السبت 27 ابريل 2024

نحذر مجدداً.. العدو يسعى كالأفاعى بيننا الروح الإخوانية الخبيثة نحتاج إلى الوعى فى مواجهة «شياطين الإرهابية»

الكاتب الصحفي أحمد أيوب

22-2-2024 | 14:24

بقلم: أحمد أيوب
قلناها مئات وآلاف المرات، يخطئ من يظن أن الجماعة الإرهابية قد انتهت أو فقدت الأمل فى أن تعود، بل تعيش وتتحرك وتربى عقول من تجندهم من المخدوعين على هذا الأمل الوهمى، لا يتركون فرصة إلا وانتهزوها؛ من أجل أن يعودوا بأى شكل أو صورة، فى الأزمات يظهرون كما الشياطين، يطلون برؤوسهم وتظهر أرواحهم الشريرة لتعكر صفو الحياة. ما حدث خلال الفترة الأخيرة، يؤكد بوضوح أن الجماعة الإرهابية كما الشياطين لا تهدأ ولا تتوقف عن شرورها، تتحين الفرصة لممارسة فسادها، فمع تزايد تداعيات الأزمة العالمية وما ترتب عليها من تضخم وغلاء فى الأسعار، ثم أحداث غزة وتصاعدها، عادت الوجوه الإخوانية الكريهة للظهور من جديد، من كل النوافذ الممكنة لترويج أكاذيبهم وبث سمومهم والتحريض ضد الدولة بشائعات وافتراءات وعمليات تشويه ممنهجة. خلال الفترة الماضية من يركز جيدا سيجد أن أبواق وعناصر الجماعة الإرهابية يمارسون نفس ألاعيبهم القديمة ضد الدولة، باستخدام كل السبل، فى كل وسائل التواصل الاجتماعى على اختلافها تجد الوجوه والبوستات الإخوانية حاضرة أكثر مما سبق، يحاولون استغلال الأوضاع المحيطة بالمواطن والدولة ليشعلوا نار الفتنة من جديد، بوستات كلها كراهية وتحريض وتشويه وطعن فى قدرات الدولة، لكنها تتخذ هذه المرة نهجا مختلفا، لا تحرض على الفوضى بشكل مباشر ولا تمارس التشويه بطريقة تقليدية، وإنما تحاول بخبث استغلال الأوضاع الاقتصادية فى خلق حالة من الهلع عند المصريين، زرع الخوف فى النفوس على المستقبل، تروج لأفكار سوداء وتنبئ بوضع مخيف يرعب المواطن، مثل مقولات تتكرر كثيرا فى تلك الصفحات ويرصدها من يتابع بدقة من عينة «القادم أسوأ».. «لسه الأسعار هاتولع».. «الدولة رايحة فى ...» وكل جملة من هذه مصحوبة بمجموعة من المعلومات الكاذبة والمضللة، والتحليلات الموجهة التى تقدم صورة مستقبلية حالكة السواد، يصورون على صفحاتهم الاقتصاد المصرى وكأنه فى حالة صعبة ولا أمل فى النجاة. اللافت أن أفكارهم الخبيثة وأكاذيبهم تتطاير بين صفحات السوشيال، كما الغربان المعروفة بنعيقها، صفحات قد لا تبدو للبسطاء إخوانية، لكنها مفضوحة لكل من يعلم أسلوب هذه الجماعة الحاقدة، ويفهم لغتهم وأساليبهم، فى صفحاتهم لا يلومون التجار على أفعالهم المخالفة للقانون والمتناقضة مع قواعد السوق، وحالة السعار التى سيطرت عليهم ولا يهاجمون المحتكرين والمتربحين على انتهازيتهم، ولا يدعونهم لمراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة، وإنما يهاجمون أجهزة الدولة بلا هوادة ويتهمونها بأنها السبب فى كل ما يعانيه المواطن، يحملونها كل شىء، حتى الأحداث العالمية يضعونها فوق رأس الدولة المصرية وكأنها من صنعتها، لا يعترفون بإجراءات تتخذها