مدينة السادات، وتم إثبات تفوق هذا البحث نظريا، ولذلك يتم تطبيقه عمليا في مشروع واحة الفرافرة، حيث سيجري لأول مرة في مصر،  إنتاج المجدول بالسلينيوم وتحت إشراف مختصين في مجالي الطب والزراعة.

وسوف يكون التمر المجدول الخاص بشركة الشهد، بمثابة تمر دوائي، لاحتوائه على هذه المادة الدوائية الفعالة.

وقد تم بالفعل زراعة حوالي ٤٠٠ فدان من تمر المجدول علما بأن زراعة هذا النوع من التمور مكلفة جدا، حيث يحتاج الفدان الواحد لأكثر من ٢٥٠ ألف جنيه، ولكن العائد الاستثماري له مربح جدا وذو قيمة اقتصادية عالية.

 

 وعن سبب اختياره لواحة الفرافرة لزراعة المجدول أوضح الدكتور فوزي الدغيدي أن البيئة هناك مثالية للغاية، حيث درجة الحرارة المرتفعة جدا، وكذلك نسبة خصوبة الأرض العالية أيضا جدا، والمياه في منتهى النقاء، وهذه البيئة تعتبر بيئة مثالية للغاية لزراعة المجدول، حيث أن من أهم مميزات المجدول تمام جفافه على النخلة وبالتالي يحتاج لهذه البيئة المثالية.

وقد أكد الدكتور فوزي الدغيدي أن نجاحه في الحصول على العشرة آلاف فدان في سهل بركة، يؤكد سعي الشركة لاستكمال مسيرة النجاح، التي بدأتها في واحة الفرافرة، فالمشروع يستحق التعب، والعائد مربح جدا، وقد قامت الشركة بزراعة حوالي ٢٠٠٠ فدان في سهل بركة خلال هذا العام، وسوف يتم خلال السنوات القادمة استكمال زراعة العشرة آلاف فدان كاملة.

وتقوم الشركة بتأسيس قرية ريفية نموذجية متكاملة المرافق، بحيث تتيح للفرد الواحد تملك عشرة أفدنة، عبارة عن مساحة جيدة للزراعة، وبيت متكامل ولا يحتاج لأي شئ خارجي وبالتالي يعيش حياة طبيعية ١٠٠% ويتمتع بكل خيرات الطبيعة.

وفي نهاية حديثه أكد الدكتور فوزي الدغيدي، أن على الشعوب أن تعي قيمة وأهمية الزراعة فالزراعة والصناعة هما أساس تقوية الاقتصاد لأي دولة.

Dr.Randa
Dr.Radwa