رفعت نورما أندرسون، النائبة الجمهورية السابقة، قضية أمام محكمة في ولاية كولورادو الأمريكية مطالبة بالحكم بعدم أهلية دونالد ترامب لخوض الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في 5 مارس في تلك الولاية. وصدر قرار بالموافقة على الطلب مما دفع الرئيس الأمريكي السابق للتوجه إلى المحكمة العليا من أجل نقض الحكم بشكل عاجل.

وتتمتع نورما أندرسون، البالغة من العمر 91 عامًا، بخبرة جيدة في دستور الولايات المتحدة: أثناء فترة عملها كنائبة في البرلمان، فقد استشارته كثيرًا خلال حياتها المهنية الطويلة كعضوة في الحزب الجمهوري، وتحتفظ بنسخ منه في حقيبتها وبالقرب من تلفزيونها.

لذلك، في 6 يناير 2021، عندما اقتحم أنصار دونالد ترامب مبنى الكابيتول في واشنطن لمحاولة منع نقل السلطة إلى الرئيس الديمقراطي جو بايدن، قامت بثني صفحة التعديل الرابع عشر، الذي ينص على عدم أهلية المسئولين عن أفعال "التمرد" للترشح. وقالت عبر الفيديو من منزلها في كولورادو (غرب): "في ذلك المساء نفسه، أعدت قراءة هذا الجزء".

وتؤكد النائبة السابقة المحافظة، التي انتخبت لمدة 20 عاما ضمن صفوف الحزب الجمهوري، يقينها من ذلك. وأكدت أنها تعتقد أن "ترامب لا ينبغي أن يصبح رئيسًا مرة أخرى أبدًا، لأنه انتهك الدستور وحاول إلغاء الانتخابات. بالنسبة لي، هذا يعني أن ديمقراطيتنا في خطر إذا تم انتخابه".

وأصبحت النائبة المتقاعدة نورما أندرسون المدعية الرئيسية – وغير المتوقعة – في إجراء قضائي بدأته إحدى الجمعيات، دفع القضائء في ولاية كولورادو إلى الأمر بإبعاد دونالد ترامب من المشاركة في الاقتراع في الولاية. وهو القرار الذي اعترض عليه الرئيس السابق بشدة، وطلب من المحكمة العليا إبطاله في عجالة، قبل تنظيم الانتخابات التمهيدية في كولورادو في 5 مارس لاختيار المرشح الجمهوري للبيت الأبيض.

تم فحص هذا الملف من قبل ولايات أخرى ومن المحتمل أن يكون خطرا، وقد تم فحصه في بداية فبراير من قبل أعلى محكمة في البلاد، والتي من المفترض أن تبت في هذه المسألة في الأيام أو الأسابيع المقبلة. خلال الجلسة، بدا القضاة متشككين في هذا الإجراء غير المسبوق، استنادا إلى بند تم نسيانه إلى حد كبير. دون أن يثبط هذا من عزيمة نورما أندرسون التي كانت أول امرأة تصبح زعيمة النواب الجمهوريين في برلمان كولورادو "أنا أحد هؤلاء الأشخاص الذين لديهم الأمل دائمًا، إلى أن يقال لهم لا".

تم إقرار التعديل الرابع عشر في عام 1868، بعد الحرب الأهلية، لمنع المسئولين الكونفدراليين الجنوبيين المشاركين في الحرب الأهلية من الترشح للانتخابات. ويستثني النص من الوظائف العامة العليا كل من قام بأعمال "التمرد" بعد أداء اليمين أمام الدستور.

لكن المناقشات أمام المحكمة العليا لم تغامر بالدخول في حقل ألغام ما يشكل تمرداً أو لا، ولا في تقييم تصرفات دونالد ترامب. وركز القضاة أسئلتهم بشكل رئيسي على الاعتراضات الرسمية، ويبدو أنهم يريدون تجنب أي اتهامات بالتدخل في الانتخابات. وأصروا بشكل خاص على عقبة مركزية: هل تستطيع كولورادو أن تقرر بمفردها استبعاد مرشح رئاسي؟

ترد نورما أندرسون قائلة: "لا ينبغي لهم أن يقلقوا بشأن ذلك"، مشيرة إلى أنه في الولايات المتحدة الأمريكية "تدير كل ولاية الانتخابات وتوافق على من سيشارك في الاقتراع". وتتذكر أنه بالإضافة إلى المتنافسين الجمهوريين والديمقراطيين، يترشح المرشحون المستقلون أحيانًا لمنصب الرئيس في ولايات معينة، دون أن يتمكنوا من المنافسة في جميع أنحاء البلاد. وتتساءل: "ما الذي يجعل المرشح الجمهوري أو الديمقراطي أفضل من المرشح المستقل؟ لا شئ. ينبغي أن نعامل جميعا على قدم المساواة".

بالنسبة لنورما أندرسون، فإن موقف دونالد ترامب، الذي لا يزال يؤكد كذباً أن انتخابات 2020 سُرقت منه ويتحدث علناً عن "العقاب" في حال عودته إلى البيت الأبيض، يظل واضحاً لا لبس فيه. وقالت "آباؤنا المؤسسون لن يكونوا لطفاء معه. من المحتمل أنهم كانوا سيسجنونه". إنه يحب أن يكون مثل بوتين، أو مثل الملك. (...) سلوكه يثبت ذلك، وكل ما يقوله يثبت ذلك".

منذ الإجراء القانوني الذي اتخذته، قام فريق حملة دونالد ترامب بتصويرها على أنها "رينو"، وهو اختصار سيئ السمعة يشير إلى أولئك الذين هم "جمهوريون بالاسم فقط". وهذا ليس كافيا لإثارة دهشة أندرسون وهي في التسعينيات من عمرها وتم انتخابها نائبة جمهورية عن ولاية كولورادو بين عامي 1986 و2006. وقالت إنها تركز على "التهاني من الغرباء من جميع أنحاء البلاد"، وأحيانا يستوقفها المارة لالتقاط صورة لها، بعد مرور 20 عاما تقريبا على تقاعدها من العمل السياسي. وأضافت "على أقل تقدير، لفتنا الانتباه إلى ماهية دونالد ترامب".