الحكومة لضبط الأسواق مهما كانت قوتها، بل يسارعون بالتشكيك فيها، إن خرج مسئول يتحدث ويخاطب التجار مراعاة للظروف الصعبة يتهموه بالتواطؤ والتخاذل، وإن تحركت الأجهزة الرقابية لمواجهة مافيا السوق هاجموها بدعوى أنها تمارس إجراءات بوليسية ضد اقتصاد السوق، وإن قررت القيادة السياسية زيادات فى دخول المصريين صوروها وكأنها خطوة لكارثة أكبر، لا يرون أى مؤشرات إيجابية، وإن ظهرت مؤشرات يبادروا بالسخرية منها وإفقادها قيمتها، والطعن فى مصدرها. كل من يحب وطنه أو يدافع عنه مستهدف منهم، كل من يقول كلمة حق أو يحاول أن يشرح للناس الظروف التى تمر بها تناله سهامهم المسمومة، لا يتركون معلومة صحيحة تمر دون تشويه، ولا يتركون بشرى تصل إلى المواطنين إلا وحاولوا إفسادها، أفظع الأوصاف يطلقونها على مؤسسات الدولة الوطنية وكأنها عدو للشعب وليست حامية له، جماعة خائنة ومأجورة منذ نشأتها، وليس مستبعداً عنها أكثر من ذلك. *** فى القضية الفلسطينية مثلا تجد البوستات كلها تتبنى الادعاءات الكاذبة التى تستهدف مصر وقيادتها، يروجون لكل ما تردده تل أبيب وواشنطن، يقيمون الدنيا مع كل معلومة يختلقها الإعلام الإسرائيلى وكأنها حقيقة، ويحولونها إلى سهام توجه إلى الدولة المصرية بأسلوب احترافى أسود هدفه التحريض الشعبى على الدولة. لا يرون فى الصورة إلا مصر، ولا يتهمون أحدا غيرها، فهى التى فرطت فى القضية وهى التى أضاعت الفلسطينيين وهى التى حاصرت الأبرياء فى غزة، وهى سبب المعاناة للشعب الفلسطينى، حتى المجازر الإسرائيلية يريدون تحميل مصر مسئوليتها لا يكتبون عن موقف دولى عاجز ولا عن دور مطلوب لدول المنطقة فى المواجهة، وإنما يشيرون فقط إلى مصر، بكل ما يسىء إليها ويشوه موقفها. يتحدثون عن ضرورة فتح الحدود بحجة إنقاذ الأشقاء ووصلت خيانتهم إلى أنهم يسخرون من الحديث عن الأمن القومى، ويقللون من الخطر الذى يهدد مصر، ليشيعوا بين المصريين أن الدولة متخاذلة فى نصرة الفلسطينيين، وأن كل ما يتم من إجراءات لحماية الأمن القومى لا قيمة له، بل يصورون الدولة على غير الحقيقة وكأنها شريك فى حصار الفلسطينيين، حملات لا تتوقف على الفيس وتويتر؛ من أجل الضغط على مصر بدعوى أنها تغلق المعبر رغم إدراك العالم كله لعدم صحة هذا الادعاء، ويلومون على الدولة المصرية أنها لم تقدم ما يكفى من المساعدات لأبناء غزة، متعامين عمداً عن حجم المساعدات المصرية التى لا تتوقف عبر معبر رفح المفتوح على مدار الساعة من أجل تمرير المساعدات للأشقاء، أكثر من 82 بالمائة من المساعدات التى وصلت إلى أبناء غزة مصرية، أى أربعة أضعاف ما قدمه العالم كله، لكن هؤلاء الأفاقين لا يقفون عند هذا الرقم ولا يتوقفون عند تراجع الدعم الإنسانى العربى والدولى لغزة ويتبنون الرواية الإسرائيلية الكاذبة ضد مصر. *** تجد صفحات على السوشيال ميديا تمجد فى أبو عبيدة، وكأنه صلاح الدين الأيوبى ويروجون لحماس وكأنها الوحيدة التى تحمى كرامة الأمة، ومن خلالها يوجهون