أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن أوكرانيا بدأت تفقد ثقة الشعوب الأوروبية في قدرتها على هزيمة روسيا خلال الحرب التي تدور رحاها بين الطرفين منذ قرابة العامين.
وأوضح كاتب المقال جون هانلي أن أحدث استطلاع للرأي، أجراه المجلس الأوروبي للشئون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي في 12 دولة من دول الاتحاد الشهر الماضي، أشار إلى أن ما لا يزيد على 10% فقط من الشعوب الأوروبية مازال لديهم الثقة في قدرة أوكرانيا على تحقيق أي مكاسب عسكرية في مواجهة روسيا، مضيفا أن الدول التي أجري فيها الاستطلاع شملت فرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا وهولندا وبولندا وإسبانيا والسويد.
ويشير المقال إلى أن استطلاع الرأي أظهر أن واحدا من كل عشرة أشخاص في الاثنتي عشرة دولة أوروبية عبروا عن اعتقادهم أن أوكرانيا بإمكانها أن تكسب الحرب بينما عبر حوالي 20 % ممن شملهم الاستطلاع عن ثقتهم في أن روسيا سوف تنتصر في الحرب، وفي الوقت نفسه أكد ما يقرب من 37 % في جميع الدول التي أجرى فيها الاستطلاع أن الحرب في أوكرانيا لن تنتهي إلا من خلال تسوية سلمية.
ويلفت المقال إلى أن هذا التحول الكبير في موقف الشعوب الأوروبية فيما يخص حرب أوكرانيا سوف ينتج عنه مطالبة الشعوب الأوروبية لقياداتها السياسية أن تتبنى نهجا أكثر واقعية تجاه أوكرانيا والذي يشمل تحديد طبيعة التسوية السلمية التي يجب التوصل إليها لإنهاء الأزمة الأوكرانية.
ويشيرالمقال في هذا السياق إلى تصريحات مارك ليونارد أحد المشاركين في إجراء الاستفتاء والتي يقول فيها إن معظم الشعوب الأوروبية أصابها اليأس والإحباط من قدرة القوات الأوكرانية على هزيمة روسيا أو على الأقل منع روسيا من تحقيق انتصار عسكري في تلك الحرب، موضحا أنهم مازالوا يعتقدون أن كييف في جميع الأحوال لا يمكن أن تنهي الحرب من خلال تحقيق انتصار عسكري.
وينوه المقال إلى أن نتائج استطلاع الرأي أظهرت أن ذلك الشعور بالإحباط فيما يخص حرب أوكرانيا يرجع إلى فشل الهجوم المضاد الذي شنته القوات الأوكرانية في العام الماضي على القوات الروسية إلى جانب المخاوف من تحول الموقف الأمريكي الداعم لأوكرانيا بالإضافة إلى احتمال عودة الرئيس السابق دونالد ترامب للبيت الأبيض خلال الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها أواخر العام الحالي.
ويلفت المقال في الختام إلى أن الدراسة أظهرت أنه على الرغم من أن الشعور بالإحباط هو الشعور السائد في الوقت الحالي في جميع أرجاء أوروبا بعد مرور ما يقرب من عامين منذ بداية الحرب، إلا أن هناك توجها كبيرا نحو الالتزام بالعمل للحيلولة دون انتصار روسيا في الحرب.