أثار إعلان الرئيس السنغالي ماكي سال، الذي توشك ولايته الرئاسية على الانتهاء، خلال مقابلة منذ أيام، عن تخطيطه للعيش والاستقرار في المملكة المغربية بعد انتهاء عهدته في الثاني من أبريل المقبل، مجموعة من التساؤلات حول سر تفضيل بعض قادة الدول الأفارقة المنتهية ولايتهم أو المُطاح بهم وكذا بعض القيادات السياسية في هذه الدول المغرب كوجهة للاستقرار والعيش، خاصة أولئك الذين تربطهم علاقات صداقة قوية مع القيادة المغربية.
ويزخر التاريخ الحديث بمجموعة من الأمثلة في هذا الصدد؛ على غرار محمد بوضياف، القيادي السياسي المُغتال والرئيس الجزائري الأسبق، الذي عاش في المغرب لحوالي ثلاثة عقود، بعد الاختلاف السياسي بينه وبين الرئيس الجزائري حينها أحمد بن بلة، قبل أن يعود إلى بلاده ليتولى منصب الرئاسة الذي لم يمضِ فيه سوى 166 يوما ليتم اغتياله بمدينة عنابة في الـ29 يونيو من العام 1992 بنيران أحد العناصر الجيش الجزائري.
ومن الرؤساء الذين اختاروا المملكة وجهة للاستقرار بعد تدهور الأوضاع السياسية والأمنية في بلادهم موبوتي سيسي سيكو، رئيس الكونغو الديمقراطية السابق، الذي فر إلى المغرب بعد الإطاحة به بثورة مسلحة في العام 1997، ليستقر بالمملكة منذ ذلك الجين إلى أن وافته المنية في شتنبر من العام ذاته إثر إصابته بمرض السرطان ليُدفن بعدها في مقبرة مسيحية بالعاصمة الرباط، إضافة إلى بليز كومباوري، الرئيس البوركينابي السابق، الذي لجأ إلى المملكة إثر اندلاع احتجاجات شعبية ضده اضطرته إلى التنحي عن الحكم في أواخر أكتوبر من العام 2014، غير أن مقامه بالمغرب لم يدم طويلا ليستقر بعدها في ساحل العاج التي منحته حق اللجوء على أراضيها.