الجمعة 3 مايو 2024

لا أدرى كيف ترعرع فى وادينا الطيب هذا القدر من السفلة والأوغاد! «لأنهم.. قبضوا ثمن الخيانة ظنوا.. أننا قبضنا

الكاتب الصحفي حمدى رزق

22-2-2024 | 14:42

بقلـم: حمدى رزق
على ذكر الوفاء، وهو خلق رفيع، للإمام على بن أبى طالب قول مأثور، «من أحسن الوفاء استحق الاصطفاء». والوفاء من أخلاق الأنبياء، أما عن الخيانة فلا تسل خائنا عن ثمن خيانته، فالخيانة فى دمه، وأشد الخيانة خيانة الأوطان، ومن صور الخيانة الوطنية الشماتة فى مصاب الوطن، لا نخون أحدا، ولكن بالسوابق أقصد بالممارسات يعرفون وتدلك عليهم تغريداتهم، ألد الخصام. والإمام على يقول أيضا: «أشدُ من البلاء شماتة الأعداء»، وللشاعر العربى «الفرزدق بن غالب التميمى»، قول حكيم: «إذا ما الدهر جر على أناس / كلا كله أناخ بآخرينا.. فقل للشامتين بنا أفيقوا/ سيلقى الشامتون كما لقينا». معلوم، شماتة الأعداء لا تدوم، وصاحبها مذموم، والشَّمَاتَةُ بِالنَّاسِ أَى الْفَرَحُ وَالاغْتِبَاطُ بِبَلِيَّةِ الآخَرِينَ أو حتى بِالأَعْدَاءِ شَماتة.. تسوءنى الشَماتة، تنطوى على السُّوءِ، على القَبيح، وفى باب النهى عن إظهار الشماتة قَالَ رسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تُظْهِرِ الشَّمَاتَة لأَخِيكَ فَيرْحمْهُ اللَّهُ وَيبتَلِيكَ».. ومن القبح البغيض المكروه أن تشمت فى وطنك، وطنك يمر بأزمة اقتصادية قاسية، والضغوط على الحدود رهيبة، كما يقولون فى وضع استعداد، وسيادتك جالس فى مكمنك، كالثعلب لابد فى الدرة، مستنى السقطة واللقطة، كى تشمت فى أهلك وناسك، فى لحمك ودمك، وطنك فى أزمة فرضت علينا كرها، تشمت مبتسما كاشفا عن أسنانك الصفراء، وبابتسامتك لزجة تسيل على شفاك، وتغريدة تستفز بها من يقبضون على جمر النار صبرا على البلاء. ربنا ابتلانا بنفر شامتون، يغردون شماتة، وينقرون الرءوس كالغربان بحكى بغيض، ويلوكون سيرة الوطن بسوء فى منافيهم البعيدة، ويطلون بوجوههم القبيحة على الطبيين الصابرين القانعين الحامدين الشاكرين فى السراء والضراء وحين البأس، وهؤلاء يتأبطون شرا، ويستبطنون خبثا، ويكايدون من الكيد، رد الله كيدهم فى نحورهم. مثل هؤلاء كالنادبات المستأجرات، يندبون صنعة بلقمتهم، ويلطمون الخدود صنعة، ويشقون الثياب صنعة، وكأنهم من الأهل والخلان، وهم فى التحليل الأخير مؤلفة قلوبهم.. ألد الخصام! ومن هو ألد الخصام؟ يقول المولى سبحانه وتعالى فى القرآن الكريم: «وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَىٰ مَا فِى قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ» (البقرة / 204 )، وسبحانه يحذرنا منهم بقوله: «وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ، هَمَّازٍ مَّشَّاءٍ بِنَمِيمٍ، مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ، عُتُلٍّ بَعْدَ ذَٰلِكَ زَنِيمٍ» (القلم / 10-13)، هذا قول الله سبحانه فيهم، المنافقون، «فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ» (المنافقون / 4) ¿ ¿ ¿ يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض مرارا وتكرارا، فى انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها، والحقيقة فى وطننا الشرفاء ينتعلون الحذاء فى وجوههم، أبناء وطن كريم، لا يبيت فيه جائع من غير عشاء، وطن فيه الفقراء يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف، الطيبون فى هذا الوطن قانعون صابرون، لا تهزهم أزمات، ولا يقنطون من رحمة الله، حامدين شاكرين، فى السراء والضراء وحين البأس. نار الشماتة تشوى قلوبهم وتحرق أكبادهم، وكلما أوغلوا فى الشماتة مكايدة، جبر الله بخاطر الطيبين، فأشرقت وجوههم بنعمته، لا يلقون بالا بشماتة هؤلاء، ويشيحون بوجههم عن وجوهم القبيحة، ويثقون فى كرم الله، وسعته، ورزقه، «لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ» (إبراهيم /7 ). وفى السياق، العنوان (أعلاه) لطيب الذكر شاعر العربية المجدد «صلاح عبد الصبور» سؤال عمر طويلًا: «لا أدرى كيف ترعرع فى وادينا الطيب هذا القدر من