الاتهامات المخفية الخبيثة لمصر وقيادتها، يحاولون خلق حالة مجتمعية ضاغطة من أجل جر مصر إلى حرب، عندما تركز فى هذه البوستات والصفحات تجدها لا تستهدف غير مصر، ولا تحرض إلا على الدولة المصرية، ولا تشوه إلا القيادة المصرية، لا تتحدث عن أى دولة أو جيش أو قيادة أخرى فمصر هى هدفهم. حتى عندما وصل الأمر إلى حد التهديد المباشر للأمن القومى المصرى، وأعلنت إسرائيل عن نيتها تنفيذ عمليات عسكرية لاجتياح رفح وهدفها المعروف هو الضغط على الفلسطينيين لتهجيرهم جبرا إلى سيناء، وأعلن كل المصريين أنهم خلف دولتهم فى مواجهة هذا الخطر، خرجت الصفحات الإخوانية بلغتها الكريهة لتفضح خيانتها وتتبنى خطة الاحتلال، وتدعم فكرة التهجير وتصرخ، افتحوا الحدود، كل هذا من أجل تصوير مصر وكأنها لا تدافع عن القضية ولا ترفض التهجير حماية للقضية الفلسطينية، وإنما ترفضه لحصار الفلسطينيين، كذب إخوانى قذر لا ينطلى على أحد، فالكل يعرف كم تدافع مصر عن القضية، وكم ضحت من أجلها، وكم حارب جيشها دفاعاً عن الأرض، لكن من يفهم الخبث الإخوانى يدرك ماذا يريدون وأن الهدف الأول والأهم لهم هو الدولة المصرية وتشويهها، ليس فقط أمام المصريين بل أمام المنطقة بالكامل، يقينا الإخوان لا تشغلهم القضية الفلسطينية ولا القدس ولا الانتصار على إسرائيل، من يتذكر خطاب محمد مرسى «عزيزى بيريز» ومن يستعيد تأكيدات قيادات الجماعة على أنهم ملتزمون بكل المعاهدات مع إسرائيل، ومن يرجع إلى تصريحات عصام العريان بضرورة عودة اليهود المصريين، يتأكد أن الإخوان فى دفاعهم عن القضية الفلسطينية كاذبون ومدعون، منذ مرشدهم الكاذب حسن البنا لم يكونوا يوماً مخلصين لفلسطين ولا قضيتها ولا حريصين على دماء شعبها بل استخدموها لترويج فكرهم وتجنيد الشباب وتحصيل الأموال تحت مسمى التبرعات، هم دائما لا يبحثون إلا عن مصلحتهم فى العودة إلى الحياة مرة أخرى وتشويه الدولة المصرية ووجدوا فى القضية الفلسطينية فرصة لا تعوض، الدم الفلسطينى عند الإخوان مثل سجادة حمراء يصلون بها إلى ما يريدون. *** إذا نزلنا من فضاء السوشيال ميديا وتركنا قنواتهم المأجورة بكل أكاذيبها سنجد نفس الروح الإخوانية الخبيثة للأسف تظهر من جديد على عدد من المنابر، فى بعض المساجد أئمة يعيدون من جديد لغتهم القديمة، تحريض مغلف وتشويه ممنهج، بعض المنابر يعتليها مجددا الآن من يروجون لنفس المنهج الإخوانى اللعين، خطب الجمعة عن أبو عبيدة، وعن تاريخ القادة الإسلاميين الذين حققوا الانتصارات، وعن حطين وعين جالوت، استعادة متعمدة لحقبة المماليك وقطز وغيرها من الوقائع المرتبطة بالتاريخ تجدها على صفحات الإخوان، وتسمعها على المنابر وكأنهم ينقلون من كتاب واحد، أو بالأدق، يمررون معلومات لها هدف واحد، ليس المقصود بهذه الحكايات استرجاع الماضى المجيد كما يدعون، فكلنا نفخر بتاريخنا، لكن هدف الأبواق الإخوانية فى هذا التوقيت تحديداً اللعب على عقول البسطاء وخلق حالة من التحريض والضغط على