أكد مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تعرض لانتقادات من جانب العديد من قادة الدول الغربية بسبب الاقتراح الذي طرحه أول أمس الإثنين إرسال قوات برية من الدول الغربية لأوكرانيا لتعزيز قدرات القوات الأوكرانية في مواجهة القوات الروسية خلال الحرب المستعرة بين الطرفين منذ ما يزيد على العامين.
وأوضح كاتب المقال باتريك وينتور أن قادة الدول الأوروبية والدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي (الناتو) سارعوا بالتعبير عن رفضهم لهذا الاقتراح وحذروا في الوقت نفسه من خطورة التورط المباشر في الحرب بين القوات الروسية والأوكرانية.
وأشار المقال إلى أن الرئيس الفرنسي كان قد أعلن في أعقاب اجتماع عقد في باريس أول أمس الإثنين، وضم ممثلين للدول الداعمة لأوكرانية، أنه ليس من المستبعد إرسال قوات برية من الدول الغربية لأوكرانيا، وأوضح كذلك أنه يجب بذل كل الجهود من أجل إلحاق الهزيمة بروسيا وذلك "للحفاظ على أمن الدول الأوروبية".
إلا أن ذلك الاقتراح، كما يشير المقال، قوبل بالرفض الشديد من جانب الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، حيث أكدت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي للبيت الأبيض أدريان واتسون أن الرئيس جو بايدن أكد مرارا وتكرارا أن واشنطن لن ترسل أي قوات للقتال في أوكرانيا.
ويلفت المقال في نفس الوقت إلى الموقف الروسي في هذا الصدد حيث يسلط الضوء على تحذيرات الكرملين أن ظهور أي قوات من دول الناتو في أوكرانيا سوف يؤدي بدون أدنى شك إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف الناتو.
ويشير المقال في هذا الصدد إلى تصريحات صادرة عن الناتو أمس الثلاثاء والتي أكد فيها عدم وجود أي نية من جانب الدول الأعضاء لإرسال قوات إلى أوكرانيا، لافتا إلى أن كل من بولندا وبريطانيا رفضتا الاقتراح بشكل قاطع.
كما قام رئيس وزراء السويد أولاف كريستيرسون كذلك بنفي أي نية لدى بلاده لإرسال قوات لأوكرانيا، موضحا أنه من حق الرئيس الفرنسي مناقشة إمكانية إرسال بلاده قوات لأوكرانيا ولكن ليس من حقه اقتراح ارسال قوات من دول الناتو. كما أكد كذلك المستشار الألماني أولاف شولتز أن هناك اتفاق بين الدول الأوروبية ودول الناتو بعدم إرسال أي قوات لأوكرانيا.