السبت 4 مايو 2024

مع زيارة الرئيس الإريتري .. محطات في علاقة "القاهرة" بـ "أسمرة"

الرئيس السيسي ونظيره الإريتري

تحقيقات24-2-2024 | 13:08

محمود غانم

استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم السبت، نظيره الإريتري أسياس أفورقي في قصر الاتحادية، ولطالما ارتبطت مصر بعلاقات وثيقة مع إريتريا، إذ كان لمصر الدور الأكبر في دعم وتأييد الثورة الإريترية حتى تحقيق الاستقلال الوطني الإريتري في عام 1993.

وبعد استقلال إريتريا عن إثيوبيا، رحبت مصر بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين ليكون هناك قناة شرعية بين القاهرة وأسمره.

ولا يستطيع أحد أن ينسى الدور الذي لعبته الدبلوماسية المصرية، حين نشأت نشأت حرب حدودية بين إريتريا وإثيوبيا امتدت لعامين 1998-2000، حيث سعت مصر لتحقيق السلام بين الجانبين.

وفي الجانب الإقتصادي، نجد أن حجم التبادل التجارى بين مصر وإريتريا سجل 119.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 104.8 مليون خلال 2017، وذلك بحسب تقرير صادر عن إدارة الدول والمنظمات الإفريقية ووحدة الكوميسا بجهاز التمثيل التجارى.

وأشار التقرير إلى ارتفاع الصادرات المصرية إلى إريتريا؛ لتسجل 116.99 مليون دولار خلال 2018، مقابل 103.43 مليون خلال 2017.

في حين ارتفعت الواردات المصرية من إريتريا لتسجل 2.05 مليون دولار خلال 2018، مقابل 1.4 مليون دولار خلال 2017، فيما تقدر نسبة السلع المصرية الموجودة بالسوق الإريترى "بصفة ثابتة" بنحو 10% من إجمالى السلع.

من ناحية أخرى، نجد أن الأزهر الشريف لعب دورٌ بارزٌ في نشر وترسيخ الثقافية الإسلامية والعربية في إريتريا، وقد تمثل هذا الدور في فتح أبواب الأزهر لطلاب العلم من إريتريا، وتوفير المنح الدراسية لهم، كما حرصت مصر على تأهيل كوادر للمعهد الإسلامي فى إريتريا من خلال إرسال علماء الأزهر للتدريس لجيل من المتعلمين والمثقفين الإريتريين.

 

 الزيارة الرئاسية

وقد سبق وأن زار الرئيس الإريتري أسياس أفورقي مصر أكثر من مرة، ففي عام 2020، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث بحث الرئيسان آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً فيما يتعلق بملفات القرن الإفريقي وأمن البحر الأحمر، وتم التوافق على تعزيز التنسيق والتشاور الحثيث المشترك لمتابعة تلك التطورات، وذلك تدعيمًا للأمن والاستقرار الإقليمي.

كذلك كانت هناك زيارة أخرى عام 2019 لرئيس أفورقي، استغرقت يومين؛ التقي خلالها مع عدد من المسؤولين، لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين، فضلًا عن مستجدات الأوضاع في القارة الأفريقية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، كما بحث أفورقي تعزيز التعاون الثنائي في القطاعات المختلفة، ومنها الزراعة واستغلال الثروات الحيوانية والسمكية والبنية التحتية والتجارة.

وكانت أول زيارة جمع الرئيس السيسي بنظيره الإريتري عام 2014، إذ استعرض الجانبان تطورات الأوضاع في القارة الأفريقية لا سيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والقرصنة، حيث اتفقت رؤى الرئيسين على ضرورة تدعيم التعاون والتنسيق بين الدول الأفريقية في هذا الصدد وبما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.

تبع ذلك زيارة عام 2016؛ لبحث سبل تنمية وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين وتطورات الأوضاع في أفريقيا ومنطقة القرن الأفريقي، فيما تمت زيارة أخرى عام 2018؛ لمناقشة تطور العلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في دول حوض النيل، ومنطقة القرن الأفريقي، وتطورات القضايا الإقليمية والدولية المشتركة.

ولاتتوقف العلاقات بين البلدين على الزيارات الرئاسية، إذ تحرص البلدان على تبادل الزيارات على مختلف المستويات لبحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك، ومن ذلك الزيارة التي تمت أكتوبر الماضي، حيث تمت زيارة إلى القاهرة من عثمان صالح وزير الخارجية الإريتري، ويمانى جبر آب مستشار الرئيس الإريترى للشئون السياسية، وكان في استقبالهم الرئيس السيسي، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية واللواء عباس كامل رئيس المخابرات العامة.

وتسلم الرئيس رسالة خطية من الرئيس الإريترى، تضمنت الإعراب عن تطلع إريتريا لتطوير العلاقات الثنائية مع مصر على مختلف الأصعدة، فى ضوء ما يربط البلدين من أواصر أخوية، خاصةً فى الوقت الراهن الذى يشهد فيه المحيط الإقليمى العديد من التحديات المتلاحقة، مما يتطلب تكثيف التشاور والتنسيق المشترك، حيث أعرب الرئيس عن تحياته وتقديره للرئيس أفورقي.

وتطرق اللقاء إلى التباحث حول آخر التطورات الإقليمية ذات الاهتمام المتبادل، خاصةً فيما يتعلق بملفات القرن الإفريقى والأوضاع فى السودان الشقيق، حيث تم التوافق على مواصلة المشاورات على مختلف المستويات لمتابعة تلك التطورات، تدعيما للأمن والاستقرار فى المنطقة. 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Dr.Randa
Dr.Radwa