الدولة من أجل إحراجها. يقينا لم تسيطر الأوقاف على كل المنابر، والخطبة الموحدة لم تعد ملزمة، كثيرون يخرجون عليها، وإن تطلب الأمر يكتفون بعنوانها وبعدها يدخلون فى موضوعات أخرى تخدم على أفكار لا علاقة لها بالدولة المصرية ولا التحديات التى تواجهها، بعض المنابر تحولت بفعل من يعتلونها من عقول موجهة إخوانيا تحت عباءة الزى الأزهرى إلى خطب أقرب إلى السياسة منها إلى الدين، خاصة فى مساجد الأماكن المغلقة «الكمباوند، الأندية، المصانع»، تديين القضايا وتسييس المنبر أصبح ظاهرا فى كثير من هذه المساجد، الاستشهاد بنفس الأسماء التى يعتمد عليها الإخوان عاد من جديد، أسماء وأقوال تمر على البسطاء لكن معناها خطير وتأثيرها كبير. الروح الإخوانية الشيطانية ظاهرة فى كل مكان، حتى فى الأسواق والمصالح الحكومية، الخلايا النائمة تنشط من جديد، الأصوات الإخوانية تسرح فى كل مكان استغلالا للأوضاع الاقتصادية، والتحديات المحيطة بمصر، يتمنون أن تمتد الأزمة الاقتصادية حتى تزيد الضغوط ويريدون أن تتحول غزة إلى حرب تغرق فيها مصر، ومن أجل هذا يشعلون الأرض «فيسبوكيا وتويتريا» وعبر منابرهم المختلفة؛ من أجل الزج بالدولة المصرية فى أزمات لا تتوقف. علينا جميعا الانتباه لهذا الخطر الإخوانى جيدا، الجماعة كما الأفاعى تزحف تحت أقدامنا دون أن نشعر وتلدغ بلا رحمة، سمومها قاتلة للمجتمع، لا تراعى وطنا ولا استقرارا ولا يهمها مصير البلد، «تولع مصر بمن فيها» المهم أن يحققوا أهدافهم. يلجأون إلى وسائل ما زالت مؤثرة وتصل إلى الناس، منابر فى أماكن ربما لا تراها الأوقاف، صفحات تتزايد بأسماء وهمية على السوشيال ميديا ، وقنوات خاصة على اليوتيوب لأشخاص يخفون إخوانيتهم ولا يعلم انتماءاتهم إلا من يفهمون هذه الجماعة، هدفهم تشكيل رأى عام رافض للموقف المصرى وضاغط على الدولة، خاصة فى ملف الأمن القومى، يمكن أن يثير ارتباكاً ويخلق حالة من الخلاف الذى يريدونه للعب على العقول وإثارة الفتنة والتحريض. الوعى هو العاصم لنا من هذا الشيطان الإخوانى العائد مجددا فى ثوب جديد، ليس مطلوبا أن نجرى وراء كل بوست أو تويتة دون إدراك حقيقتها ومصدرها، علينا أن ندرك أننا فى حرب شرسة، والعدو الحقيقى فيها هم الإخوان الذين لا يريدون للدولة المصرية خيرا بل ولا تشغلهم دولة فلسطين أو معاناة شعبها وإن ادعوا غير ذلك فهم كاذبون على طول الخط، هدفهم الأكبر عودتهم ولو على دولة من الركام، ليسقط الشهداء بالآلاف، ولتدمر مدن وليهجر الفلسطينيون ولتنتهى القضية ولكن تعود الجماعة كما كانت، علينا جميعا أن نحذر من الروح الإخوانية الخبيثة المحيطة بنا، والأصوات التى تتسلل لتصل إلينا بأفكار وأكاذيب وأضاليل، وزارة الأوقاف عليها مراجعة دقيقة للمنابر مجددا وخاصة البعيدة عن العين، ومؤسسات بناء الوعى عليها أن تواجه بكل قوة الأفكار الإخوانية الهدامة، فالعدو يجلس بيننا ويخطب فينا ويعيد تشكيل عقول أبنائنا، وإذا لم ننتبه فسوف ندفع جميعا الثمن غالياً.