افتتح الدكتور شريف شتا عميد، كلية الفنون الجميلة بجامعة المنصورة، مع الدكتور جورج نوبار، رئيس مجلس إدارة جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة، والباحث والكاتب: عبدالله الصاوي، مؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، أمس الأحد، بقاعة مؤتمرات جامعة المنصورة، معرض بورتريهات.. الإسكندرية، لرسام الكاريكاتير المصري ذو الأصول الأرمنية ألكسندر صاروخان (1898 - 1977).

وجاء ذلك ضمن فاعليات احتفالية « 125 عامًا على ميلاد صاروخان»، التي ينظمها مشروع ذاكرة الكاريكاتير التابع لمؤسسة عبدالله الصاوي للحفاظ على تراث الكاريكاتير المصري، بالتعاون مع مركز جامعة المنصورة لرعاية المبتكرين والموهوبين والنوابغ، وكلية الفنون الجميلة بالمنصورة، وجمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة، تحت رعاية الدكتور: شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة؛ احتفالًا بالذكرى 125 على ميلاد صاروخان.

وضم المعرض مستنسخات عالية الجودة لأكثر من 50 بورتريه كاريكاتيرى من أول معارض صاروخان الكاريكاتيرية بالإسكندرية عام 1927، والذي ضم أكثر من 100 بورتريه كاريكاتيري، لمجموعة من الشخصيات التى عاشت فى الإسكندرية فى منتصف العقد الثانى من القرن العشرين. حيث يرصد لنا صاروخان بريشته فى هذا المعرض وجوه بعض أعلام ومشاهير الإسكندرية من مصريين وأرمن وأجانب ممن عاشوا بالإسكندرية فى أواخر عشرينيات القرن الماضي.

وتكمن أهمية هذا المعرض كونه أول المعارض الكاريكاتيرية للفنان الراحل إلكسندر صاروخان بالإسكندرية، وأحد أقدم معارض البورتريه الكاريكاتيرى التى وصلتنا معلومات كاملة وتفصيلية عنه حتى الآن، وكذلك 30 بورتريه كاريكاتيري لصاروخان بريشة، مجموعة من طلبة وطالبات قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة، هم نتاج المسابقة التي أقامها القسم بين طلابه، وفاز بالمركز الأول مناصفة الطالبتين: نور أحمد ومنة الله محمود.
 

واستعرض الدكتور جورج نوبار، بشكل موجز الجذور التاريخية للوجود الأرمني بمصر، بدايةٍ من العصر الفاطمي وصولًا إلى عصر محمد علي، الذي يعتبر العصر الذهبي للأرمن في مصر، مؤكدًا على ما قدمته مصر للأرمن الذين هاجروا إليها من دعم ومساندة عقب المذابح التي تعرضوا لها، وعلى أن مصر منحت الأرمن الأمن والأمان وسمحت لهم بإقامة مدارس وكنائس وأندية خاصة بهم، على عكس العديد من الدول التي تتشدق بالحرية وتنادي بقبول الآخر ورفضت أن يكون للأرمن الموجودين بها نوادي ومدارس خاصة بهم، وقد يتعجب البعض عندما يعرف أننا كمصريين من أصول أرمنية؛ أصبحنا نشعر بالغربة عغندما نسافر إلى أرمنيا.

وأشار الباحث والكاتب عبدالله الصاوي، إلى أن مدينة المنصورة كانت أول مدن مصر التي عرفها صاروخان، عندما التقى بعبدالقادر الشناوي ابن المنصورة في فيينا عام 1924، وأن التاريخ لن ينسى لعبدالقادر الشناوي أنه كان السبب في مجئ صاروخان إلى مصر ليرسم الكاريكاتير في مجلته التي كان ينوي إصدارها، وأصدرها بالفعل تحت اسم: الجريدة المصورة عام 1924، وشارك فيهما صاروخان بالرسم. كما استعرض الصاوي كيف أخذ زمام المبادرة لاتاحة الفرصة أمام طلبة قسم الجرافيك بكلية الفنون الجميلة بالمنصورة، لأول مرة لتعرض أعمالهم إلى جوار أعمال رواد فن الكاريكاتير المصري، في معرض: الكاريكاتير.. ودستور 1923، الذي نظمه مشروع ذاكرة الكاريكاتير، بالتعاون مع المعهد الفرنسي بمصر، في شهر ديسمبر الماضي، احتفالًا بمرور 100 عام على صدور دستور 1923. 

 

وقام الصاوي بإهداء نسخة من إصدارات مشروع ذاكرة الكاريكاتير، لمكتبة كلية الفنون الجميلة، لتكون عونًا لطلبة الكلية والباحثين والمهتمين والمحبين لفن الكاريكاتير، كما أهدى مجموعة كتب من إصدارات المؤسسة للطالبتين الفائزتين في مسابقة البورتريه الكاريكاتيري نور أحمد ومنة الله محمود.

 

جانب من المعرض