السفلة والأوغاد»؟! لم يجبه أحد وقتها، وتعجبوا من سؤاله، وسؤاله فى محله، ونحن نرى هذا القدر من السفلة والأوغاد الدين يطعنون الوطن فى ظهره، بين ظهرانينا طابور خامس من السفلة الأوغاد.. يشمتون فى أزمات الوطن، ألم نقل فى وصفهم ألد الخصام.. ¿ ¿ ¿ فعلا، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، مثل مصرى معبر عن حالة «القيادة المصرية» فى أتون حرب غزة، حمل ثقيل تنوء بحمله الجبال، أعباء الحرب على غزة تثقل كاهل القيادة المصرية.. جمل الحمول. القيادة الممتحنة تحمل عبء القضية الفلسطينية صابرة محتسبة من أجل تأمين حياة رضيع فلسطينى يصرخ مستجيرا من هول العذاب وتتولاهم مصر الكبيرة بقلب حنون. ولا يتبعون جهدهم المشكور منا ولا أذى، بين ظهرانينا رجال صدقوا، يصلون الليل بالنهار فى عمل دؤوب، يجتهدون فى صمت، ولا يصرحون، ولولا يقظتهم لكان للقضية الفلسطينية وجه آخر، ولتفرق الفلسطينيون الطيبون بين العواصم القريبة والبعيدة فى نكبة جديدة تجاوز نكبة 48 والشتات الفلسطينى الحزين. نعم، ما يحسش بالنار إلا اللى كابشها، والقيادة كابشة جمرة نار، القضية الفلسطينية جمرة نار موقدة، وكابشها ممتحن، نار على الحدود، نار فى الجوار، والتهديدات الوجودية على كل المحاور الاستراتيجية. واللى ميعرفش يزايد على موقف القيادة النبيل، واللى ميعرفش يتجاوز الخطوط الحمراء، الوطنية، والقيادة فى مفرق وجودى خطير لا تطلب جزاء ولا شكورا، فقط العون المعنوى، الاحتشاد، وحدة الصف، وسد الخلل والصلاة فى حب الوطن. مزاد الوطنية منصوب، والمزايدون كثر، يزايدون على أبيهم فى قبره، المزايدة صارت طقسا، وفى الفضاء الإلكترونى متسع للمزايدات الرخيصة على الموقف المصرى الشريف، وعلى القيادة التى أعلنتها صريحة «نتعامل بشرف فى وقت عز فيه الشرف». وفى قلبه مرض، والغرض مرض، ومرضى القلوب يسفرون عن وجوههم القبيحة، أفاعى لزجة خرجت من جحورها الرطبة إذ فجأة، تتلوى فى الفضاء الإلكترونى تغريدا وتتويتا، تنفث حقدها، وتبخ سمومها، وتلوى الحقائق، وتحرف المزاج العام، وتفتن الشارع من حول القيادة فى مفرق وجودى. المزايدات على الموقف المصرى تأخذ منحنى تصاعديا مع استمرار الحرب، ومع اقتراب العدو من رفح المصرية، تفج صيحات مفضوحة بفتح الحدود، وكأن الحدود مغلقة، والحدود مفتوحة من الجانب المصرى من أول يوم تالٍ لطوفان الأقصى (7 أكتوبر ). عجبا، تعجب من قولهم المخاتل، وكأن مصر تتعنت، مصر الكبيرة كريمة، من لحم الحى جهزت مساعدات لا قبل لأحد بها، أضعاف ما أرسله العالم بأسره، والأرقام لا تكذب، ولكن دخول المساعدات رهن باتفاق دولي، ومصر رهنت خروج الأجانب والمزدوجين من جميع الجنسيات بدخول المساعدات، علما لسنا وحدنا على الحدود، هناك طرف عدوانى متربص بالمساعدات، لا يمررها هكذا ميسورة، ولكن بالقطارة، بعض المساعدات فسدت على المعبر من طول انتظار!! نفس الوجوه القبيحة التى مكنت لإخوان الشيطان يوما ليس ببعيد من حكم مصر تحت شعارات جوفاء، نفسها هى من توطئ لإخوانهم قدما فى أرض سيناء، تحت شعارات فضفاضة، جماعة والعياذ بالله تبيع أبوها فى سوق النخاسة. الحدود مشتعلة جنوبا وغربا وشمالا وشرقا، والمزايدات شغالة ومين يزود، وتلقيح جتت، ما هذه الرائحة، ألا تستحم يا رجل، أتزايد على وطنك، على أرضك، على حدودك، الأرض عرض، هل هانت عليك الأرض التى تشربت دماء الشهداء، فعلا اللى اختشوا ماتوا عرايا من الخجل، ولكنهم لا يخجلون، وجوه كالحة ودماء مالحة. المزايدات مقترنة بمخطط صهيونى مفضوح بتوطين الفلسطينيين فى سيناء، (وعد مرسى لأبو مازن)، لكن فى القيادة رجال نذروا أرواحهم فداء لوطن يستحق الخلود، وعلى الحدود أسود واللى يقرب يجرب، لسان حال القوات المسلحة العظيمة صاحبة العبور العظيم قبل أن يولد هؤلاء ونرى وجوههم القبيحة. خلاصته، استمْرأ الكَيْد والمكايدة السياسية، والتغريدات العدائية، والهتافات الحنجورية، تلفت الانتباه عن القضية الأساسية، حقوق الشعب الفلسطينى القانونية والتاريخية والعادلة فى دولته المستقلة على حدود 67، وعاصمتها القدس.