قال السفير علي الحفني، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية الأسبق، إن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان إلى مصر اليوم ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، هي استمرار للعلاقات القوية بين البلدين، موضحا أن مصر والسودان تربطهما علاقات أخوية وثيقة، ومصر تتابع الشأن السوداني وتحرص على استقراره لأن الأمر يرتبط بالأمن القومي في البلدين.
وأكد الحفني، في تصريح لبوابة دار الهلال، أن ما يصيب السودان يؤثر على مصر وما يصيب مصر يؤثر على السودان، والوضع هناك حاليا مأساوي واستمر لفترة طويلة وخاصة بعد اندلاع الحرب الأهلية التي تقارب على عام تقريبا، بعد الانقسام الذي حدث داخل القوات المسلحة وهي مسألة أثرت على الوضع الأمني بشكل خطير، وجعلت التدخلات الخارجية في الشأن السوداني لا تنقطع ومتواصلة ومستمرة.
ولفت إلى أن مصر تهتم باستقرار السودان، وفي الوقت نفسه البلدان لا تستطيعان الاستثمار في العلاقات الثنائية بشكل يخدم قضية التنمية في كلاهما، في ظل الوضع في السودان المستمر بهذا الشكل، فلا يمكن للعلاقات أن تنمو وتتطور بالآلية التي يأمل إليها كلا البلدين سواء على الجانب المصري أو الجانب السوداني، موضحا أن الوضع في الفترة الأخيرة يشهد حالة من الصراع والتذبذب والمسار الذي تم الاتفاق عليه لم يؤتي ثماره سواء في مبادرة دول الجوار أو الآلية التي تم إنشائها في هذا الصدد.
وأضاف أنه لكي تحقق هذه المسارات أية نتائج مرجوة يجب على السودانيين أنفسهم أن اتفقوا على الحد الادنى من القواعد الحاكمة لأي مساعي لحلحلة الوضع المتجمد، وإجراء الانتخابات في السودان في الوقت الحالي، موضحا أن هذا الاضطراب والصراع ينعكس سلبا على الأوضاع المعيشية للسكان، بجانب نزوح الملايين ولجوء الملايين الذي تسللوا من خلال الهجرة غير الشرعية وهو ما تسبب في تحديات للسودان وللدول الأخرى وتداعيات عديدة في دول الجوار.
وشدد على أن التشاور بين الزعيمين الرئيس عبد الفتاح السيسي والفريق الركن عبد الفتاح، أمر مهم ومطلوب، وكلا البلدين يحرصان على المباحثات بينهما وتكرارها مطلوب واستدامتها ودوريتها، لبحث كافة الجوانب بالوضع الراهن في السودان، فكلا القيادتين في مصر والسودان تحرصان على التواصل المستمر، موضحا أن الجميع يأمل على السودانيين أن يضعوا حدا لهذه المأساة بتفييد الهوة السحيقة بين السودان الغني بثرواته.
استقبال رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني
واليوم الخميس، استقبل الرئيس السيسي بمطار القاهرة الدولي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني. وقد أقيمت مراسم الاستقبال الرسمي بقصر الاتحادية، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين، وخلال المباحثات أكد الرئيس خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين مصر والسودان، مشدداً على حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين بما يساهم في تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين.
كما شهد اللقاء استعراض تطورات الأوضاع في السودان، والجهود الرامية لتسوية الأزمة الجارية بما يضمن استعادة الاستقرار، ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها، ويلبي تطلعات الشعب السوداني الشقيق نحو تحقيق الأمن والاستقرار.
وقد شدد الرئيس على حرص مصر على أمن السودان الشقيق، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي بالسودان، ودعم وحدة الصف السوداني وتسوية النزاع القائم، انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين الأمن القومي للبلدين. كما أكد السيد الرئيس استمرار مصر في الاضطلاع بدورها في تخفيف الآثار الإنسانية للنزاع على الشعب السوداني.